السفير الأمريكي: المليشيات في الشرق والغرب سيتم تفكيكها بعد انتهاء الحرب ونفوذ حفتر ينحسر مع كل يوم تستمر فيه المواجهات #قناة_الجماهيرية_العظمى_قناة_كل_الجماهير
أوج – القاهرة
قال السفير الأمريكي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، إن ليبيا تشهد حربا إقليمية بالوكالة، زاعما أن بلاده تريد أن ترى نهاية للعمليات على طرابلس، ووقف دائم لإطلاق النار، وحل سلمي تفاوضي للنزاع.
وأضاف نورلاند، في حوار مع صحيفة “القدس العربي”، طالعته “أوج”، أن نفوذ خليفة حفتر ينحسر مع كل يوم تستمر فيه المواجهات، وهو عرضة لخطر فقدان كل شرعية سياسية، ما لم يسمح للشرق بالتفاوض، متابعا أن الدول التي تدعمه بدأت تدرك أن أهدافها في مكافحة الإرهاب قد تمّ تقويضها من خلال الهجوم يشنه على طرابلس.
وحول التداعيات العسكرية والسياسية المتوقعة للمعارك الدائرة في جنوب طرابلس وقاعدة عقبة بن نافع “الوطية” الجوية، قال إنه بمثابة تصعيد خطير يمكن أن يوسّع الحرب لتشمل مجال الطيران، مضيفا: “لكننا ندرك أنّ ذلك كان ردّا على الهجوم من الشرق، لذا يحتاج الوضع إلى إيقاف الهجوم بحيث يمكن لجميع الأطراف أن تبدأ في خفض التوتر”.
وفيما يخص تأثير القوى الخارجية على تطور النزاع المحلي في ليبيا، أوضح أنه سلبي بطريقتين: أولًا، سيكون هناك المزيد من إراقة الدماء والإصابات في صفوف المدنيين، إذ يتم إدخال المزيد من المقاتلين والمعدات المتطوّرة في المعارك، وثانياً، سيفقد الليبيون السيطرة على سيادة بلدهم مع تنامي النفوذ الخارجي.
وبشأن جهود الولايات المتحدة لحلحلة الأزمة الليبية، قال إنها منخرطة في المسار الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي، وإنه قابل العديد من الليبيين والقادة الليبيين، مضيفا: “في إطار المساهمة في مكافحة فيروس كورونا المستجد، تعهّدت الولايات المتحدة بتقديم أكثر من 12 مليون دولار، في شكل مساعدات، للكشف عن الفيروس، ومنع انتشاره والسيطرة عليه في ليبيا”.
وحول إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عند استقباله رئيس الوزراء الإيطالي في البيت الأبيض، أن إيطاليا هي الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في الملف الليبي، ذكر أن بلاده تقر بأنّ حل الأزمة في ليبيا يتطلب مشاركة العديد من الدول، بما في ذلك إيطاليا على الأقل، متابعا: “نحن حريصون على الشراكة مع جميع تلك الدول، لتيسير التوصل إلى حلّ تفاوضي للصراع”.
وأكد على ضرورة الانتقال إلى نظام سياسي ديمقراطي مستقر في ليبيا، لاسيما أن الشعب الليبي لن يقبل بأقل من الديمقراطية الكاملة، قائلا: “المليشيات في الغرب والشرق لا تُقوي شوكتها إلاّ الصراعات؛ وأخبرنا العديدُ من القادة الليبيين أنّ المليشيات سيتم تفكيكها بمجرد انتهاء الحرب”.
وحول خريطة الطريق التي تم وضعها في مؤتمر برلين، قال: “التحدي الأكبر الآن هو أن يفي المشاركون بالتزاماتهم، فقد استضافت إيطاليا اجتماعا لكبار المسؤولين المشاركين في مؤتمر برلين يوم الأربعاء الماضي أعطى زخما جديدا لمجموعات العمل الأربع: الأمنية والسياسية والاقتصادية وحقوق الإنسان، وسيتم التركيز الآن على التأكّد من أنّ الأفعال مُطابقة للكلام، وخاصةً في ما يتعلّق بحظر إرسال السلاح إلى ليبيا”.
وفيما يخص اتفاق الصخيرات، أكد أنه سيظل أساسا لتسوية سلمية في ليبيا، إلى حين يتوافق الليبيون على هيكل سياسي جديد، وأنه والمؤسسات المنبثقة يعتبر الإطار القانوني الوحيد الذي اعترفت به المجموعة الدولية، ولا يمكن للهيكل الجديد أن يظهر إلاّ من خلال المفاوضات السلمية، التي تشمل طيفا واسعا من الممثلين الليبيين.
وبشأن تحفظ الولايات المتحدة على تعيين الدبلوماسي الجزائري رمطان العمامرة مبعوثا أمميا إلى ليبيا، قال إن تحفظاتهم ليست لها علاقة بشخصه، بل بالحاجة إلى اتخاذ قرار بشأن بعض الإصلاحات الرئيسية في بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، قبل تسمية ممثل خاص جديد للأمين العام.
وحول الدور الذي يمكن أن تفعله الدول المجاورة للدفع باتجاه تسوية سلمية في ليبيا، أوضح أنه زار الجزائر والقاهرة، والتقى في تونس بالمسؤولين التونسيين، وهم جميعًا يصرحون بأنهم لا يريدون الانحياز لأي طرف في الصراع الداخلي الليبي، ولا يريدون أطرافا خارجية تؤجج فتيل الحرب، وتعدّ أصواتهم مهمّة للغاية على وجه التحديد لأنّهم جيران ليبيا.
وأكد أن الشركات الأمريكية على استعداد للعودة إلى ليبيا بمجرد توقف القتال، ويمكن أن تكون شريكة ممتازة للشركات المحلية، إذ أن ليبيا تعيد بناء اقتصادها، وحتى في الوقت الراهن، هناك غرفة تجارة أمريكية في طرابلس، وجمعية رجال أعمال أمريكية ليبية في واشنطن على استعداد للمشاركة، لكن المهم هو إنهاء القتال وإرساء حكومة فعالة يمكن أن تخلق مناخا مستقرا ومؤاتيا للاستثمار لاستقطاب الشركات الأجنبية والسماح للقطاع الخاص الليبي بالازدهار.
واختتم بالثناء على رئيس تحالف القوى الوطنية ورئيس المكتب التنفيذي المنبثق عن المجلس الوطني الانتقالي السابق محمود جبريل، قائلا: “تشرّفت بمقابلة جبريل مرتين في السنة الماضية، وتعلمت كثيرا منه حول ليبيا، وأعتقد أنّه كان يسعى بصدق للمساهمة في حل سلمي للصراع، وقد شعرت بأسف شديد لسماع نبأ وفاته، بسبب وباء فيروس كورونا”.
وتجاهلت تركيا الحظر الدولي المفروض على ليبيا في توريد السلاح، ودأبت على إرسال السلاح والمرتزقة والجنود الأتراك إلى طرابلس للقتال بجانب حكومة الوفاق غير الشرعية.
ويثير التدخّل التركي العسكري في ليبيا حفيظة نسبة كبيرة من الشارع التركي الذي ينتقده، ويطالب أردوغان بسحب الجنود الأتراك من ليبيا، وعدم تقديمهم قرابين من أجل تمرير سياساته هناك.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل 2019م، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل 2019م بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.