تقرير// في الذكرى الـ 31 لتدفق مياه النهر الصناعي العظيم لخزان عمر المختار.. انحناءة إحترام لـ القذافي
وسط حالة شديدة من الحزن، على ما آلت إليه أحوال الدولة الليبية بعد أحد عشرا عاما من نكبة فبراير، والتي كانت وبالا على الدولة الليبية لتحولها من دولة غنية ذات سيادة، إلى دولة يعيش ربع أهلها على الصدقات، ولا تنتهي بداخلها الحروب والاشتباكات المسلحة، وتسرق وتستنزف يوميا وتتصدر الدول العشر الأكثر فساد في العالم.
وسط حال مزري يعيشه ملايين الليبيين يوميا، تحل اليوم الذكرى ال31 لتدفق مياه النهر الصناعي العظيم، إلى خزان عمر المختار في بنغازي. هذه الذكرى الغالية على نفس كل ليبي يشعر فيها بالحنين الى دولته التي كانت تعيش في سيادة وكرامة تحت حكم القائد الشهيد، معمر القذافي.
النهر الصناعي العظيم، وبعد مرة عدة عقود على انشائه لا يزال وسيظل ملايين الليبيين يذكرون فضله باعتباره أعظم مشروع مائي في العالم، لم يكن أحد يصدق أن ليبيا قادرة على إنجازه انذاك.
في مثل هذا اليوم 28 أغسطس 1984، قام القائد الشهيد معمر القذافي بوضع حجر الأساس لهذا الإنجاز الحضاري العملاق في احتفال شعبي كبير بمنطقة السرير، تزامن مع الاحتفالات الشعبية الكبرى، بالعيد الخامس عشر لثورة الفاتح العظيم.
وبعد عامين فقط من وضعه حجر الأساس للبدء في تنفيذ هذا النهر الصناعي العظيم، افتتح القذافي مصنع البريقة لإنتاج الأنابيب الخرسانية، اللازمة للمشروع.
النهر الصناعي العظيم
وفي مثل هذا اليوم، في الثامن والعشرين من شهر أغسطس 1991، تزامن الاحتفال بتدفق مياه النهر الصناعي العظيم إلى خزان عمر المختار بسلوق. لتعلن ليبيا رسميا ظهور النهر الصناعي العظيم للعالم، والذي روعي تنفيذه وفق عدة مراحل لنقل المياه الكامنة في أعماق الصحراء إلى الساحل عبر أنابيب ضخمة مدفونة في باطن الأرض بعمق 7 أمتار، وبمسافة تمتد إلى 4 الآف كيلو متر؛ مشّكلة بذلك أضخم شبكة ري صناعي في العالم أجمع، لم يسبق لها مثيل.
وكشف المدير السابق للجهاز التنفيذي لمشروع النهر الصناعي العظيم، المهندس عبد المجيد القعود، في تصريحات منشورة سابقا، العوامل الجوهرية التي فرضت علي القيادة الليبية، ممثلة في القائد الشهيد معمر القذافي، أن يكون مشروع النهر الصناعي العظيم هو الحل الأمثل لمشكلة المياه في ليبيا:-
وأهمها الاحتياج الشديد للمياه سواء للشرب او الزراعة لأن عدد السكان في ليبيا يتزايد، و خاصة بعد تحسن الأوضاع المعيشية وتوفر الرعايا الصحية منذ بداية السبعينات مع ثبات مصدر المياه المتمثل في سقوط الأمطار علي جزء من الشريط الساحلي والتي لاتزيد عن 6٪ من مساحة ليبيا، علاوة على اكتشاف كميات وفيرة من المياه الجوفية في المناطق الجنوبية من ليبيا، فجاء قرار القيادة الوطنية الليبية الأصيلة ممثلة في القائد الشهيد معمر القذافي بإعطاء إشارة البدء للنهر الصناعي العظيم، الذي ضمن مياه الشرب والزراعة وقضى على ندرة المياه في البلاد.
وكان الغرض من تنفيذ خزان عمر المختار الكبير، تعزيز جاهزية الخزان لتزويد وتغذية مشروعات سهل بنغازي ووادي القطارة وغوط السلطان والخضراء الزراعية بالمياه. حيث تبلغ سعة خزان عمر المختار، 24 مليون متر مكعب، وهى كمية هائلة تكشف قدرات الخزان وضخامة مشروع النهر الصناعي العظيم.
ومهما قيل أو سيقال، سيبقى النهر الصناعي العظيم أعجوبة العالم الثامنة، وأحدا الانجازات الخالدة للقائد الشهيد معمر القذافي الباقية عبر الزمن، وتشهد بمدى وطنية وعبقرية القيادة الليبية آنذاك ومدى الانحطاط السياسي والعمالة والبؤس، الذي حل بليبيا من بعدها اثر نكبة فبراير 2011، وأصبح حالها اليوم لا يخفى على أحد.
