وسط كل الأدوار المشبوهة في مجريات الفوضى الليبية المسلحة، 17 فبراير 2011 والتي قام بها حلف الناتو والولايات المتحدة الأمريكية وقطر والخونة وعملاء الغرب والصهاينة على الأرض الليبية، يبقى الدور الفرنسي هو الأكثر قذارة وخبثا في ليبيا.
فقد كان عملية حقد ممنهجة على القائد الشهيد معمر القذافي ومؤامرة سافرة، تريد القائد بشخصه قبل أن تريد ليبيا. لأن وجوده كزعيم لليبيا، كان يهدد النفوذ الفرنسي ويشعر الرئيس الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي بالضآلة.
فأمام ليبيا لم يكون وزن لهذا الساركوزي، ولا عضوية مجلس الأمن والقوة الاستعمارية السابقة. لذلك رتب المجرم ساركوزي – على حد وصف القضاء الفرنسي ذاته له، لقيادة الاضطرابات المسلحة ضد القائد الشهيد عام 2011، وعمل بكل حقد وخبث. وهو ما سجله عليه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، لإسقاط النظام الوطني في ليبيا وإزاحة القائد الشهيد.
وإذا كان القضاء الفرنسي قد قال في شهر اكتوبر 2020 الماضي، أن ساركوزي كون تشكيلا عصابيا إجراميا للمداراة وإخفاء التمويل الليبي لحملته الرئاسية عام 2007.
فإنه قام بها الدور الإجرامي وأكثر منه خلال الفوضى المسلحة التي اجتاحت ليبيا عم 2011، وهى لم تكن ثورة ولا احتجاجات، ولكنها كانت تمرد مسلح قاده إرهابيون تحت ظل فرنسا، وتصدره الناتو وتدفع ليبيا ثمنه حتى اللحظة.
وكشفت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، في التسريبات التي أفرج عنها الرئيس الأمريكي السابق ترامب، قبل نخو شهرين وهزت العالم كله. أبعاد الدور الفرنسي المشبوه في فوضى 2011 المسلحة وفضحته.
وأظهرت وثيقة أمريكية مسربة، من بريد كلينتون، أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أمر بالتدخل في ليبيا -آنذاك- من أجل الحفاظ على نفوذ بلاده في المنطقة.
وأشارت الوثيقة التي حملت تاريخ الثاني من أبريل 2011، إلى أن من حرك فرنسا للتدخل في ليبيا من أجل الإطاحة بالقائد الشهيد معمر القذافي، هو امتلاك الرئيس الليبي أطنانًا من الذهب، بالإضافة إلى المخزون الكبير من النفط. وقالت الوثيقة إن القائد الشهيد معمر القذافي، وضع يده على 143 طنًا من الذهب، وكمية مماثلة من الفضة. وفي أواخر مارس 2011، تم نقل هذه المخزونات الهائلة من الذهب والفضة من خزائن البنك المركزي الليبي في طرابلس، إلى مدينة سبها، جنوب غرب ليبيا في اتجاه الحدود مع النيجر وتشاد.
وبحسب تسريبات رسائل هيلاري كلينتون، فإن القائد الشهيد، كان يعتزم استخدام هذه الكميات من الذهب والفضة في إنشاء عملة إفريقية تستند إلى الدينار الذهبي الليبي، على أن تكون هذه العملة هي الرئيسية في الدول الناطقة بالفرنسية، وهو ما كان يهدد مباشرة الفرنك الفرنسي، الذي لا يزال العملة الرسمية في بعض الدول الأفريقية حتى اللحظة.
وقدرت هذه الكمية من الذهب والفضة ،بأكثر من 7 مليارات دولار، وقد اكتشف ضباط المخابرات الفرنسية هذه الخطة وأبلغوها لساركوزي بحسب الوثيقة.
وسردت الوثيقة المسربة من بريد كلينتون، 5 أسباب دفعت ساركوزي فرنسا لقيادة الفوضى المسلحة، والتدخل عبر المقاتلات الفرنسية لقصف “الرتل” ووقف تقدم الجيش الليبي للقضاء على التمرد المسلح. وهذه الأسباب هى الرغبة في الحصول على حصة أكبر من إنتاج النفط الليبي، وزيادة النفوذ الفرنسي في شمال إفريقيا. ورغبة ساركوزي، تحسين وضعه السياسي الداخلي وسمعته في فرنسا، ومنح الجيش الفرنسي فرصة لإعادة تأكيد مكانته في العالم. والأهم منع نفوذ القذافي في ما يعتبره ساركوزي “إفريقيا الفرانكوفونية”.
وحتى يعلم ملايين الليبيين وغيرهم وقائع المؤامرة الضخمة والدور الفرنسي القذر في فوضى 2011 المسلحة.
اعترف ساركوزي نفسه، في تصريحات مسجلة، للقناة الفرنسية (فرانس 2) 2017، بالقول: لا توجد ثورة في ليبيا، والليبيون لم يقوموا بأي ثورة على الإطلاق. وأضاف ما حدث في ليبيا هو ثورة قامت بها فرنسا فقط!
وليس هذا فقط، نحن من وضع تاريخ 17 فبراير 2011 كتاريخ للانطلاق، بل إن الاستخبارات الفرنسية، هي من وضعت هذا اليوم لتسهيل التدخل في ليبيا عسكريا. ولم يتوقف، ساركوزي عند هذا الحد ليفضح الخونة والذيول. بل راح يسرد تفاصيل العملية العسكرية التي قادتها بلاده قائلا: نحن من أوقف رتل الجيش الليبي تجاه بنغازي، وطائرات فرنسا دافعت عن مصراتة 8 أشهر. وشدد كان بإمكان الجيش الليبي السيطرة على مصراتة من الشهر الأول.
وتابع ساكوزي، أن الطائرات الفرنسية، دمرت 90% من القوة العسكرية للنظام الجماهيري. وأضاف أن دور من سماهم بالثوار كان فقط لوجستيا، واقتصر عملهم على التقدم بعد عمليات المسح التي أجراها الطيران الفرنسي. وتزامن ذلك مع اعتراف قادة حلف الناتو وأوباما، بأن التدخل في ليبيا ضد النظام الجماهيري كان خطأ استراتيجيات فادحا.
ويتكامل ذلك كله، مع تسريبات سابقة من بريد هيلاري كلينتون قبل سنوات، كشفت ان ضباط المخابرات الفرنسية هم من كانوا يجتمعون بمصطفى عبد الجليل ومحمود جبريل وغيرهما ويرتبون للفوضى والتسلسل في احداثها واعترفوا بالمجلس المشبوه، أو ما سمي بالمجلس الوطني الانتقالي منذ اللحظة الأولى.
وتبقى المؤامرة الفرنسية على ليبيا، مؤامرة سافرة مخزية بامتياز قادها ساركوزي وامتثل لأمره الذيول والخونة على الأرض أمثال مصطفى عبد الجليل ومحمود جبريل و”شمام” وغيرهم من صانع النكبة أما الشعب الليبي فقد كانت أكبر خدعة وكذبة عليه، دمرت مقدرات بلاده