محلي

معلناً دعمه للجيش الليبي.. قذاف الدم: الشعب الليبي لن يُحكم بالقوة أو بالديكتاتورية

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

أوج – القاهرة
قال منسق العلاقات الليبية المصرية السابق، والمسئول السياسي لجبهة النضال الوطني، أحمد قذاف الدم، إن حال ليبيا بعد القائد الشهيد، معمر القذافي، بلغ من البؤس مداه، مؤكدًا أن ليبيا كانت دولة حرة، وصمام أمان في منطقة البحر المتوسط ضد التطرف والإرهاب والهجرة الغير شرعية.
وأشار قذاف الدم، في حوار لصحيفة ” thepress project” اليونانية، رصدته “أوج”، إلى أن ليبيا كانت مصدر استقرار لجيرانها، حيث كان يستظل بظلها الملايين، من؛ مصر، وتونس، والدول الأفريقية، مؤكدًا أنها تحولت بفعل هجوم الحلف الأطلسي عام 2011م، إلى خراب، وأن الشعب الليبي، بات يتسول في كل دول العالم.
وتابع قذاف الدم، بأن ليبيا أصبحت اليوم تغض بالسجون، وحل الدمار في كل مكان، فأصبحت دماء الليبيين تسيل في كل صبح، لافتًا إلى أنها تحولت إلى مركز لعصابات القاعدة، والمافيا الدولية، وتجار السلاح والهيروين، ومصدرًا لزعزعة أفريقيا، بعد أن كانت تقود حلمها في الولايات المتحدة الأفريقية.
وحول اندلاع حرب أهلية طويلة المدى في ليبيا، أوضح منسق العلاقات الليبية المصرية السابق، أن كل الذي يجري في ليبيا تم التخطيط له في الخارج وأنه أمر ممنهج من قبل دول تريد تحويلها إلى دولة فاشلة، والسيطرة على موقعها وثرواتها، كاشفًا أن هذه الدول تستخدم بعض العملاء والجواسيس، الذين نصبتهم صواريخ الحلف الأطلسي، عام 2011م، نافيًا أن تصنع الصواريخ شرعية لأحد، قائلاً: “رغم ذلك نحن نثق في أنفسنا، وفي شعبنا الذي أسقط القناع عن هذه المؤامرة، وسوف ينتصر وستعود ليبيا عزيزة وحرة وموحدة”.
وحول وجود ديكتاتورية عسكرية في ليبيا حال فوز حفتر في معركة طرابلس، كشف قذاف الدم، أنه ليس هناك انتصار لأشخاص، وأن الجيش الليبي ليس جيش أحد، مشيرًا إلى أنه جيش الوطن، مشددًا على أن الشعب الليبي لن يقبل أن يُقاد بالقوة، أو الدكتاتورية، قائلاً: “المعركة اليوم ليست على سلطة، وإنما لإنقاذ وطن”.
وكشف قذاف الدم، أنه منذ عام 2011م، تدفقت مجموعات متطرفة ذات اتجاه جهادي، إلى ليبيا عد سقوط تونس ومصر، مشيرًا إلى أن ذلك تم تحت سمع وبصر حلف الأطلسي، الذي كان يقدم لها الإسناد الجوي والبحري واللوجستي لمدة ثمان أشهر، بأكبر حملة عسكرية منذ الحرب العالمية الثانية، مشيرًا إلى أن تلك الحملة استُخدمت فيها 4 أساطيل، ومئات الطائرات، و17 قمر صناعي، وعشرات الآلاف من المقاتلين من أوروبا، موضحًا أنهم قصفوا ليبيا بثلاثين ألف غارة جوية، بالإضافة لهجوم بالصواريخ البحرية، ودمروا القوات البرية والبحرية والدفاع الجوي، وحتى الغواصات، بحجة حماية المدنيين.
وأشار قذاف الدم، إلى أن كل ما تعاني منه ليبيا، بسبب ذلك، مؤكدًا أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، اعترف بذلك، وكذلك مجلس العموم البريطاني، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والإيطالي بيرلسكوني، قائلاً: “لذلك نحن طالبنا، وخاطبنا، بالاعتذار للشعب الليبي أولاً، ثم تصحيح الأخطاء، ولنعمل معًا من أجل ذلك”.
وبيّن قذاف الدم، أن الدول الغربية تقوم بإدارة الصراع بين الليبيين، وليس العمل على إنهائه، مؤكدًا أن عليهم أن لا يتعاملوا مع الليبيين على أنهم برميل نفط أو غاز فقط، مشيرًا إلى أن تلك هي العقلية الاستعمارية، التي لم تعد صالحة في هذا العصر، وأن الاستعمار مشروع فاشل، وأن عليهم احترام الشعوب.
ولفت قذاف الدم، إلى أن هناك قوى خارجية تؤثر في الشأن الليبي، مبينًا أن منها قوى ظاهرة وقوى مستترة، قائلاً: “في 2011م ظهر حلف الأطلسي، وبعض الكومبارس، ثم اختفى الحلف وظل الكومبارس على الساحة”.
وحول موقف الحكومات الأوروبية بديمقراطيتها من الأزمة الليبية، قال قذاف الدم: “لا أعتقد أن هناك اهتمام بالديمقراطية في الغرب، فقط هناك مصالح، ففي 2011م وعدونا بتلك الديمقراطية وتحول الحلم إلى كابوس”.
وتطرق منسق العلاقات الليبية المصرية السابق، لسوء معاملة اللاجئين الأفارقة في غرب ليبيا، متأسفًا على تلك الأوضاع، مبينًا أن ليبيا بعد أن كانت ملاذًا للأفارقة في عهد القذافي، تحولت إلى جحيم للإخوة الأفارقة، قائلاً: “وكأنهم ينتقمون من حلم القذافي في هؤلاء، ولعل المنظمات العالمية نشرت ذلك، ونحن نعتذر عن هذا السلوك الغريب، الذي لا يعبر عن قيمنا، وديننا، ونتعهد بأننا سنعيد ليبيا لأفريقيا مرة أخري، وستكون القاطرة لوحدتها”.
وتابع قذاف الدم: “على الغرب أن يعرف، وأن يعترف، أن هناك اختلاف وتنوع لدى الأمم والشعوب، وذلك طبيعي، فالبيئة والدين والإرث الثقافي، واللون، والأكل، والطقس، جميعها عوامل تشمل مجتمعاتنا ومواريثها، وما يلائمنا قد لا يلائم غيرنا، وهذا لا يلغي ثوابت مشتركة، كالحرية، والعيش الكريم، والمساواة”.
وواصل: “لم يصل أحد بعد، إلى المدينة الفاضلة، التي كان يحلم بها اليونانيون، والتي كانت حلم القذافي، التي عبر عنها في كتابه الأخضر، عن نظام الشورى، وحكم الشعب، حيث أن الجماهيرية كانت تضم برلمان في كل حي، والحصانة للجميع، ومنع الاستغلال لحق الإنسان في المسكن، والتعليم، والصحة، والمشاركة المباشرة في اختيار قراراته، لا عن طريق نواب”.
وأوضح قذاف الدم، أن القائد كان دائمًا يقول “طالما هناك نائب، إذًا الشعب غائب”، مشيرًا إلى أنه لا أحد يستطيع أن يحلم، أو يأكل أو يتألم نيابة عن الأخر، خاصة اليوم وغدًا، مؤكدًا أنه بعد التقنية الحديثة، يحتاج العالم أن يتحول إلى جماهيريات، مبينًا أنها دولة ما بعد الجمهورية، مشددًا على أن نبوءة القذافي هي التي ستلهم الجماهير في كل العالم، وتنير أمامهم الطريق للديمقراطية الحقيقية.
وكشف قذاف الدم، أن ما يحدث في العالم العربي هو رد فعل طبيعي لطموح أجيال جديدة، تبحث عن ذاتها وتتطلع للمستقبل، مؤكدًا أن هذا هو حقها، لكن هناك من يعمل على إجهاض هذا الحلم أو الانحراف به، مشيرًا إلى أن هذا شيء خطير، وفي كل الحالات لن يخرج العرب من التخلف والتبعية، إلا بالاعتماد على النفس، وذلك بقيام اتحاد عربي يهدم الحدود، ويدمج الجيوش والاقتصاديات، ويعبئ قوى الأمة لمواجهة المستقبل، في عالم يموج بالطغيان، والعبيد المستوردين، التابعين، الأذلاء، مشددًا على أن هذا بالإمكان، وأن هذا يجب أن يكون سقف المطالب.
واعتبر قذاف الدم، أن كل التغيرات التي نشهدها الآن، هي عبارة عن مسكنات، مطالبًا بأن يمتلك العرب جرأة الشعب الألماني للاندماج، قائلاً: “نحن أمة واحدة، من طنجة إلى البحرين، قسمنا المستعمرون بحدود احترمناها، وبذلك احترمنا إرادة الاستعمار، وسقطنا في دوامة الجهل والتخلف، وأصبحنا دويلات تتصارع على وهم”.
وحول رؤيته للسياسة الأمريكية في عهد ترامب، أوضح قذاف الدم، أن السياسة الأمريكية ثابتة، كأي إمبراطورية، تغير الأدوات والوسائل والأساليب، لافتًا إلى أن ترامب نزع القناع، وتحدث مع الجميع، وأنه واضحًا في ذلك، قائلاً: “من حقنا أن ندافع بنفس المنطق”، متمنيًا أن يتحالف ترامب مع روسيا بدلاً من الصدام، مبينًا أن مبررات مكافحة الشيوعية سقطت، وأن متطلبات السلام العالمي تدعونا لحفظ إيقاع التوتر، فالإرهاصات والحروب بالوكالة تجعل الجميع قلق على السلم والأمن الدوليين، وأن هذا قد يدفع العالم إلى الدمار.
وكشف منسق العلاقات الليبية المصرية السابق، عن آخر تواصل له مع القائد، مؤكدًا أن ذلك كان في اليوم الأخير في سرت، قبل المعركة الأخيرة بساعات، وأن الشهيد كان واثقًا ومؤمنًا بأنه يقوم بواجب أخلاقي في الدفاع عن ليبيا، رغم معرفته بأن المعركة وإن انتهت في الميدان، فإنها بدأت تاريخيًا وجعلت لليبيا رصيدًا من الكبرياء، بتصديها لأكبر حلف علي الأرض لمدة ثمان شهور، مؤكدًا أن القائد الشهيد سيبقي في التاريخ الليبي كما عمر المختار، الذي لم ينتصر علي إيطاليا، لكنه رفض الاستسلام ، قائلاً: “هكذا القذافي لم يساوم أو يستسلم، وقال نحن لم نذهب خارج حدودنا وعلينا القيام بواجبنا”.
وأشار قذاف الدم، إلى اللحظات الأخيرة في حياة القائد الشهيد، قائلاً: “حينما تم قصفه بالطائرات والغاز، جرُح عشرات المقاتلين، وأغمى عليه، ومن ثم أرسل الحلف الأطلسي، “الكومبارس” الذين تجمعوا حوله في هستيريا وذهول، ثم أندس أحد عملاء دول أوروبية وأطلق عليه الرصاص”، مؤكدًا أن ذلك جاء في اعتراف، محمود جبريل، رئيس المكتب التنفيذي في ليبيا، لقناة CNN عام 2011م، وكذلك في حديث للرئيس بوتين.
وتابع قذاف اللدم، بأن القائد العام وأمين اللجنة المؤقتة للدفاع، الفريق الشهيد أبوبكر يونس جابر، استُشهد في ذلك الهجوم، ثم قُتل الشهيد المعتصم بالله معمر القذافي، بعد أسره من قبل العصابات المدعومة من الحلف، بالإضافة لعشرات الأسرى، قائلاً: “للأسف طالبنا بالتحقيق من مجلس الأمن، والجنائية الدولية، ومازال المطلب في الأدراج”.
وأوضح قذاف الدم، أن إسقاط القذافي، جاء نتيجة لأن ليبيا وأفريقيا كانوا في الاتجاه نحو عمله موحده عُرفت بالعملة الذهبية، مؤكدًا أن هذا كان الحلم الأفريقي للقذافي، وأن إسقاطه عطل هذا الحلم، وأنه قد يكون سببًا رئيسيًا في قتله، لافتًا إلى أن العالم سيشهد حتمًا ميلاد الولايات المتحدة الأفريقية، قائلاً: “تلك إرادة لمحتها عندما رافقته في أكبر رالي، حيث زار فيها أفريقيا برًا عبر الصحراء والغابات، واستقبلته الجماهير وحملته على أعناقها، وامتلك قلوبهم فنصبوه ملكًا عليهم”.
وحول مقولة القائد الشهيد، معمر القذافي، بأن “الغرب لا يحترم الصداقة”، كشف قذاف الدم، أنه كان يدرك أن الغرب لا يعترف بالصداقة، وأنه لا يريد إلا أن تكون “عبدًا أو عدوًا”، مؤكدًا أن هذا ما عانى منه الليبيون منذ ثورة الفاتح التي حررت ليبيا من قواعد الغرب والاستعمار الإيطالي، واستمرت المطاردات حتى هذا اليوم.
وأوضح قذاف الدم أن العلاقات الليبية مع اليونان كانت دائمًا جيدة، لافتًا إلى التعاون في كل المجالات، بالإضافة لوجود طلبة ليبيين وعسكريين في الأكاديمية البحرية، التي خرجت أهم القادة في البحرية الليبية.
واختتم قذاف الدم، بأن جبهة النضال الوطني، تأسست فور سقوط طرابلس، وهيمنة العصابات المتطرفة، مشيرًا إلى أنه تم تشريد ثلث الشعب، وعشرات الآلاف من الأسرى، رجالاً ونساءً وأطفال، بالإضافة للنهب المنظم للثروات والأثار والأموال، وتدمير المطارات والموانئ، قائلاً: “كان لزامًا على الليبيين الأحرار، أن نتنادى لمواجهة ما يحدث بحركة سلمية، تضم مجموعة من النُخب والمفكرين، وقيادات عسكرية، وأمنية، وشباب، بقيام دولة جديدة، وعفو عام للإفراج عن الأسرى، وعودة المهجرين، وحقن الدماء، وأن ترفع الدول الاجنبية يدها عن ليبيا، فأصبح اليوم مدنا يتعاظم، وستشرق الشمس غداً بأذن الله على بلادنا، وتعود عزيزة كما كانت”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى