بسبب الأوضاع وقبل عملية طرابلس.. استطلاع أمريكي يكشف رغبة الليبيين في مغادرة البلاد
أوج – طرابلس
كشف استطلاع للرأي، أجرته مؤسسة غالوب الأميريكية، أن الأوضاع في ليبيا سيئة قبل اندلاع الاشتباكات بين قوات حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، وقوات الكرامة، التابعة لخليفة حفتر، جنوب العاصمة طرابلس، في الطير/أبريل الماضي.
وتطرق الاستطلاع الذي نشره موقع “الحرة” الأمريكي، وتابعته “أوج”، والذي أجري خلال الفترة بين ناصر/يوليو، وهانيبال/أغسطس 2018م، عن رغبة نحو 34 في المئة من الليبيين مغادرة البلاد بشكل دائم واللجوء إلى بلد جديد.
ولفت الاستطلاع، إلى أنه مقارنة بأرقام الأعوام السابقة، تعد هذه النسبة الأكبر، قياسًا بـ 11 في المئة كانوا يرغبون في الهجرة في عام 2012م، و29 في المئة في 2015م، و25 في المئة في الأعوام التي تلته.
وبيًّنت نتائج الاستطلاع إلى أن 37 في المئة من الليبيين يعانوا من العثور على مسكن مناسب، و43 في المئة غير قادرين على تحمل تكاليف الطعام.
وأوضحت مؤسسة “غالوب” الأمريكية، انخفاض نسبة الليبيين الذين كانوا يصنفون حياتهم بشكل إيجابي بما يكفي لاعتبارها مزدهرة، إلى مستوى قياسي، مُبينًا أن النسبة بلغت 19 في المئة فقط مقارنة بـ 31 في المئة في 2012م، و26 في المئة في 2015م، أي العام الذي اندلعت فيه الحرب الأهلية في البلاد.
واستطردت أن استمرار القتال قد يؤدي إلى إلحاق المزيد من الضرر بالصور القاتمة التي يرسمها الليبيون لوضعهم الاقتصادي، مُبينة أن الأغلبية في ليبيا “52 في المئة”، ترى إن اقتصادها المحلي يزداد سوءًا، مقارنة بـ 53 في المئة قالوا الشيء نفسه في 2015م، و13 في المئة في 2012م.
وتوقعت المؤسسة الأمريكية، أنه من المرجح أن يؤدي استمرار العنف في ليبيا إلى تفاقم الأوضاع المتدهورة في البلاد، ما يشجع على المزيد من الهجرة وعدم الاستقرار.
وفي ختام الاستطلاع، ذكرت “غالوب”، أن تداعيات ذلك لن تقتصر على ليبيا وحسب، قائلة: “بل قد ينتقل عدم الاستقرار هذا أيضًا إلى جيران ليبيا، الذين هم غير مهيئين أصلا للتعامل مع أعداد كبيرة من اللاجئين أو العنف المرتبط بالجماعات المسلحة العاملة داخل ليبيا”.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ “تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، وذلك بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية قد دعا، كافة الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، حكومة شرق ليبيا المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.