هناك رجال يصنعون التاريخ .. حقيقة لايمكن ان يخفيها المتنطعون الذين اوصلو هذا البلد الى الدرك الاسفل .. لانهم كمن يحاول ان يخفي الشمس بالغربال !!
فالرجال صنعوا التاريخ وتربعوا على قمته .. سبقوا المجد في كثير من الاحيان لانه كان يلحق بهم .. ولم يعيروا الصغائر اية اهمية او توقفوا عندها
ايها الرجل الكبير الذي غادرنا بغيابه كل شي .. لله درك كم كنت كبيرا ولازلت تكبر .. نعم ايها القبطان الكبير حتى من كان بالامس ممتشقا بندقية ويعيث فينا قتلا وتدميرا وجد نفسه يتيما في غيابك لانه لم يكن يصغي للحقيقة التي تقول ان وجودك هو ضمان لحياته وحياة امثاله .. وكان يصم اذانه عن سماع تحذيراتنا ..
ايها الطالع من بذرة شرف لقد ادرك هؤلاء بعد ان اضاعوك انك كنت ضمانتهم لحياة كريمة .. فاليوم داستهم الاقدام الكبيرة وسلبت لقمة عيشهم وتركتهم بلا ورقة توت .
يامن اشرقت علينا ذات فجر لتزيل غيوم الفقر وتطرد المرض والجهل .. اخبرك اليوم انهم اعادوا ما ازلته عنا وعاد الجوع ليقتص من اهل هذا البلد الذي كان بك قد نساه .. وعاد المرض بعد ان اقصيته من عهود ليقول انا هنا بعد ان وفر له الذين بغوا علينا الارضية لكي يعود بكل قوة .. اما عن الجهل فقد صار هو العلامة الدالة في هذه البيئة لينتقم من زمن دفناه فيه على ان لايعود .
ايها المضمخ بالامجاد .. والامجاد انت عنوانها لقد صار تاريخ مغادرتك لهذه الدنيا الفانية هو تاريخ عودة الموت المعلن هنا .. عاد كل ما ابعدته عنا ذات عصر كنا فيه احياء بك
عاد الاجانب بقوة ليكونوا هم الفاطق الناطق بعد ان كانوا في وجودك يقبلون الايادي كي ترضى عنهم .. وعاد الوطن ممزقا كل بلاد وعزاها .. وعاد السيد والمسيود .. وعاد الباشا لنعود الطبقة الادنى .. عاد من كان يملك الرقاب ليكون البي ويكون الباقي تابعين.
لقد فقدنا بغيابك كل مقومات الحياة .. لقد كنت انت بعد الله ضمانتنا في حياة كريمة لانك لم تسمح بان تدوسنا طاحونة راس المال .. حتى اولئك الذين انقلبوا علينا وامتشقوا البنادق وخربوا الوطن عرفوا بعد فوات الاوان انك كنت الضمان .. ولا اخفيك سرا ايها الرجل الذي بغيابه هاجمنا اليتم من كل جانب ان هؤلاء الذين جت على خشومهم يدركون في قرارة انفسهم انهم ضاعوا لانهم فقدوا البوصلة بعد ان تآمروا على الوطن .
في يوم كهذا اليوم لايمكن الا الوقوف صمتا لان المجد قد توقف عندك يستأذنك في ان يكون بين يديك ..
ايها الذي قدم لنا كل شيء .. عليك سلام الله ماذر شارق وماعطر الدنيا عليك ثناء.