خلال العقد الأسود..الجزء (1) أبرز الأحداث السياسية والعسكرية والاقتصادية في ليبيا
تتابعت المآسي والأحداث المؤلمة على ليبيا خلال العقد الأسود الماضي.. تنوعت ما بين قتل اختلفت أشكاله وتدمير واحتلال وخطف وإخفاء قسري وانتهاكات، كما شملت المشاكل اأنهيار في البنى التحتية وصراعات على السلطة والنفوذ.. أمام كل ذلك كان المواطن دائما هو الضحية.. رغم تخلل تلك السنوات العشر إعلانات وتعهدات بوقف إطلاق النار، ووعود بحل الأزمات، وتدخلات دولية عديدة تحت عباءة إيجاد حلول سلمية للأزمة.
العقد الأسود … بدأت أزمات ليبيا في 2011 عام النكبة،
التدحل العسكري في ليبيا:
عندما اندلعت احتجاجات مدعومة من جهات دولية في عدد من المدن، وأعلن الناتو التدخل في ليبيا وقصف كتائب الشعب المسلح المنوط به حماية البلاد، وفي القصف استهدف العديد من المدنيين ووقع مئات من الضحايا الأبرياء، ثم أغتيل القائد الشهيد معمر القذافي ونجله المعتصم، وبدأ الفوضى في البلاد، رغم وجود ما يسمى بالمجلس الانتقالي الذي قاده مصطفى عبد الجليل بدعم دولي منقطع النظير هدف لإسقاط النظام الجماهيري واستباحة الدولة الليبية.
العقد الأسود … الأنتخابات في ليبيا
في 2012 أجريت أول انتخابات في ليبيا، انتخابات المؤتمر العام، والتي سيطر عليها تيار الإخوان المسلمين، واعتبر ذلك أول برلمان في ليبيا بعد النكبة، ومن ثم سلّم المجلس الانتقالي سلطاته إلى المؤتمر العام.
العقد الأسود … تفجير القنصلية الأمريكية في بنغازي
وشهدت هذه السنة أولى ملامح الفوضى وانهيار الأمن حيث وقع تفجير القنصلية الأمريكية في بنغازي وقتل أربعة أمريكيين من بينهم السفير كريستوفر ستيفنز من قبل مجموعة مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة.
https://www.lj-bc.tv/2020/03/2012.html
بدأت الأزمات تظهر على الحياة اليومية لدى الليبيين في 2013، حيث عاش المواطنون مشاكل تبدأ من انقطاع الكهرباء، إلى النقص الحاد في الوقود، بالإضافة إلى قطع خدمات شبكة الإنترنت، إضافة إلى سلسلة اغتيالات وصلت إلى قتل 150 شخصية عسكرية وأمنية وناشطين سياسيين وإعلاميين، إضافة إلى عمليات الخطف التي كان أبرزها اختطاف رئيس الحكومة علي زيدان، ونجل وزير الدفاع، ونائب رئيس المخابرات، فضلا عن تعرض المؤتمر العام إلى 269 حالة اعتداء واعتصام طوال السنة.
وفي هذا العام بدأ أيضا ملامح الصراع على النفوذ والسلطة إذ أعلن المؤتمر العام التمديد لنفسه عاما إضافيا حتى نهاية عام 2014.
لم تسلم المباني الإدارية من محاولات الاستهداف حيث تم تفجير مبنى الملحق الإداري للكنيسة المصرية الأرثوذكسية بمدينة مصراتة، ولكن مظاهر غياب الأمن بسبب التشكيلات المسلحة المنتشرة في المدن والصراعات التي تنشب بينها من حين لآخر وعمليات الخطف والاغتيالات المستمرة، دفعت حشود جماهيرية للخروج في مظاهرة للمطالبة بالتطبيق الفوري والعاجل لقراري المؤتمر العام القاضيين بإخلاء العاصمة من كل التشكيلات المسلحة، وكادت اشتباكات طرابلس تتحول إلى حرب مدن وشيكة، حيث سقط أكثر من 40 شهيدًا وأكثر من 400 مصاب في المظاهرة، وأعلن الحداد في ليبيا لمدة ثلاثة.
لم تنتهي 2013 دون أن تطال الاعتداءات المرافق النفطية ، حيث أقدم رئيس ما يُعرف بالمكتب السياسي لإقليم برقة، إبراهيم جضران، على إغلاق المرافئ النفطية الكبرى الثلاثة بالشرق الليبي، وهي: “السدرة” و”راس لانوف” و”الزويتينة” منذ نهاية يوليو، وبدأ تراجع إنتاج النفط إلى مستويات دنيا لم تشهدها ليبيا من قبل.
سنة 2014 أظهرت وجه الإخوان المسلمين القبيح عندما تكتلوا وشكلوا مليشيا «فجر ليبيا» التي اقتحمت مطار طرابلس الدولي وقتل العشرات وتعرض المطار وما فيه من طائرات مدنية للدمار، وبدأ تدهور الوضع الأمني في طرابلس ما دفع الجاليات الأجنبية لمغادرة العاصمة، كما أعلن عن تشكيل حكومة إخوانية في طرابلس هي حكومة عمر الحاسي، ومنعت مجلس النواب الجديد الذي انتخب في العام نفسه من عقد جلساته في طرابلس، الأمر الذي اضطره إلى التوجه لطبرق في ظل سيطرة المليشيات المتشددة على بنغازي.
العقد الأسود … حرق مطار طرابلس الدولي
حاز البرلمان وحكومته بقيادة عبد الله الثني على اعتراف دولي، وأعلن عن ولادة عملية الكرامة التي قامت بدورها بمحاربة الـ «منظمات إرهابية»، ومن بينها «فجر ليبيا» و«أنصار الشريعة» الموالي لتنظيمي القاعدة والدولة الإرهابيين.
لم تقف أطماع الإخوان عند هذا الحد حيث زحفت مليشيات فجر ليبيا على منطقة الهلال النفطي فيما سُمي بعملية «الشروق»، والتي أدّت إلى احتراق خزانات نفط في ميناء السدرة ورأس لانوف.
أمام هذا الانهيار الأمني أصدر مجلس الأمن قرارا نص على وقف فوري لإطلاق النار، وقيام مؤسّسات الدولة بمهامها والدخول في حوار سياسي شامل، وملاحقة كل من يُخطّط أو يوجّه أو يرتكب أفعالاً تنتهك القانون الدولي أو حقوق الإنسان في ليبيا.
وفي العام نفسه توجه الليبيون لمراكز الاقتراع لانتخاب 60 شخصية، توكل إليهم مهمة صياغة دستور البلاد.
برز تنظيم الدولة في ليبيا عام 2015، حيث تمكن خلال هذا العام من إعلان السيطرة على مدينة سرت حتى قرية النوفلية شرقا، ثم تواجدت خلايا له في صبراته والعجيلات وغيرها من المدن غرب ليبيا، إضافة إلى بعض المناطق في بنغازي ودرنة، ومن بين جرائمه ذبح 21 قبطياً مصرياً في ليبيا، كانوا مختطفين لديه، إضافة إلى الهجمات المتكررة على الموانئ النفطية بهدف السيطرة عليها، ما أدى إلى إغلاق ما لا يقل عن 11 حقلاً نفطياً ، ووقف إمدادات النفط ، والاستيلاء على عدد من الرهائن من قبل التنظيم، وبذلك تمكن المتشددون من إعلان السيطرة على قرية النوفلية ، التي تبعد 50 كيلومترًا فقط عن ميناء السدره النفطي ، وهو الاكبر لصادرات ليبيا النفطية .
ومن بين الأحداث الدامية التي شهدها 2015 غرق أكثر من 800 مهاجر غير شرعي غالبيتهم أفارقة قبالة السواحل الليبية في حادث اعتبر الأكثر دموية في سلسلة حوادث مأساوية في البحر المتوسط.
لم ينتهي ذلك العام دون اتفاق بين الأطراف المتصارعة على السلطة، حيث وقع ممثلون عن المجتمع المدني ونواب في الصخيرات بالمغرب، اتفاقا برعاية الأمم المتحدة اطلق عليه الاتفاق السياسي، وخلاله تم الإعلان عن حكومة الوفاق، ومجلس الدولة.