مرة آخرى .. ” كم عذبني طول الرجاء “..وقلّة الوفاء..!
[. 1. ]. … يعجبني هذا التاريخ ( 11ـ الفاتح )، أحببته منذ 32 عاما عندما جاد الجنوب السّخي على الشمال الذي يتهدده الملح وأكرمه بماء عذب تدفق في أول رحلة للنهر الصناعي العظيم إلى خزان اجدابيا ، فروى مدينة أنهكها العطش ، وغسل الشاعر ( غير الوفي ) جمعة ابوخبينة ــ أصيل مدينة اجدابيا ــ لأول مرة جلده بالماء العذب… [ 2. ] . .. يوم 11 ـ 9 ـ 1989 تدفقت مياه النهر الصناعي العظيم ــ بعد ان قطعت الاف الكيلومترات ــ الى خزان اجدابيا الذي شُيّد على منطقة مرتفعة ، كبحيرة جميلة أبتلعت في جوفها أكثر من 4 ملايين متر مكعب من المياه العذبة ..وعلى ضفاف البحيرة ثني الشاعر جمعة بوخبينة ركبته وظل يطبل حتى الصبح ، ويوجه رسالة وفاء تلو الرسالة الى القائد معمر القدافي رحمه الله…
من اشعار جمعة ليلتها :
اصحاب عهد لاصار الندا تاجدنا …….ان طاح العرق في العين دون بلدنا
نحنا ناسك …نحنا افدا راسك … احنا حراسك
نحنا وين تزعل نشعروا بحساسك … ورضاك وين ماترضى يكون رضانا
ومع فجر 12ـ9 ، غادر الشاعر والغاوين معه وغسل جلده بالماء العذب واستسلم لنوم عميق …
[ 3. ] … بعد 22 عاما وثلاثة شهور ركب الشاعر جمعة الطائرة متوجها الى الدوحة ، وبدلا من الوقوف على ضفاف خزان اجدابيا ، وقف على ” ضفاف ” ( لايان رز ) ، وعلى ضفاف اللايان قال الشاعر :باسمي وباسم الوفد نشكر رجالها …..واميرها صاحب الصيت الزين
قطر المحبة مانقص مكيالها ……….معانا من اول يوم متفقين
وأختتم بقوله :
تحية اجلال وفخر وجهناها ……. نيابة على جملة الليبيين
عرفان بالجميل وراي من عقالها ……شيوخ العشاير فيه متفقين
وان شاالله تجونا بعد فك وحالها …….واحنا بدولة الدستور محتفلين
ليبيا اللي لو كان ماصبالها …. الشيخ حمد ، رانا من المنسيين
تحرك العالم لين غير حالها ……. وراضت بعد جفلة وظلم سنين !!!
اكراما لقطر واميرها وابطالها ….هاذي قصيدة قلتها في الحين
ثم غادر الشاعر جمعة الى غرفته ، وأخذ يتقلب على سريره بسبب التخمة وهو يضرط ، وظل يضرط حتى اليوم …وسُمي ذاك العام بعام ضرط ابوخبينة…