محمد مشارقة يكتب// زلزال ليبيا
تقدم سيف الإسلام القذافي، بمبادرة سياسية يمكن تشبيهها بزلزال سياسي كبير سيكون لها ما بعدها. فالمبادرة تدعو الى انسحاب كل الشخصيات السياسية الجدلية التي تسببت في وقف الاستحقاق الانتخابي البرلماني والرئاسي وانه سيكون اول المنسحبين. والهدف هو فتح الطريق لانتخابات تشريعية ودستور وتوافق لاحق على الرئاسي.
– سيف بمبادرته وضع كل القوى السياسية التي تتحكم في مصير البلاد والعباد ورعاتهم الخارجيين في الزاوية، وفي مقدمتهم اللاعب الرئيس في الملف الليبي المستشارة الأممية ستيفاني وليامز ، التي عملت على الغاء الانتخابات العامة بسبب معروف ومعلن ، هو تعطيل مشاركة سيف الإسلام في الانتخابات الرئاسية بعد ان اعطته استطلاعات الراي تقدما واضحا على بقية المرشحين .
-حقق سيف الإسلام في مسيرة شرعنة وجوده السياسي طيلة العام الماضي ما أراد، وبات لديه القدرة على المناورة الواسعة كلاعب رئيسي في مشهد سياسي وصل حد التعفن الاقتصادي والاجتماعي والاستكلاب على السلطة، تقدم كبطل زاهد في المناصب والمواقع وان الوطن ومصلحته العليا فوق الجميع .
-عبر سيف الإسلام كل المراحل القانونية التي تعيد له صفته الاعتبارية كمواطن ليبي لا سجل قضائي وجرمي عليه ثم عبر بصفته مرشح رئاسي رغم كل المحاولات التي مارسها خصومه لمنعه، عين سيف كانت على قرار في مجلس الامن تحت البند السابع تحيله الى محكمة الجنايات الدولية “كمجرم حرب” بذريعة ان لا جسما قضائيا مستقلا في ليبيا. اليوم تسقط حجة المحكمة الدولية بعد ان مر المرشح الرئاسي في كل مراحل المحاكم الليبية الوطنية.
– توقيت مبادرة سيف هام للغاية، فهي تلتقي اليوم مع حراك الشارع الليبي السلمي في كل مدنه الذي طالب باستبعاد كل الطبقة السياسية، وبانتخابات حرة ونزيهة، وانسحاب كل القوات الأجنبية من البلاد. وقدمت المبادرة لحراك الشارع المفقر والمثقل بالهموم اليومية قوة دفع كبيرة، بعد ان أصبح شعارهم وخلاصة غضبهم حدثا واقعيا وممكن التحقيق. فمبادرة سيف سلحت الشارع وحراكاته المتنوعة بشعارات لن تتوقف وصولا للعصيان المدني الشامل، حتى تغادر كل الطبقة السياسية الفاسدة.
-من ردود الفعل الأولية بعد المبادرة تشير الى ان تيار سيف الإسلام بات الان قوة كبرى تتجاوز أنصار النظام السابق نحو تيارات فبراير المختلفة والمتناحرة وحتى أنصار تيار الكرامة بقيادة الجنرال حفتر. اليوم بات تيار سيف هو تيار الوطنية الليبية الجامعة التي تتجاوز الاستقطاب الضار الذي دمر البلد وكرامة أبنائه.
-المبادرة تستدعي التفكير في الخطوة اللاحقة، ببناء تيار وطني عريض وبرنامج سياسي واجتماعي واقتصادي محدد، واوسع حوار مع كل المكونات الشبابية والسياسية والمدنية والقبلية التي تلتقي حول فكرة الإنقاذ.
– سيف الإسلام بهذا الثقل السياسي والاجتماعي والقبلي، يمكنه اليوم ان يسجل هدفا اخر في مرمى الجميع، بان يشرع في برنامج للمصالحات الوطنية الشاملة، فهو ولي دم، بالمعنى العائلي والوطني ،ولديه المشروعية لاقتراح مصالحات شاملة وتهدئة المخاوف المتبادلة بين كل المكونات .
-الشعب الليبي الذي ينتفض اليوم من اجل عقد اجتماعي جديد هو الحصانة الكبرى لوقف محاولات التخريب والمماطلة وتعطيل المفاعيل الخارجية وصراعاتها على الأرض الليبية.