23 أكتوبر 1911 معركة الهاني.. يوم مرغ المجاهدون الليبيون أنف الاستعمار الإيطالي في الوحل
سخر نشطاء وسياسيون، من تخصيص يوم 23 فبراير لمزاعم يوم التحرير والخزعبلات، التي أطلقها مناصرو فبراير بعد نكبة فبراير 2011. وقالوا: إن ما حدث بعد سقوط الدولة هو استعمار جديد ونكبة بكل ما تعني الكلمة، وملايين الليبيين يعلمون ذلك تماما، ويتحاكونه في منازلهم وجلساتهم والواقع في ليبيا اليوم خير برهان على ما تعيشه البلاد من بؤس طيلة 11 عامًا وأكثر منذ فبراير 2011.
وطالبوا بتذكر، معركة ضخمة، من معارك الجهاد والمقاومة الليبية المشرفة في مثل هذا اليوم 23 أكتوبر عام 1911 وهى “معركة الهاني” ضد جحافل الاستعمار الإيطالي.
وقد كانت معركة الهاني، ثالث المعارك الكبرى حول طرابلس ، والتي تجري خلال الشهر الثاني للغزو الإيطالي للبلاد، وتتخذ لها نفس الميدان الذي جرت فيها معركتان سابقتان (الهاني-شارع الشط 23 أكتوبر 1911م، والهاني-أبي مليانة 26 أكتوبر من نفس العام).
وكانت محاولة الاستعمار الايطالي، في استعادة مراكزه الدفاعية السابقة، قد باءت قد بالفشل في المعركة السابقة، “الهاني – شارع الشط”، وبدأ الايطاليون يشعرون بالحصار والطوق المشدد، الذي فرضته عليهم قوات القبائل والمجاهدون حول مدينة طرابلس، واستمرت المعركة ثمان ساعات متواصلة بحدة متفاوتة من منطقة لأخرى. حيث دفعت إيطاليا بكامل ثقلها الذي استخدمته في عملية الإنزال، على أمل ان تستعيد هيبتها التي فقدتها في المعركتين السابقتين حول “سيدي علي الهاني”، لكن لم يتمكن الإيطاليين من تحقيق نتائج تذكر في هجومهم، سوى استعادة خطوطهم الدفاعية السابقة، وجمع جثث قتلاهم في المعركتين السابقتين. وتكبدت إيطاليا في معركة الهاني 374 قتيلا منهم 12 ضابطا و 158 جريحا بينهم 16 ضابطا، بينما وصل عدد الشهداء من المجاهدين إلى 170 شهيدا والجرحى 250 جريحا.
فمعركة الهاني، معركة حقيقية تجسد الشرف الليبي ومقاومة الاستعمار الإيطالي، وتذكرها شرف لملايين الليبيين، أما أكاذيب التحرير فإنها تتكسّر على مأسي النكبة وضياع ليبيا والفوضى العارمة فيها طوال 11 عاما كاملة.