صحيفة مونيتور الأمريكية: تركيا ستدفع ميليشيات الوفاق للتقدم نحو سرت منتصف يوليو القادم #قناة_الجماهيرية_العظمى_قناة_كل_الجماهير
نشرت صحيفة «مونيتور» الأمريكية تقريرًا عن الوضع في ليبيا والتدخلات الخارجية فيها، مشيرة إلى أنه على الرغم من نداءات وقف إطلاق النار، فإن تركيا وحلفاءها في طريقها باتجاه المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية في سرت والجفرة الشهر المقبل.
https://www.facebook.com/236829849700741/posts/3260903190626710/
وتساءلت الصحيفة: هل تتجه ليبيا إلى مواجهة عسكرية بين تركيا ومصر مع احتدام التنافس على منطقة سرت الغنية بالنفط وقاعدة الجفرة ذات الأهمية الاستراتيجية؟
وأشارت إلى أنه على الرغم من نداءات وقف إطلاق النار من موسكو وغيرها، تشير الاستعدادات العملياتية لأنقرة إلى أن حلفاءها في ليبيا وهي قوات حكومة الوفاق الوطني، قد يحاولون التقدم نحو سرت والجفرة في النصف الثاني من يوليو.
وقال عقيلة صالح، رئيس البرلمان والذي يدعم الجيش الليبي بقيادة حفتر في 24 يونيو، إنه سيطلب من مصر التدخل عسكريا إذا تعرضت مدينة سرت للهجوم. وفي 20 يونيو، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن مصر لها الحق بموجب ميثاق الأمم المتحدة للعمل العسكري في ليبيا لحماية حدودها الغربية. وحذر من التحركات العسكرية للاستيلاء على سرت والجفرة، التي وصفها بالخط الأحمر للأمن القومي المصري.
ووصف المقال سرت بأنها مفتاح السيطرة على منطقة الهلال النفطي في ليبيا، التي تساهم بنسبة 60 ٪ من صادرات النفط الليبية، بالإضافة إلى أهميتها العسكرية، كون موقعها يسمح بالسيطرة على الساحل الليبي بين طرابلس إلى الغرب وبنغازي من الشرق.
وفيما يخص الجفرة، فهي موطن لقاعدة جوية تسمح بالسيطرة على المجال الجوي الليبي بأكمله، بالإضافة إلى كونها طريقًا رئيسية يربط جنوب البلاد بالساحل. وخلاصة القول، بحسب الصحيفة الأمريكية، «إذا سيطرت على الجفرة، فأنت تسيطر على ليبيا بأكملها».
ووفقا للقيادة الأمريكية الأفريقية، تم مؤخراً نقل 14 طائرة حربية روسية من طراز MiG-29 وSu-24 إلى الجفرة. كما تنتشر في القاعدة أنظمة بانتسير للدفاع الجوي روسية الصنع.
وتريد حكومة الوفاق الوطني عودة الجيش الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر إلى حدود اتفاق الصخيرات الذي توسطت فيه الأمم المتحدة في ديسمبر 2015، أي الانسحاب من سرت والجفرة وفزان. وتصر الحكومة على أن وقف إطلاق النار الدائم سيكون مستحيلًا ما لم تتراجع قوات حفتر عن سرت والجفرة، وهو موقف تدعمه تركيا بشدة. لكن بالنسبة إلى حفتر، فإن اتفاقية الصخيرات هي بالفعل «شيء من الماضي».
وتساءل التقرير: «هل ستشجع تركيا حلفاءها على السير في سرت والجفرة على الرغم من التهديد المصري بالتدخل وخطر قيام روسيا بابتزاز تركيا في إدلب السورية؟ هل يمكن لتركيا أن تتشجع على الصراع العسكري ضد مصر وروسيا في ليبيا دون تأجيج التوترات العسكرية مع روسيا في شمال سوريا؟».
وأشار التقرير إلى أن تدخل تركيا في ليبيا تسبب في تقسيم الناتو، حيث تقود فرنسا الكتلة ضد تركيا داخل الحلف وسط توترات ثنائية متزايدة حول ليبيا على وجه الخصوص وشرق البحر الأبيض المتوسط بشكل عام. وفي تصريحات غاضبة يوم 22 يونيو، اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تركيا بلعب لعبة خطيرة في ليبيا لم يعد من الممكن تحملها.
في غضون ذلك، تأمل الولايات المتحدة وإيطاليا وألمانيا في أن يؤدي النشاط العسكري التركي في ليبيا إلى إعاقة روسيا من الحصول على قواعد عسكرية دائمة هناك، واستخدام الدولة كمحور لتوسيع نفوذها في أفريقيا. وبالتالي، فقد تبنوا مواقف تشجع بشكل غير مباشر الموقف العسكري التركي في ليبيا.
تشير زيادة الاتصالات التي تتم بوساطة أنقرة بين رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج وواشنطن إلى أن تركيا تعمل بجد للتأثير على الموقف الأمريكي في ليبيا، بينما يبدو أن النزاع سيشتد في يوليو.
وذكر التقرير أن تركيا من الممكن أن تواجه بعض السلبيات من حيث القدرة العسكرية، خاصة في الدفاع الجوي على ارتفاعات متوسطة وعالية، وبالتالي، يتعين على أنقرة أن تخطط لهجوم بدون سيطرة على المجال الجوي على ارتفاعات متوسطة وعالية، وهو مشكلة واجهتها بالفعل في سوريا. سيكون هذا عملًا محفوفًا بالمخاطر إذا أصرت موسكو والقاهرة على موقفهما.
أخيرًا، نقل التقرير تساؤل الكثيرين في أنقرة عن مدى قدرة الاقتصاد التركي المتعثر على الحفاظ على المشاريع العسكرية الباهظة التكلفة في الخارج وصناعة الدفاع، وهو القلق الذي يؤثر مباشرة على النشاط العسكري لأنقرة في ليبيا.