تقاريرمحلي

من تدخلات سياسية إلى مرتزقة وفريق مراقبين دوليين.. “ليبيا تحت الوصاية الغربية” بعد نكبة فبراير

انتهكت السيادة الليبية منذ عقد كامل من الزمن، بعدما احتدمت مؤامرة الناتو مع خونة فبراير على ليبيا في عام 2011، فسقطت البلاد في آتون الفوضى والدمار.

 وإذا كان البعض وطوال الفترة الماضية، كان يعلق على التدخلات الأجنبية في ليبيا، من ناحية أنها انتهاك سافر للسيادة الليبية، وأن الأجندة الخارجية الخبيثة هى التي تحكم مصائر المواطنين الليبيين.

 ثم جرى بعد ذلك، توجيه انتقادات لوصول “مرتزقة” ومقاتلين أجانب إلى البلاد بالآلاف، يحاربون مع طرفي الاقتتال والحرب الأهلية في ليبيا في الشرق والغرب. وكان هذا انتهاك أكبر وأفظع للسيادة الليبية.

فإن الساعات الأخيرة شهدت دخول ليبيا تحت الوصاية الدولية بشكل أكبر، بعد وصول فريق مراقبين دوليين إلى البلاد يراقب كما قيل، وقف إطلاق النار بين الأطراف المتحاربة.

وفي الوقت الذي يؤكد فيه خبراء ليبيون، أن وصول فريق مراقبين دوليين،  “نذير شؤوم” جديد على ليبيا ولن يخرجوا مثلما فعلوا في كل البلاد التي دخلوها من قبل. قالوا أن كل ما هو موجود اليوم في ليبيا من أوضاع مزرية، نتاج مباشر لنكبة فبراير 2011 وانتفاء وجود قيادة ليبية وطنية، تكون حريصة على تطهير الوطن من فيالق الاستعمار وبراثن المراقبين الدوليين.

وكانت قد وصلت طليعة فريق مراقبين دوليين، تضم نحو 10 أشخاص إلى ليبيا، للإعداد لمهمة الإشراف على وقف إطلاق النار المطبق في ليبيا منذ أكتوبر الماضي.

وقالت “فرانس برس”، في تقرير لها، إن هدف هذه الطليعة، هو التحقق من مغادرة المرتزقة والجنود الأجانب المنتشرين في البلاد.

وقال مصدر دبلوماسي، إن هذه “الطليعة” مكونة من ممثلين عن أعضاء بعثة الأمم المتحدة في ليبيا وخبراء من مقر الأمم المتحدة في نيويورك. وقالوا إن هذه البعثة ستقدم تقريرا إلى مجلس الأمن في 19 مارس الجاري، عن رحيل  وآلية مراقبة القوات الأجنبية الموجودة في ليبيا.

وكشفوا أن فريق المراقبين، سيزور سرت وسيزور مصراتة في الغرب وبنغازي في الشرق. ومن المفترض أن تستمر مهمة البعثة، خمسة أسابيع، للتحضير لنشر مراقبين لاحقا، في آلية مراقبة وقف إطلاق النار لم يحدد عددهم بعد.

يأتي هذا فيما تعقد اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 في ليبيا، اجتماعا مع فريق من المراقبين الدوليين الذين وصلوا لطرابلس للإعداد لمهمة الإشراف على وقف إطلاق النار المطبق منذ أشهر عدة.

وأوضحت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، أن الفريق يساعد في التشاور مع اللجنة، من أجل توسيع آلية مراقبة وقف إطلاق النار.

من جانبه علق عضو لجنة 5+5 عن حكومة السراج غير الشرعية،  مختار النقاصة، إن الاجتماع يتضمن مناقشة بعض الأمور اللوجستية وجمع مبدئي للمعلومات، حول إقامة الفريق وحمايته وبعض الأمور الأخرى، حيث ستستمر مهمة المراقبين خمسة أسابيع.

وأضاف النقاصة، أن مهمة فريق المراقبين، الذي يضم ممثلين عن أعضاء البعثة الأممية في ليبيا وخبراء من مقر الأمم المتحدة في نيويورك، هي تقييم ومراقبة اتفاق الهدنة، لافتًا إلى أن فريقًا آخر سيصل إلى البلاد للإشراف على خروج المقاتلين الأجانب، عند بدء الإعلان عن خروجهم.

وكشفت الأمم المتحدة، ديسمبر الماضي، على لسان ستيفاني وليامز، وجود 20 ألفا من “القوات الأجنبية والمرتزقة” في ليبيا. كما أكدت وجود 10 قواعد عسكرية على الأراضي الليبية.

ومن المفترض أن تنهي بعثة المراقبين، مهمتها الأولى في سرت بحلول منتصف أبريل 2021 القادم تحسبا لتفعيل آلية مراقبة لوقف إطلاق النار، والإشراف بعد ذلك على رحيل القوات الأجنبية.

والختام.. ماذا بعد؟

ماذا بقى لليبيا الصخرة الصماء من عهد القائد الشهيد، معمر القذافي، من كرامة وسيادة؟ ماذا بقى للبلاد من استقلال؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى