ترانزيت الإرهاب.. المرتزقة في ليبيا سلاح خبيث موجه للفوضى والتغيير الديموغرافي
خرجت الأزمة الليبية عن إطارها المحلي، لحظة قيام المحتل التركى أردوغان، بالدفع بآلاف من المرتزقة السوريين للأراضي الليبية. في تكرار بشع لنموذج الحرب الأهلية في سوريا على مدى 9 سنوات. حيث يقوم المحتل التركي، بتوجيه الآلاف من المرتزقة من كل الأطياف والأجناس لخوض الحرب بالنيابة عنه.
ومنذ بداية العام في ليبيا، وعلى مدى الـ6 أشهر الماضية تتفاقم مشكلة المرتزقة في البلاد، أمنيا وعسكريًا واقتصاديًا واجتماعيا. وفي الوقت الذي حذرت مصادر أمنية عليا، بوجود تخوفًات من تغيير “التركيبة الديموغرافية” في ليبيا بسبب المرتزقة، وهو ما يعني تغييرا في التركيبة السكانية من ناحية، والتواجد على الأرض في مناطق ومدنا بعينها من ناحية أخرى.
تكشفت العديد من الحقائق والأرقام بخصوص سلاح وعناصر المرتزقة في ليبيا.
من جانبه أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن عدد المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا للقتال في ليبيا، وصل حتى اللحظة إلى نحو 17 ألف مرتزق، بينهم 350 طفلا دون سن الـ 18 عاما. مشيرًا إلى أن أنقرة لا تزال تنقل المرتزقة والمتطرفين إلى ليبيا وفي نفس الوقت تعمل على نقل الكثير من عناصر الفصائل، لمعسكراتها لتدريبهم قبل السفر. منوها في الوقت ذاته، بارتفاع عدد قتلى المرتزقة في ليبيا إلى نحو 481 قتيل بينهم 34 طفلا دون الـ 18عاما خلال الشهور الماضية.
يأتي هذا فيما شهدت العاصمة طرابلس، مظاهرات ضد حكومة السراج غير الشرعية، تنديدا بانتشار المرتزقة وتعريض حياة المواطنين الليبيين للخطر على أيدى الميليشيات المسلحة، بعد ارتكابها لعمليات سرقة ونهب وابتزاز بحق المواطنين.
وكشفت مصادر،عن حدوث انشقاقات، بين جبهات المرتزقة والميليشيات في طرابلس، وأوضحت أن الانقسام يتمثل في جبتهين، يقود إحداهما وزير داخلية السراج، فتحي باشاغا، والأخرى بقيادة أسامة الجويلي بعد قيام قوة من عناصر باشاغا، بالقبض على مرتزقة تابعين لميليشيات الجويلي في منطقة ورشفانة.
كما شهدت المدن الليبية، التي يتدفق اليها المرتزقة وبالمقدمة مصراتة غضبا كبيرا نتيجة وجودهم، مع أنباء أنهم “سبب رئيس” لانتشار فيروس كورونا في المدينة لأنهم لم يخضعوا طوال الرحلة إلى ليبيا لحجر صحي أو فحص يؤكد خلوهم من الفيروس.
ومع الأخذ في الاعتبار قيام الإرهابي، أبو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة في سوريا، بالتفاهم مع المخابرات التركية على إرسال دفعات من المرتزقة لليبيا خلال الآونة الأخيرة، وإجبار الجهاديين من معارضي الجولاني على الذهاب لليبيا، يصبح خطر هذه الجماعات هائلا على ليبيا.
وحذر رئيس مؤسسة “سلفيوم” للدراسات والأبحاث، جمال شلوف، من تداعيات ذلك، بالقول: إن تركيا حولت ليبيا لما يمكن وصفها بـ”القاعدة الخلفية للإرهابيين وذلك باستمرارها في نقل العناصر المتطرفة من إدلب وشمال سوريا إلى طرابلس. محذرا من أنه قد يمهد لأن تكون ليبيا ساحة لظهور “تكتلات كبرى” من هذه التنظيمات المتطرفة في المستقبل.
فيما كشف الخبير التونسي أعلية العلاني، عن وجود رغبة تركية بتخفيض أعداد الدواعش الإرهابيين في المخيّمات التي تشرف عليها أنقرة في سوريا. وذلك لأسباب ماديّة ولوجيستيّة وبالتالي، تم نقلهم إلي ليبيا في إطار دعم حكومة السراج غير الشرعية.
وأضاف العلاني، إن هناك محورين يحددان توجهات هذه الجماعات، فعناصر داعش الذين يتمّ نقلهم سيسعون للانضمام إلى التنظيم في بلاد المغرب العربي المعروف بـ”جند الخلافة”، وربما لجماعة بوكو حرام أما المنتمون لتنظيم القاعدة، فسينضمون لفرع القاعدة في بلاد المغرب الإسلاميّ المعروف باسم “أكمي” ويضمّ جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وغيرها. وتنعكس في النهاية تداعيات سيئة للغاية ومتفاقمة على الداخل الليبي.