تحت عنوان “كيف أضاع صراع السلطة في ليبيا مغانم النفط؟” نشرت النسخة العربية من صحيفة “اندبندنت” تقريرا يسلط الضوء على التأثيرات السلبية للصراع السياسي في ليبيا على فرصة استغلال ارتفاع أسعاره عالميا جراء الحرب الأوكرانية الروسية، والعقوبات الغربية المفروضة على الأخيرة.
وأكد تقرير “اندبندنت عربية”، الذي طالعته “الجماهيرية”، أن “قطاع النفط في ليبيا هو الورقة الأولى التي تستخدم بين أطراف الصراع السياسي كلما احتدمت الخلافات بينهم كوسيلة للضغط وجلب المكاسب السياسية على طاولات التفاوض”
وقال التقرير، إن الاضطرابات التي أثرت على استقرار إنتاج النفط الليبي خلال الشهرين الماضيين بشكل واضح، جاءت في توقيت سيئ تماماً للداخل والخارج، لتزامنها مع الحرب الروسية في أوكرانيا، التي قفزت بأسعار النفط إلى مستويات قياسية لم تسجل منذ سنوات طويلة.
وأشار التقرير إلى ثمة مطالبات تعالت بضرورة استغلال تلك الطفرة في سعر الخام على المستوى الدولي برفع الإنتاج الليبي، وليس تقليله، للاستفادة من الزيادة الضخمة في الأسعار، بخاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها الاقتصاد المحلي، وهو القرار الذي إن كان قد اتُخذ، لم يكن ليلق أي ممانعة من القوى الدولية، والتي تضغط، وعلى رأسها الولايات المتحدة، لعدم التفكير حتى في خفض مستويات الإنتاج الليبي، لأن الأسواق الدولية لا يمكنها تحمل تداعيات أزمة جديدة لأحد المنتجين الكبار.
وفي هذا الصدد، قال السفير والمبعوثها الأمريكي إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، إن “هذه الفترة هي الأسوأ لإيقاف ومنع إنتاج النفط الليبي، والوقت الحالي هو الأنسب لرفع الإنتاج، لكي يستفيد الليبيون من ارتفاع الأسعار وتصديره إلى الأسواق العالمية”.
وفي 3 فبراير الماضي، أعلنت مؤسسة النفط وقف التصدير في موانئ البريقة والزويتينة وراس لانوف والزاوية ومليتة والسدرة بسبب سوء الأحوال الجوية، بالتزامن مع توجه أعضاء حكومة باشاغا إلى طبرق لأداء اليمين أمام مجلس النواب.
وآنذاك، أشار وزير النفط والغاز بحكومة الوحدة محمد عون، إلى أن نشرة مركز الأرصاد الجوية لم تُظهر ما يحول دون استمرار عمليات التصدير بشكل طبيعي، مطالبا النائب العام بفتح تحقيق بالخصوص.
ومما يؤكد تسييس قطاع النفط والتعامل مع الأمر كأنه أمر طبيعي، أرسل رئيس الحكومة المكلف فتحي
باشاغا، رسائل طمأنة للمخاوف الدولية من توقف إنتاج النفط الليبي وتداعياته المحتملة، مؤكدا عدم استخدام
ورقة النفط في الصراع السياسي الحالي، بخاصة أن أغلب التهديدات بإيقاف ضخ النفط تأتي من الشرق
الليبي. وقال إنه يرفض إيقاف ضخ النفط كورقة للضغط من أجل تسليم السلطة، وإنه سيدعم مؤسسة النفط.