تقاريرمحلي

فرنسا هل تحصد العاصفة بعد ان زرعت الريح ..

وقعت السفيرة الفرنسية في ليبيا بياتريس لوفرابر دو هيلين اتفاقية مع جيراردو نوتو الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ليبيا تتعهد فرنسا بموجبها بتقديم مليون يورو لدعم ما أسمته السفيرة مشروع تعزيز الانتخابات التي يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على الاعداد لها مع المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا .

لا توجد في الثقافة الفرنسية امثال شعبية غير مستوردة من ثقافات الأمم والشعوب الأخرى بما فيها الشعب العربي ، وذلك طبيعي جدا نظرا لتاريخ فرنسا الحافل بالغزو والحروب طيلة القرون العشرة الأخيرة وما نتج عن ذلك من احتكاك الفرنسيين بشعوب العالم ، لكن الاستثناء الوحيد ربما هو المثل الشعبي الفرنسي القائل : من يزرع الريح يحصد العاصفة ، واضح جدا أنه مثل شعبي ناتج عن تجربة ءاتية وتعبير عن معاناة فرنسية قديمة ، ولهذا يمكن القول إن إعلان السفيرة الفرنسية في ليبيا بياتريس دو هيلين عن تخصيص حكومتها مليون يورو لتمويل الانتخابات الليبية القادمة هو محاولة لتفادي المزيد من العواصف الحاصلة بسبب ريح العدوان والتآمر على ليبيا التي زرعتها فرنسا منذ النوار / فبراير 2011 ، والمتامل للسياسة الفرنسية منذ النكبة يكتشف بسهولة الوجه الحقيقي لباريس ، فما يهم الفرنسيين في ليبيا ليس الديموقراطية التي قتلوا آلاف الليبيين بذريعة الدفاع عنها وانما همهم الاول والأخير هو البترول ، هو أن يتحقق ما وعدهم به أعوان هنري برنار ليفي في 2011 بأن تحصل الشركات الفرنسية على 35% من كل برميل نفط نظير تدميرها للدولة الليبية وإحلال عملاء الغرب في السلطة ، ما يهم الفرنسيين فعلا ليس الانتخابات بل بترول حقل الشرارة و انتاج شركة الواحة ، وعلى عكس ما يقال عن تخبط السياسة الفرنسية تجاه ليبيا فإن فرنسا تعلم جيدا ما تفعله هنا ، ولقد كانت سياستها المزدوجة تجاه حكومة السراج وقوات حفتر واحد تدعمه في العلن وواحد تساعده في السر مقصودة تماما ، ما يهم باريس هو ما تظنه حصتها في البترول الليبي ايا كان الحصان الذي ستمتطيه إلى حقوله ، والمليون يورو التي ستدفعها فرنسا ليست كما قالت السفيرة بياتريس دو هيلين لشراء 12 الف صندوق انتخابي أو لتمويل اصدار بطاقات انتخابية لملايين الليبيين والليبيات ، هذه المليون هي حفنة الملح التي تنثرها فرنسا على طبخة سياسية تطمح أن تسمح لها بالاستمرار في ابتلاع المزيد من الثروة الليبية عن طريق إيصال دمى سياسية تخدم مصالحها كي لا تحصد العاصفة بسبب الريح التي زرعتها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى