تقارير

من تدخل الناتو وتنظيم القاعدة وقطر للأمريكان والأتراك والروس.. أين سيادة ليبيا بعد نكبة 2011

هل ليبيا اليوم دولة ذات سيادة؟ يرى ليبيون أن هذا سؤال جوهري، ليعرف الجميع الحقيقة، هل يعيشون في بلدهم؟ وهل ما يفرض على الوطن من رؤى وتوجهات يصيغها الليبيون أنفسهم مهما كان الاختلاف أو الاتفاق معهم؟ أم أن الغالبية الساحقة من الموجودين في المشهد “بيادق مؤجرة” لتخريب ليبيا وتدميرها والانتقام من ميراث القائد الشهيد معمر القذافي في الاستقلالية والكرامة وبناء الوطن.

الحقيقة ان هناك وفق تقارير ودراسات عدة 10 مشاهد تلخص افتقاد ليبيا سيادتها تمامًا، بعد نكبة فبرار عام 2011، ولا نبتعد كثيرا اذا قلنا إنها “بلد محتل”.

فقرار التدخل لإسقاط النظام الجماهيري، والذي روج له الخونة والمرتزقة والبيادق في لييبا عام 2011، لم يكن قرارا ليبيا. لقد كان قرارًا من الناتو والولايات المتحدة الأمريكية – الاستعمار القديم- الذي كان يتحين الفرصة للإطاحة بالنظام الجماهيري وإسقاط الوطن في الفوضى، فالقرار لم يكن ليبيا ولكن دعّمه عملاء ليبيون، والكل يجني تداعيات الفتنة والعمالة اليوم ونتائج نكبة فبراير المروعة.

المجالس والحكومات والوزارات التي حكمت ليبيا منذ عام 2011 لم تكن اختيارا ليبيا على الإطلاق، ولم يعرف أحد من أين جاء زيدان أو مصطفى عبد الجليل أو الخائن المقريف أو كل وجوه ومرتزقة المؤتمر الوطني العام؟ من هؤلاء؟ ولماذا لا يعرفهم الليبيون إلا بأحط الصفات وأقذرها وبالطبع لسنا اليوم في معرض تقديم الدلائل، على تبعية عبد الجليل وشمام وزيدان والكيب والمقريف، لقطر وتنظيم الإخوان وإدارة اوباما- لم يكونوا أكثر من عملاء فهل كانت هناك سيادة؟

وعندما تم الحديث عن مجىء حكومة سميت زورًا بالوفاق الوطني، فأن فايز السراج الذي حكمها ومن حوله باشاغا ومعيتيق كلهم، ذو أصول تركية والسراج نفسه لم يعلم أحد من أين جاء ليقفز على الصخيرات، ثم ليفوز في النهاية برئاسة الحكومة الليبية الغير شرعية الموجودة حتى اللحظة.. فهل كانت هناك سيادة؟

 التدخل الأمريكي في الشأن الليبي لم يتوقف لحظة واحدة، وقد عبر عن ذلك وزير الخارجية الروسي مؤخرا بالقول، إن واشنطن تتدخل في ليبيا لإفساد الدورين الروسي والتركي، وتلعب لمصالحها فقط.. فهل هناك مع التدخلات الأمريكية السافرة أية سيادة؟

التدخل الروسي في ليبيا منذ عام 2011 وقد اتخذ ألوانا وأشكالا عدة في الداخل الليبي.. فهل كانت هناك سيادة؟

التدخل الفرنسي القذر، وهو أحد أسوأ أدوار التدخل الغربي في ليبيا ولأسباب عدة كان ساركوزي، المتهم بتشكيل عصابة إجرامية مؤخرا وسيسجن قريبا وفق تأكيدات قضائية، لاختلاس اموال ليبية عامة وقبول التمويل الليبي لحملته الانتخابية عام 2007 كان سافرا، فهو لم يكتف بأن يكون أول من يعترف بالمجلس المشبوه، ما سمي بالمجلس الانتقالي وهو مجرد مجموعة خونة ليس لهم أي وجود أو سلطات على الأرض، ولم يتوقف عند إتاحة الفرصة للصهيوني، برنارد ليفي ليشكل خارطة ما بعد 2011 على هواه ثم يقوم ساركوزي، بالجريمة الأبشع ويقوم طيران فرنسي باستهداف القائد الشهيد في أكتوبر 2011 ليتأكد الاستعمار تماما انه قضى على القائد الذي هزمهم طيلة 4 عقود ونظّف ليبيا من كل قواعد الاستعمار.. فهل مع كل هذه التدخلات الفرنسية كانت هناك سيادة في ليبيا؟

ومع التدخل التركي في ليبيا، والذي كان مشاركة في ضربات الناتو 2011 ثم تحول الى احتلال كامل عبر آلاف المرتزقة 2020 ونهب اقتصادي منظم عبر حكومة غير شرعية يترأسها فايز السراج.. فهل كان في هذا التدخل حتى اللحظة سيادة؟

 وعندما تم السماح للإيطاليين بتنفيذ أجندة متضاربة مرة مع حكومة شرق البلاد ومرة في صف حكومة السراج غير الشرعية ومرة في صف الاتحاد الأوروبي ومرة مع تركيا ضد الاتحاد الأوروبي في ليبيا.. فهل كان لهذا التلاعب الإيطالي بليبيا فيه أى نوع من أنواع السيادة؟

 وعندما تم السماح لقيادات تنظيم القاعدة الإرهابي وفي مقدمتهم الإرهابي بلحاج وقد سجن لسنوات في ليبيا لهذا؟! ومعه أجندة قطرية قذرة ومدمرة بالتدخل في كافة جنبات الحياة الليبية فهل كان هذا سيادة؟!

إن أول ما انتهك في ليبيا بعد مؤامرة الناتو وعصابة فبراير 2011 هو سيادتها.

وقد علق الباحث الإيطالي في العلاقات السياسية الدولية، ديفيد اجريستي، على هذا بالتأكيد أن ليبيا أصبحت مجالاً لتلاعب قوى خارجية تمسك بخيوط الدولة منذ اغتيال القائد الشهيد معمر القذافي، عام 2011م، وأن الهجوم العنيف الذي تعرضت له عبر الناتو أغرق ليبيا في فوضى دائمة.

وشدد الإيطالي في دراسة له، أن ليبيا، ظلت دولة ذات سيادة على مدى أربعين عامًا في عهد القائد الشهيد معمر القذافي، لكن بتدخل الناتو وفيلق خونة ومجرمي فبراير فقد انتهى كل شىء.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى