هذه سرت.. كسّرت الطليان والأتراك من قبل ومسقط رأس القائد الشهيد
لا يعتبر الاهتمام العالمي بمدنية سرت، اهتماما جديدًا أو مفاجئا. فالمدينة طوال تاريخها قديما وحديثا، في بؤرة الاهتمام والضوء العالمي، ومحورا لأعظم أحداث ليبيا على مدى تاريخها.
تقع سرت، في منتصف الساحل الليبي بين طرابلس وبنغازي. وتبعد عن العاصمة طرابلس 450 كم، تجمع في طقسها بين الاعتدال البحري والطقس الصحراوي.
تطل على الخليج المتفرع من البحر المتوسط الذي عرف باسمها، خليج سرت، وشهد ابان الحرب الباردة مواجهات بين ليبيا وأميركا.
أطلق على المدينة إبان فترة حكم القائد الشهيد، معمر القذافي “الرِباط الأمامي” وسمّي خليج سرت وقتها باسم “خليج التحدي”.
تعتبر مدينة سرت من المواقع شديدة الأهمية في ليبيا، تحتل موقعا متوسطا بين شرق ليبيا وغربها، كما تعتبر بوابة للمناطق الداخلية بفزان، ويمكن اتخاذها قاعدة للانطلاق إلى الواحات التي تقع إلى الشرق والجنوب.
تاريخ سرت ملىء بالإنجازات، ومحطات النضال الوطني، والشخصيات الليبية العظيمة، كما أنها شاهدة على أحداث تاريخية هامة، ووقعت فيها أهم معركة ضد الإيطاليين في 29 ابريل 1915، وهي معركة القرضابية الشهيرة، التي اتحد فيها كل الليبيين، وهزموا الجنرال الايطالي امياني كما شهدت فترات عظيمة من النضال الليبي ضد الاحتلال العثماني.
سرت هى مسقط رأس القائد الشهيد معمر القذافي، وقبل نكبة فبراير 2011، وخلال العقود الأربعة من حكمه، نفذت فيها مشروعات ضخمة للبنية التحتية وأنشأت جامعة سرت. واكتسب ميناء سرت أهمية كبيرة داخل ليبيا.
يلتقي عند سرت، أنبوبي النهر الصناعي العظيم القادم من واحات السرير والكفرة والآخر القادم من جبل الحساونة ليشكلا أطول وأضخم شبكة لنقل المياه في العالم من صنع الإنسان عرفها التاريخ.
من جانبه أكد الخبير العسكري، سمير راغب، أن المناورات العسكرية المصرية بالمنطقة الغربية، مؤشر على أنّ الصراع العسكري في ليبيا سينفجر لا محالة، كما ان سياسة أردوغان بمثابة “دبلوماسية البوارج الحربية”، مضيفا أن أردوغان لم يقم باستدعاء كل هؤلاء المرتزقة، وتلك المعدات العسكرية إلا من أجل الصراعات الخشنة، ومعركة سرت وشيكة.
وتبقى سرت قلعة الأبطال الليبيين، محطة فارقة لمعركة هى الفيصل بين الماضي والحاضر على أرض ليبيا.