محلي

مستنكرًا قصف نادي الفروسية.. المجلس البلدي مصراتة: مجرم الحرب خليفة حفتر وأتباعه يتحملون المسؤولية كاملة

أعرب المجلس البلدي مصراتة، اليوم الإثنين، استنكاره بشده لما وصفه بـ”التعدي السافر من قبل خليفة حفتر وميليشياته” على مطار مصراتة الدولي، مشيرًا إلى أنه المنفذ الوحيد لليبيين بالمنطقة الغربية.
وأضاف المجلس في بيانٍ لمكتبه الإعلامي، طالعته “أوج”: “استمرار حفتر في تحدي الجميع بمثل هذه التصرفات غير المسئولة، والتي كان آخرها استهداف وقصف منزل عائلة بن شريعة ونادي الفروسية بجنزور، يضيف تحديًا صارخًا لكل الليبيين والمجتمع الدولي”.
وتابع: “من هنا ندين ونستنكر سكوت المجتمع الدولي، على هذا التعدي الواضح، والتجاوز لقرارات مجلس الأمن بحظر دخول السلاح إلى ليبيا، كما نستنكر منهجية البعثة الأممية في التعامل مع هذا المجرم، بعدم وصفه بالمعتدي والتأكيد على ضرورة إبعاده من أي تسوية قادمة، كونه أصبح خطرًا على كل الوطن، مهددًا قيام الدولة المدنية”.
ووفق البيان، أكد المجلس البلدي على 7 بنود أساسية، هي؛ “أن مجرم الحرب خليفة حفتر، وأتباعه يتحملون المسؤولية كاملة في كل ما يعانيه الشعب الليبي في شرق ليبيا وغربها وجنوبها، من مآسي وضياع ونقص الخدمات، واقتتال وعنف وشرخ في النسيج الاجتماعي، بسبب هذه الحروب التي يفتعلها ويقودها بدعم خارجي، بسبب أطماع وأحلام واهية لا يمكن أن تنطلي على الشعب الليبي”.
وأشار المجلس البلدي، إلى أن: “المسار الديمقراطي والدولة المدنية، دُفعت من أجله أرواح طاهرة من أبناء الشعب الليبي ولا يمكن أن نقبل بعد كل هذه التضحيات بالعودة إلى حكم العسكر”.
وحمّل البيان، المجلس الرئاسي ورئاسة الأركان التابعة له، التقصير والتأخير في دعم الدفاعات الجوية وتطوير أدائها، قائلاً: “إننا في حرب واضحة لا يمكن أن نتوقع فيها إلا المزيد من التهور والتصعيد من هذا المجرم، ما يتطلب أخذ الأمر بجدية وحزم، للمحافظة على الأرواح والممتلكات”.
وواصل: “إن مدينة مصراتة، بكل مكوناتها الاجتماعية، ومؤسساتها المدنية، قالت كلمتها وبيّنت موقفها في رفض مجرم الحرب خليفة حفتر جملة وتفصيلا، وهو ما يتوافق مع المجلس الرئاسي، وتدعو المجتمع الدولي، لأخذ ذلك بعين الاعتبار، وعلى محمل الجد، وأننا لن نقبل بأي حال من الأحوال بوجود هذا المجرم، في أي ترتيبات قادمة”.
واستكمل: “إن أي تواصل مع مجرم الحرب خليفة حفتر، من أي من أبناء المدينة إن وُجد فهو تصرف فردي، يُحسب على صاحبه، ولا يمت للمدينة بأي صلة”.
وأردف: “ندعو النخب الاجتماعية والثقافية والسياسية في الشرق الحبيب إلى إيجاد بديل لهم يمثلهم في بناء ليبيا، ويعكس تاريخ النضال المشرف للشرق الليبي، ونحن على يقين بأن حكم العسكر ليس خياركم، إنما الدولة المدنية والتداول السلمي على السلطة، وتحقيق الأمن والاستقرار للوطن، وندعو هنا البعثة الأممية لاتخاذ خطوات جادة، في هذا الصوت، ومنحه الفرصة ليعبر عن نفسه، بعيدًا عن سطوة المجرم خليفة حفتر”.
واختتم: “إن مصالح الجميع في ليبيا لن تتحقق بقوة السلاح، وإنما تتحقق بالاستقرار والبناء والتنمية، وتبادل المصالح المشتركة، ما يتطلب تكثيف جهود الأمم المتحدة لتجديد وتغيير مسار كل أعضائها ممن يرون في الحكم العسكري سبيلاً لتحقيق مصالحهم”.
 
وكانت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق المدعومة دوليًا، أعلنت أن استهداف مطار مصراتة الدولي، جريمة جنائية مكتملة الأركان، وفق القانون الوطني، وجريمة يُعاقب عليها القانون الدولي، لكل من نفذها أو أمر بتنفيذها.
وذكرت “داخلية الوفاق” في بيان لها، طالعته “أوج”، أن قناة “ليبيا روحها الوطن”، التي تبث من العاصمة الأردنية عمان، نشرت اليوم السبت، خبرًا مفاده إن ما أسمته “سلاح الجو” استهدف هوائي متحرك يُستخدم لتوجيه الطيران المُسير داخل الكلية الجوية بمدينة مصراتة.
وأوضحت أن القصف الجوي الذي تعرض له مطار مصراتة الدولي، استهدف مولد كهربائي متحرك على متنه مصابيح إنارة كاشفات، وأنه نتج عن ذلك بعض الشظايا التي أصابت طائرتين مدنيتين، وموظف تابع لشركة المناولة بالمطار، مما أدى لتعليق الرحلات وتأخير مصالح المسافرين لساعات قبل أن يُعاد فتح المطار واستئناف الرحلات الجوية.
وتابعت “داخلية الوفاق”، أن محاولة القناة المستمرة لتبرير أفعال ما وصفتهم بـ”المجرمين” ممن يُنفذون هذه الأعمال العسكرية ضد أهداف مدنية، جريمة يجب أن ينال مرتكبيها العقاب، موضحة أنها اتخذت في السابق إجراءات قانونية في هذا السياق، وسوف تتخذ إجراءات في هذه الواقعة.
وفي ختام بيانها، دعت “داخلية الوفاق” الجهات الدولية، ذات العلاقة بتوثيق الجرائم المُخالفة للقانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن، والتوثيق الكامل لهذه الواقعة بما في ذلك محاولات تبريرها عبر ذات وسيلة الإعلام معلومة الملكية والتبعية، مُطالبة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، باتخاذ إجراءات مماثلة ورصدها لهذه الأدوات، وهذا الخطاب التحريضي.
وكان الناطق باسم قوات الكرامة، أحمد المسماري، أكد في مداخلة هاتفية لفضائية “العربية الحدث”، تابعتها “أوج”، أن “مطار مصراتة أصبح قاعدة تركية تتواجد بها الطائرات المسيرة التركية، ويتواجد بها المستشارين الأتراك ممن يسيرون تلك الطائرات، كما أصبح هذا المطار مصدر رئيسي لربط خطوط المواصلات مع تركيا وباقي الدل التي تقوم بتهريب الأسلحة والذخائر إلى الميليشيات المسلحة”.
وأضاف: “حذرنا في السابق، من أن أي منشأة أو أي موقع يُتخذ من قبل الميليشيات كموقع عسكري سيتم استهدافه من قبل قواتنا الجوية والبرية، وهذه التنبيهات أُعطيت بناءً على تجربة سابقة مع الميليشيات التي تستخدم المدنيين دروعًا بشرية، وتتخذ من المنشآت العامة والخاصة أماكن تمركزات وانطلاق”.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ “تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية قد دعا، كافة الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، حكومة شرق ليبيا المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى