محلي
“كان يهتم بالثقافة وتطوير النفس”.. شهادة دبلوماسي روسي بحق القائد الشهيد بعد ثورة الفاتح
قال المستشار السابق بالسفارة السوفيتية في ليبيا، أناتولي يغورين، خلال الفترة من “1974م – 1980م”، إن القائد الشهيد مُعمر القذافي، تعرف على مؤلفات روسية، من الثوريين والشيوعيين، موضحًا أن هذه الواقعة تُظهر حجم حبه للاطلاع والقراءة.
وتابع في مقابلة له عبر برنامج رحلة في الذاكرة، المُذاع عبر فضائية “روسيا اليوم”، تابعتها “أوج”، أن القائد الشهيد، إذا سمع أو رأى أمرًا لا يعرفه، يسأل عنه حتمًا، موضحًا أنه في هذه الحالة فإن جميع الكتب التي تم إهدائها له فيما بعد، قرأها بالكامل.
وأضاف “يغورين”، أنه تمت ترجمة بعض الكتب السوفيتية إلى اللغة العربية، بطلب شخصي من القذافي، مؤكدًا أنه طلب كُتبًا مُحددة، وأنه كانت هناك صعوبات بسببها.
وواصل أنه عندما تم حظر ترجمة بعض الأعمال التي طلبها القذافي، ترجمها له المعارضون الروس للسياسة السوفيتية، إلى اللغة الإنجليزية في لندن، كما ترجموا له مؤلفات الثوريين المُنشقين إلى اللغة العربية، لأن تم حظر إمداد القذافي بمؤلفات المُنظرين الماركسيين اللينيين.
وأردف “يغورين”، أن السفارة السوفيتية في ليبيا وقتها، كانت تترجم له باقي الكتب التي طلبها، وأنهم كانوا ثمانية دبلوماسيين فقط في السفارة، ولم يُسمح لهم بزيادة عدد الدبلوماسيين إلا فيما بعد، عندما تحسنت العلاقات كثيرًا.
واستطرد، أن العمل مع القائد الشهيد، كان صعبًا للغاية، وعندما كانوا يعلموا أنه هناك لقاءً تم ترتيبه مع القذافي، كانوا يبدأون بالإعداد للموضوعات التي من المزمع مناقشتها معه، لأنه كان يجب أن يعرفوا كل شيء بالتفصيل.
ولفت “يغورين” إلى أن القذافي زار بعض الدبلوماسيين السوفيت مرتان، إلا أنهم لم يجيبوا على أسئلته بشكل وافي، فقام القائد الليبي بإبلاغ السفارة بضرورة تغيير الدبلوماسيين لأنهم غير أكفاء.
وأكمل، أن من يتحاور مع القذافي، كان يجب أن يكون محاورًا ذكيًا، ومستعد لمناقشة أفكاره، باللغة العربية، لاسيما أن الأحاديث المُسترسلة كان يتم اعتبارها جزء من العمل، وكان ذلك يُسبب مشكلة كبيرة لكل من يلتقي بالقائد الشهيد أو يتواصل معه.
واختتم أن الأحاديث الجانبية مع القذافي كانت تستمر طويلاً، كما أنه كان ينغمس في قراءة الكتب، حتى وقت متأخر من الليل، لافتًا إلى أن هذا لم يكن تصنُعًا، مُستدركًا: “إذا كان لدى الإنسان على مكتبه نحو 10 كتب أو عشرون، وكان مُنشغلاً فيها، فذلك يؤكد أن هذا لم يكن تظاهرًا”، لافتًا إلى أن القذافي كان يهتم بنوعين من العمل، وهما الثقافة وتطوير النفس، والعمل مع القبائل.