من إرسال الـ”درون” إلى تركيب منظومة دفاع جوي.. أردوغان يخرق مخرجات اجتماع برلين حول ليبيا .
كشفت شركة “إميدج سات” الصهيونية المتخصصة في التقاط الصور عبر الأقمار الصناعية، العمليات التركية المشبوهة في ليبيا بإرسال المرتزقة والأسلحة لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية، رغم تعهد أنقرة “ظاهريا” خلال مؤتمر برلين بالالتزام بقرار حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا الصادر من الأمم المتحدة.
وقدمت الصور التي التقطتها الشركة الصهيونية، وطالعتها “أوج”، دليلا جديدا على إرسال تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان، لطائرات مسيرة “درون” من طراز بيرقدار “TB2” إلى مطار معيتيقة الدولى في ليبيا.
ونشرت الشركة الصهيونية، عبر حسابها على تويتر، صورة ملتقطة بالقمر الصناعي، تظهر فيها الطائرات المسيرة من طراز “بيرقدار”، صحبتها بتعليق: “مطار معيتيقة الدولي يستضيف طائرات تركية تابعة لحكومة الوفاق، من طراز بيرقدار TB2”.
وفي سياق متصل، التقط أحد ركاب الطيران المدني بمطار معيتيقة صورا تُظهر وجود منظومة دفاع جوي بالقرب من برج المراقبة، الأمر الذي يعزز ما كشفه تسجيل مرئي بثته إحدى الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، بأن تركيا نشرت نظامًا للدفاع الجوي I-HAWK PIP-3 في مطار معيتيقة بطرابلس لحماية الطائرات التي تهبط من خطر الغارات الجوية.
كما أفاد موقع “ميليتاري رادار” العسكري الإيطالي، في تقرير له، طالعته وترجمته “أوج”، بأن نظام Hawk System التركي عبارة عن نظام صاروخي للدفاع الجوي لجميع الظروف الجوية، يوفر دفاعًا على نطاقات واسعة أو أهدافًا محددة ضد الطائرات سريعة الحركة على ارتفاعات منخفضة إلى متوسطة وطائرات هليكوبتر معلقة وصواريخ أرض – أرض قصيرة المدى.
وأوضح الموقع المتخصص في متابعة حركة الملاحة الجوية العسكرية وأعمال التجسس والاستطلاع، أن النظام يستقبل الصور الجوية وينقلها عن طريق بيانات اتصال ATDL، ويشتمل النظام على وظيفة قيادة PCP التي تقود عملية النشر.
وأكد الموقع أن النظان التركي “هوك” يتضمن رادار CWAR، ورادار HPI Doppler و6 منصات إطلاق؛ كل منها مجهز بـ3 صواريخ، موضحا أن جميع الأنظمة تشمل مركز التحكم، وبحث الرادار وقفل وتتبع الرادار، والقاذفات، والصواريخ، وقطع الغيار والمعدات ذات الصلة.
ومن جهته، اتهم الناطق باسم قوات الكرامة، أحمد المسماري، تركيا باستغلال وقف إطلاق النار ونصب منظومة دفاع جوي قرب مطار معيتيقة بالعاصمة طرابلس، قائلا: “رصدنا وصول أسلحة بحرا وجوا إلى ميليشيات طرابلس في فترة وقف إطلاق النار، كما رصدنا تركيب منظومة دفاع جوي في مطار معيتيقة وإنزال قوات معادية من تركيا وسوريا”.
وطالما تعمل تركيا على إرسال الأسلحة والآليات العسكرية لدعم حكومة الوفاق في حربها ضد قوات الشعب المسلح التي تسعى لتحرير العاصمة من المليشيات المسيطرة عليها، حيث وصلت بارجات تركية إلى ميناء طرابلس البحري، خلال الأيام الماضية في إطار الدعم الذي يقدمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للوفاق.
وقال أحد الحسابات التركية في تغريدة له مدعومة بالصور، على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، رصدتها “أوج”، إن البارجات تعمل مؤخرا في المنطقة الاقتصادية في ليبيا، وأوضح أن فئة البارجات هي:G F496 TCG Gökova – F497 TCG Göksu – TCG Gaziantep – F495 TCG Gediz – Akar class A595 TCG Yarbay Kudret Güngör.
ومن جهته، أوضح مراسل العربية، أن البارجات التركية إحداهما تحمل اسم “غازي عنتاب” والأخرى “قيديز”، وقد تكفّلت ميليشا الردع والنواصي التابعتين لداخلية الوفاق، بتأمين وصولهما إلى ميناء الشعاب بطرابلس، مؤكدا نقل العتاد والذخائر إلى قاعدة معيتيقة الجوية وسط العاصمة.
ويعد الإنزال البحري للقوات التركية الذي قامت به الفرقاطتين، الأول منذ إعلان إجلاء القوات والقواعد الأجنبية عن ليبيا عام 1970م على يد قائد ثورة الفاتح العظيمة ورفاقه الأبطال.
وجاء وصول البارجات التركية متماشيا مع ما أكده شهود عيان بأن جنودًا أتراكًا نزلوا فجر اليوم، الأربعاء، في ميناء طرابلس، بعدما وصلوا على متن بارجتين حربيتين تركيتين، في سابقة من نوعها منذ بدء تركيا إرسال جنود ومرتزقة لدعم مليشيات حكومة الوفاق غير الشرعية في معارك طرابلس.
ورافقت البارجتين، بحسب الشهود، سفينة شحن قامت بإنزال دبابات وشاحنات عسكرية، وذلك لأول مرة منذ إعلان الرئيس التركي رجب أردوغان عزمه دعم حكومة الوفاق، رغم تعهده في “مؤتمر برلين” بعدم التدخل في ليبيا أو إرسال قوات أو مرتزقة.
وتشهد المنطقة حالة من التوتر المتصاعد، بسبب الأزمة الليبية، لاسيما بعد موافقة البرلمان التركي، على تفويض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإسال قوات عسكرية تركية إلى العاصمة الليبية طرابلس، لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.