مخاوف من تغير ديمغرافي للجنوب في ظل تزايد المهاجرين.. وحكومة السراج تساعدها بتعلم العربية
بسبب القرب الجغرافي وضعف السيطرة على الحدود وخاصة الجنوبية نتيجة اتساعها، تزايد عدد الجاليات الأفريقية في ليبيا، والتي قدم بعضها إلى الجنوب الليبي بطرق شرعية وأغلبها غير شرعية، واتخذوا من عاصمة الجنوب سبها مسكنًا لهم لبدء حياة جديدة.
تلك الحياة التي يسعى المهاجرين لتأسيسها في ليبيا فرضت إيجاد مدارس لأبنائهم، وهذا ما تبنته منظمة فرنسية تُعنى بشؤون اللغة الفرنسية، وتعمل على نشرها، وتقوم بمد يد العون لأي مجموعة تريد تعلُّم الفرنسية سواء بدفع رواتب المدرسين أو إيجارات الأماكن وغيرها، وبذلك افتتحت ثلاثة مدارس في الجنوب الليبي.
المدارس الخاصة بالجاليات الأفريقية والتي تضم أكثر من 1300 تلميذ وتلميذة، أقيمت في مناطق الجديد والمهدية والقرضة، ولا يزال العمل جارٍ لإنشاء مزيد من المدارس، وذلك حسب تأكيدات الناشط الحقوقي نبيل السوكني
السكوني أوضح أيضا أن إدارات تلك المدارس تقودها ثلاث سيدات من تشاد ومالي وبوركينا فاسوا.
السؤال الآن: هل تعلم الدولة الليبية بحكومتيها بشأن تلك المدارس، وهل هناك ضوابط بشأنها؟
أجاب المتحدث باسم المجلس المحلي سبها أسامة الوافي، بأنه لا يعلم إن كانت الدولة الليبية تحتضن هذه المدارس أم لا، ولكن المدارس الثلاث الموجودة في الجنوب خاصة بالجاليات الأفريقية كبيرة العدد في المنطقة، ويقتصر تعلمها على مواد ومناهج دراسية باللغة الفرنسية.
الأزمة تكمن حسب رأي الوافي في محاولة تلك الجاليات التعلم بالمدارس الليبية وإجادة اللغة العربية، منبها إلى أنه بمرور عشرات السنين قد تحاول تلك الجاليات الاختلاط بالنسيج الليبي ليكونوا ليبيين.
وفي هذا الصدد وجهه مدير إدارة شؤون التعليم الأساسي سالم مفتاح محمد خطابًا بتاريخ 25 أكتوبر الجاري، موجه إلى مراقبي التعليم الأساسي، تضمن التأكيد على موافقة وزير تعليم السراج على قبول الطلبة غير الليبيين ودراستهم مجانا في المدارس الليبية.
هذا الخطاب هو ما أثار موجة فزع في الجنوب الليبي من محاولة تلك الجاليات البدء في الاحتلال الناعم لليبيا، مستغلين غياب الدولة وانتشار الفساد وعمليات التزوير التي تطال كل شيء في البلاد منذ 2011.