محلي

الثني: لا رجوع لحكم الفرد والعسكر.. والميليشيات استقوت بدعم مادي من حكومة الوفاق


ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏نظارة‏‏‏

أوج – بنغازي
قال رئيس الحكومة المؤقتة، عبدالله الثني، إنه ما كان يتمنى حدوث هذا التحرك العسكري الذي حدث، مشيرًا إلى أن الغاية والهدف الرئيسي منه، هو تطهير البلاد، من هذه المجموعات التي عاثت في الأرض فسادًا طيلة السنوات الماضية.
وأضاف الثني، في كلمة متلفزة له، عبر الفضائية الليبية، تابعتها “أوج”، أنه منذ العام 2014م، ومدينة طرابلس تعاني بشكل كبير وواضح، موضحًا أن هذا لايخفي على أحد، سواء في الداخل أو الخارج، من عمليات الخطف والقتل والتعدي على الأرواح وعدم الاستقرار في المدينة، وانقطاع الخدمات.
وتابع الثني، بأنه كان يتمني من حكومة الوفاق المدعومة دولياً، أن تكون حكومة وفاق حقيقية، وأن تبسط الأمن في كافة أنحاء ليبيا وخاصة في العاصمة، مؤكدًا أنه تفاجأ بأن هذه الحكومة، تتعامل مع هذه الميليشيات، بل واستقوت هذه الميليشيات بفضل الدعم المادي الذي تحصلت عليه من حكومة الوفاق.
وأكد الثني، أن حكومة الوفاق فشلت طيلة الأربع سنوات، ولم تستطع أن تحقق أي شيئ، موضحًا أن ما حدث للحرس الرئاسي في الأيام الماضية، والاعتداء عليه وتفكيكه، دليل واضح على أن الميليشيات أقوى من الجيش.
وقال الثني: “إن القوات المسلحة التي تشمل كافة أنحاء ليبيا، عندما تحركت لم تتحرك بواعز قتل الليبيين، أو الاعتداء على أبناء الشعب الليبي، أو ما يُسوّق من أن هناك حكم للعسكر لدينا، وهو أمر بعيد كل البعد عن الحقيقة، لم يكن ذلك إلا لبسط الأمن”.
ولفت إلى أنه، بعد بسط الأمن والأمان في مدينة بنغازي، والقضاء على الإرهاب في مدينة درنة، والقضاء على المجموعات المارقة التي أتت من خارج الحدود، تحرك الجيش لتوحيد البلاد، مؤكدًا أنه طيلة السنوات القادمة سنظل نعاني، مالم يتم توحيد البلاد بقوة موحدة تمثل كل الشعب الليبي.
وأوضح الثني، أن “موقف الجيش هذا ليس ببعيد، فما يحدث في الدول المجاورة لنا الآن هو خير دليل على ذلك، فلما قال الشعب الجزائري كلمته، الذي أيد هذا الشعب في تنفيذ وتحقيق رغباته، هي القوات المسلحة، التي وقفت إلى جوار شعبها لتحقيق طموحاته، وليس ببعيد علينا ما يحدث الآن في السودان، ووقوف القوات المسلحة بها إلى جانب الشعب، فدائمًا الدول تحتاج إلى قوة موحدة تنتمى إلى الشعب بالكامل لتوحيد الإرادة والوقوف إلى جانب الحق”.
وعبر الثني عن أسفه لما يتردد بأن هذه القوات جاءت لتحقيق غاية معينة، أو للاستيلاء على السلطة، مؤكدًا أن هذا أمر بعيد كل البعد عن طموحات الشعب الليبي، ولا يمكن للشعب الليبي أن يعود إلى حكم الفرد، أو إلى حكم العسكر، فهذا شيئ مرفوض،
وأشار الثني، إلى أن صمام الأمان للدولة، هو القوات المسلحة والأجهزة الشرطية، مؤكداً أن هذا مفقود بشكل واضح في مدينة طرابلس، موضحًا أن ما كنا نتمناه من حكومة الوفاق أن تنفذ اتفاق الصخيرات، وأن تنفذ على الأقل البنود الأساسية، التي نصت على، خلق الأمن والأمان للمواطنين، لكنها للأسف فشلت وأصبح هناك انقسام كبير، فمن 9 أشخاص، أصبح هناك شخص واحد يقود المجلس الرئاسي المنصب من المجتمع الدولي، ويتخذ قرارات فردية.
وطالب الثني، المجتمع الدولي، بأن ينظر بعين الواقع، متسائلا “فما هي مصلحة القوات المسلحة عندما تتحرك لتوحيد البلاد؟”، مبيناً بل إنه في المواجهة يتم التحرك لمحاولة إصدار قرار من مجلس الأمن يؤيد فيه الميليشيات التي ليس لديها أي انتماء، والتي ليس لديها أي نظرة، إلا تحقيق المصالح الآنية والشخصية والإساءة إلي القوات المسلحة التي تمثل كافة الشعب الليبي، وكل مكونات الشعب الليبي، والتي تعتبر صمام أمام لليبيين.
كما طالب الثني، المجتمع الدولي أيضًا، بالبعد عن تأييد هذه المجموعات الخارجة عن القانون، والتي لا تنتمي للدولة الليبية، ولا تريد أن تحقق استقرار الدولة الليبية، معتبراً أن الدليل الواضح على ذلك في الإجابة على سؤال: من الذي صنع ما يسمى بفجر ليبيا؟.
وقال الثني: “في 2014م، كنا في مدينة طرابلس وخرجنا منها في شهر ناصر/يوليو نتيجة عدم قدرتنا على الاستمرار، والحكومة كانت حكومة موحدة، فمن الذي دفعنا للخروج واللجوء إلى المنطقة الشرقية؟”، مستدركًا: “كنا فاشلين وعاجزين كل العجز عن تنفيذ أبسط الأشياء داخل المدينة”.
ونوه، الثني إلى أن حكومة الوفاق إن بقت بهذا المستوى، وبقت هذه المجموعات بما هي موجودة عليه الآن، وبالمسميات الموجودة عليها الآن، لا يمكن أن تتوحد البلاد حتى ولو بعد عشرات السنين، مؤكداً أنه لابد من وجود قوة موحدة تحت قيادة واحدة، تأتمر بإمرة واحدة، وتتكون من كل مكونات الشعب الليبي، وليست جهوية أو قبلية، أو تنتمي إلى منطقة.
وأوضح رئيس الحكومة الموقتة، “أنه مع انطلاق هذه العمليات، تولت الحكومة مسئولية تأمين الخدمات بشكل أساسي، سواء كانت الخدمات الطبية أو التأمين الطبي، أو تأمين المحروقات، أو تأمين السلع الأساسية، لكافة أنحاء الدولة الليبية، بحيث لا يشعر المواطن بأن هناك نقص في هذه الخدمات الأساسية، وستظل هذه الخدمات تصل إلى كل المواطنين، سواء كانت في المناطق الغربية أو المناطق الشرقية من ليبيا، حتى يتحقق الأمن والاستقرار، وحتى لا يشعر المواطن بأن هناك نقص نتيجة هذه العمليات”.
وتابع الثني، بأنه تم ضبط أكثر من شخص من المجموعات التي كانت موجودة في الجنوب، ومن المجموعات التي فرت من درنة، وأصبحت مجموعة داعمة لداعش، وتسللت وأصبحت موجودة في طرابلس، وتم القبض عليها.
وتمنى الثني، من المجتمع الدولي، ومن مجلس الأمن، أن يسعى لتوحيد ليبيا، ويسعى لتوحيد قادة ليبيا، ويجمعهم على كلمة واحدة للوصول إلى حل وألا ينحاز إلى طرف دون آخر، حتى نصل إلى تفاهم وهدف لنا جميعًا، فنحن جميعًا شركاء في الوطن، قائلاً: “لا يمكن لفئة معينة أن تتغلب على أخرى، أو تفرض أجندتها وإرادتها، فالشعب الليبي أكبر من أن يُساق باتجاه محدد”.
كما طالب الثني، الدول التي تتدعى أنها تريد استقرار ليبيا، بأن تكف عنها وتترك الشعب الليبي وشأنه، مستشهدًا بدويلة قطر، والتي ليست في مستوى التدخل في الشأن الليبي، على حد وصفه، أو القرضاوي مفتى الإخوان، الذي يتحدث عن الليبيين، ويؤجج الفتنة، أو كما يحدث في تركيا.
وأردف: “فأتمنى من الجميع أن يتركونا وشأننا، فالليبيين عندما يجلسون معًا سيحلون مشاكلهم، لكن التدخلات الإقليمية والدولية تزيد من فجوة الانتقام، وتزيده سوءً على ما هي عليه”.
واختتم الثني بمطالبة الجميع بذكر كلمة خير لتقريب وجهات النظر أو ترك الليبيين وشأنهم، قائلاً: “في النهاية مهما اختلف الليبيون، فهم أبناء دولة واحدة وينتمون لعقيدة واحدة، وأنه لا يوجد في ليبيا إلا مسلمين، فلا وجود للمسيحيين أو للطوائف الأخرى، وبالتالي فالتقارب لدينا سهل جدًا”، داعيًا الدول العربية أن تكون داعمة، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الإفريقي، بأن يسعوا جميعًا لتوحيد الرؤية وتوحيد الصف، وإنهاء أزمة ليبيا التي تقود لاستقرار أفريقيا، وتحد من الهجرة غير الشرعية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى