محلي
السراج لقادة المليشيات والمحاور: علامات النصر تلوح أمامنا وسنجتاز معاً الأزمة إلى رحاب الدولة المدنية
أوج – طرابلس
واصل رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق المدعومة دوليا، فائز السراج عقد جلسات الحوار الوطني، بحضور رئيس الأركان وآمري المناطق العسكرية، حيث التقى مساء أمس الأحد، مع قادة المليشيات المسلحة المتحالفة معه وقادة محاور عملية بركان الغضب، للتعرف على رؤياهم من منظور المقاتل والقائد العسكري، في إطار صياغة الرؤية الوطنية للتعامل مع الأزمة الراهنة وتداعياتها، بحسب بيان لمكتبه الإعلامي.
وأوضح المكتب الإعلامي في بيانه، أمس الأحد، الذي طالعته “أوج”، أن السراج ألقى كلمة ثمن فيها مجهودات القوات المقاتلة، قائلا: “إننا نجتمع اليوم لنجدد عهد الولاء للوطن، ونؤكد على الاستمرار في الدفاع عن العاصمة ومدنية الدولة ودحر العدوان، وأشد على أيديكم، وأشيد بشجاعة رجال الجيش الليبي البواسل، والقوة المساندة من كل المناطق وفي جميع المحاور، الذين يسطرون ملاحم البطولة، وتحية إجلال وإكبار إلى أرواح شهدائنا الأبرار، وأدعو الله أن يرحمهم، ويعجل بشفاء الجرحى وعودة الأسرى”.
وأضاف السراج في كلمته: “الحرب تدخل شهرها السادس ونحن أكثر قوة، والنصر بات قريباً بإذن الله، لقد واجهتم العدوان، بكفاءة واقتدار، وتكامل لمهامكم، وتنسيق أدائكم على طول الجبهة، وحرصكم على قيم الوطنية، والتزامكم بقوانين الحرب، وكلنا ثقة في قدرة شبابنا في المحاور على إنجاز المهمة، وفرض السلام”.
وذكر أن ما وصفه بـ”انتصارات المعارك العسكرية” تمهد الطريق إلى السلام، قائلا إن أولوية الحكومة هي لتوفير متطلبات الحرب، وتعزيز الوحدات المقاتلة، والاعتناء بالجرحى والنازحين، والوفاء للشهداء، وتوفير احتياجات المواطنين، مضيفا أن جميع هذه المهام ملفات أساسية، لكنها لا يجب أن تنسينا التأهب لمعركة أخرى ليست هينة، هي المعركة السياسية.
وأكد سعيه بموازاة الحرب، لإيجاد مخرج من الأزمة دون تفريط في المبادئ، ووفقاً للمبادرة التي طرحها في الصيف/ يونيو الماضي، وتقوم على عقد ملتقى ليبي يجمع دعاة الدولة المدنية، الرافضين للاستبداد، ويمهد لانتخابات، يختار من خلالها الشعب حكامه، في إطار دولة مدنية تعددية، موضحا أنه لا مكان في هذا المسار الديمقراطي لمن تورط في جرائم حرب.
وتابع: “علامات النصر تلوح أمامنا، بفضل الله وتضحيات شبابنا، وستنتهي فترة كالحة في تاريخنا، لتبدأ مرحلة أكثر أمناً واستقراراً، تستعيد بلادنا خلالها عافيتها”.
وتحدث السراج عن مشروع لتوحيد “المؤسسة العسكرية”، ليكون للبلاد جيش واحد، عقيدته حماية الوطن، والمحافظة على استقلاله، وصون كرامة مواطنيه، مبني على معايير الاحترافية الدولية، بحيث تخضع المنظومة العسكرية للقرار السياسي، وفقا لما أقره اتفاق الصخيرات، مضيفا أن المجال واسع ومتاح لاستيعاب الأبطال المقاتلين في المنظومتين العسكرية والأمنية، وتوفير خيارات متعددة أمامهم، من بينها برامج للدراسة والتأهيل والتطوير بالأكاديميات العسكرية المرموقة وبرامج أخرى للإدماج في الحياة المدنية، بحسب تعبيره.
وأوضح أن الاجتماع كان للتعرف على رؤياهم من منظور المقاتل والقائد العسكري، وستكون هذه الرؤية حاضرة بقوة عند صياغة الرؤية الوطنية للتعامل مع الأزمة وتداعياتها، قائلا: “إننا جميعا في المعركة، يد تبني ويد تحمل السلاح، وسنجتاز معاً الأزمة إلى رحاب الدولة المدنية، بإرادة قوية، ودون تنازل عن المبادئ والثوابت الوطنية.
ودعا السراج الحاضرين للتعبير عن أرائهم وتصوراتهم تجاه الأزمة الراهنة، حيث تناوب الحضور على الحديث من واقع تجاربهم وتطلعاتهم .
ويجري فائز السراج، عددا من اللقاءات، في إطار برنامج التشاور لصياغة رؤية وطنية مشتركة تجاه الأحداث الراهنة وسبل تجاوزها مع المؤسسات والقوى الوطنية، حيث التقى، خلال الأيام الماضية، أعضاء الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور، وممثلين عن الشباب والمجالس البلدية والمشايخ والأعيان وغيرها من القوى الفاعلة في ليبيا.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، حكومة شرق ليبيا المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق