تتضمن مبادئ سياسية واقتصادية وعسكرية.. مصادر تكشف “خريطة طريق” مؤتمر برلين بشأن الأزمة الليبية .
وقالت مصادر دبلوماسية غربية إن مسودة البيان الختامي “خريطة طريق” لمؤتمر برلين بشأن الأزمة الليبية المقرر انعقاده الأحد المقبل، تتضمن مبادئ سياسية واقتصادية وعسكرية لدعم وقف النار وعملية سياسية بقيادة المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة.
وأضافت المصادر، في تصريحات لصحيفة “الشرق الأوسط”، طالعتها “أوج”، أن المسودة تتضمن تشكيل لجان متابعة لأعمال المؤتمر من ممثلي الدول المشاركة لدعم مسار المبعوث الأممي الذي كان أول من اقترح على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قبل أشهر عقد مؤتمر يدعى إليه اللاعبون الدوليون للحصول على توافقات ودعم العملية السياسية.
وأشارت إلى استمرار المفاوضات لوضع اللمسات الأخيرة على مسودة البيان الختامي، لافتة إلى عقد ممثلي الدول المعنية خمس جلسات في الفترة الماضية لصوغ مسودته، التي تتضمن في أول عناصرها دعم مسار الأمم المتحدة عبر تشكيل لجنة من 14 ممثلاً لمجلس النواب و14 لمجلس الدولة و14 من بقية القوى السياسية والفاعلين بما فيها جهات محسوبة على مؤيدي القائد الشهيد معمر القذافي، وفقا للصحيفة؛ بهدف البحث في تشكيل حكومة والترتيب لانتخابات عامة.
وفي المسار العسكري والأمني، بحسب المصادر، تضمنت خريطة الطريق ترشيح خمسة عسكريين من طرف السراج وخمسة من طرف حفتر للبحث في مسألتين تتعلقان بتفكيك الميليشيات والعمل على توحيد الجيش الليبي، ويتناول المحور الاقتصادي كيفية مشاركة الثروة الليبية ودور المصرف المركزي.
وأوضحت المصادر أن هناك اتجاهاً لتقديم “حوافز” لحفتر تتضمن تثبيت الواقع الراهن، بحيث تبقى حقول النفط وبواباتها على ما هي عليه، بهدف الحفاظ على استقرار الموارد النفطية، كما تضمنت المسودة أيضا لجميع الأطراف لالتزام حظر السلاح المفروض من الأمم المتحدة على جميع اللاعبين في ليبيا على أمل تراجع العمليات القتالية ودعم ذلك من قبل اللاعبين الإقليميين والدوليين.
وشملت المسودة بنودا تتعلق بتشكيل لجان لمراقبة خروق وقف النار وتقديم مساعدات إنسانية ومتابعة تنفيذ البنود المتفق عليها، فيما أعربت المصادر عن قلقها من أن يؤدي تصعيد المواجهات في الأيام المقبلة لخفض سقف مؤتمر برلين وخروجه بتفاهمات لا يتم التزام تنفيذها.
وأوضحت المصادر، أنه من المقرر أن يشارك في المؤتمر، رؤوساء روسيا فلاديمير بوتين، وفرنسا إيمانويل ماكرون، وتركيا رجب طيب أردوغان، ومصر عبد الفتاح السيسي، والجزائر عبد المجيد تبّون، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.
ويشارك أيضا ممثلون عن الإمارات وتونس وإيطاليا والصين، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة وممثلين عن الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، كما وجهت برلين الدعوة إلى رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق غير الشرعية، فائز السراج وخليفة حفتر، لكن المصادر أشارت إلى أن مستوى تمثيل الدول غير محسوم، بحسب الصحيفة.
ومن المقرر أن تستضيف ألمانيا الأحد المقبل، مؤتمرًا دوليًا سيعقد في برلين حول ليبيا، في محاولة التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة الليبية.
وقالت الحكومة الألمانية في بيان، نقلته وكالة سبوتنيك الروسية، طالعته “أوج”، إن برلين دعت رئيس حكومة الوفاق غير الشرعية، فائز السراج، وخليفة حفتر، وممثلين عن الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وتركيا ومصر والصين وإيطاليا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، دون تحديد على أي مستوى سيتم تمثيل الدول المُدرجة.
وتشهد المنطقة حالة من التوتر المتصاعد، بسبب الأزمة الليبية، لاسيما بعد موافقة البرلمان التركي، على تفويض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإسال قوات عسكرية تركية إلى العاصمة الليبية طرابلس، لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية.
ويذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها