النعاس: طرابلس كانت على وشك السقوط لكن تركيا أعادت التوازن #قناة_الجماهيرية_العظمى_قناة_كل_الجماهير
قال وكيل وزارة الدفاع بحكومة الإنقاذ السابقة، محمد النعاس، إن عودة تدخل حلف الناتو في ليبيا، بمثابة أخطر تطور يحدث منذ 4 الطير/أبريل 2019م، على الصعيد السياسي.
وذكر في مقابلة له، عبر فضائية “التناصح”، تابعتها “أوج”، أن الصراع في ليبيا نشأ منذ عام 2011م، عن طريق عملية فجر أوديسا، وأنه تم القيام بها خارج الإطار الدولي، رقم 1973 الذي يقضي بحماية المدنيين، لافتًا إلى أن هذه العملية مثل عملية العراق، ولم تخضع لأي قرار رسمي من مجلس الأمن.
وأشار النعاس إلى أن هذه العملية شنتها أمريكا وبريطانيا وفرنسا لأهداف غير مُعلنة وأخرى مُعلنة، مؤكدًا أن قرار مجلس الأمن انتهى بمجرد حماية المدنيين في بنغازي، وتراجع رتل قوات الشعب المسلح الذاهب لتحرير بنغازي من المجموعات الارهابية والاجرامية، قائلاً: “بعدها أصبح نظام القذافي يسير في العد التنازلي ويمكن إسقاطه بأي طريقة، وكان هدف العملية إدخال ليبيا في الفوضى وضرب البُنى التحتية العسكرية والمدنية، ودخلت ليبيا في العصر الحجري”.
ولفت النعاس، إلى أن الدبلوماسية التركية كانت عالية الذكاء، مشيرًا إلى أنها نجحت في التحرك بالقنوات الخلفية، ورتبت الأمور مع الجميع، قائلاً: “طرابلس كانت على وشك السقوط، والهجوم على طرابلس كاد أن ينجح، لأن الحجم أكبر من طاقة المقاتلين، وتركيا أعادت التوازن بيننا وبين العدو، والآن الصراع انقلب لصالحنا، وقواتنا تتميز بالسيطرة على الجو في مسرح العمليات، وما أعلنه حلف الناتو لأن الميزان انقلب، والأمل في سيطرة حفتر على مقاليد الحكم أصبح من المستحيلات، وحلف الناتو يملك أكبر خبراء عسكريين ولديه مجلس حكماء”.
وأوضح النعاس، أنه منذ شهور قال دونالد ترامب أنه نصح الليبيين بالاتصال بالأتراك لإعادة التوازن في الميدان العسكري، قائلاً: “بالتالي تدخل تركيا في العملية الليبية، كان بالاتفاق مع الأمريكان، باعتبار أن أمريكا أكبر حليف لتركيا في الأطلنطي، وفرنسا هي التي اعترضت فقط، وبيان حلف الأطلنطي الأخير عن دعم حكومة الوفاق، يعني ضمنًا أن فرنسا وأمريكا وافقوا عليه، أي أنهم وافقوا ضمنيًا على شرعنة ما تقوم به تركيا في ليبيا”.
ولفت إلى أن: “حلف الأطلسي بدوره أيضًا يشرعن ما تقوم به تركيا في ليبيا، والمهمة المكلفة هي حلحلة الملف الليبي من جانبه العسكري، والآن جيش حفتر غير قادر على مواصلة القتال وحسم المعركة، وبالتالي الضوء الأخضر مفتوح أمام تركيا لإتمام المهمة”.
وتطرق النعاس في حديثه إلى الأوضاع العسكرية في طرابلس، حيث قال: “من أججوا الصراع دول كبرى، وهم من وضعوا إطالة أمد الصراع، وهي التي خسرت أيضًا 2 مليار دولار في عملية فجر أوديسا، وهي التي تتحكم في موزاين الصراع، ووافقت على تدخل تركيا لحلحلة الصراع، ولكن لابد أن تتحول تركيا إلى ضامن لمصالح هذه الدول، وتركيا نجحت في التعامل على المستوى الدبلوماسي مع هذه الدول”.
ورأى النعاس أنه: “لابد أن تنسحب هذه الدول وتترك المجال لتركيا، وبعد أن تنتهي الحرب، هناك أمور أخرى لابد أن يتم ترتيبها مع هذه الدول المُسيطرة في ليبيا، وما يقوم به حفتر مسلسل يومي، لأنه لم يعد قادرًا على شن أي هجوم مباشر، ولا إحداث أي اختراق بمحاور القتال، والبداية انتقلت من يده إلى يد قواتنا المدافعة عن طرابلس، وأصبح غير قادر إلا على القيام ببعض الضربات الجبانة، التي لن تؤثر على موازين المعركة على الإطلاق”.
وحول قاعدة الوطية، قال: “إذا كان بالفعل الطيران الخاص بقواتنا ضرب منظومة الصواريخ، فهذه أتت عن طريق الطائرات التي تملكها الولايات المتحدة، ثم يأخذوها على مطار الزنتان، ثم يأخذونها عن طريق البر من الزنتان إلى البوابة الجنوبية للوطية، وبالتالي يجب قصف الطريق الذي تمر منه الإمدادات، وهذه الآليات تم تحريكها ليلاً”.
وذكر النعاس مُجددًا: “جيش حفتر في وضع اختناق، لكل المعايير المعروفة، وخطوط إمداده تحت تهديد السلاح الجوي التابع لبركان الغضب، ويستطيع ضرب أي آلية متحركة، وترهونة في وضع سيء جدًا، وليس أمام حفتر إلا خياران إما أن يواصل القتال مع فقدان الإسناد الجوي وهذا انتحار، أو الانسحاب، وإذا كان الانسحاب غير مضمون بهدنة مع قوات بركان الغضب، فسيكون بمثابة إبادة له”.
واختتم: “وفق المعايير العسكرية حفتر في ورطة، وهو يحرك 10 آليات وينجح سلاحنا الجوي في ضرب عدد كبير منها، وعلى وشك الانهيار”.