صادق: ليبيا تشهد تحولات هائلة وتدفقات لتعزيزات عسكرية روسية ضخمة
قال الباحث في الشأن الدولي، محمد صادق، إن ليبيا ومنطقة الساحل الإفريقي تشهد تحولات هائلة منذ بداية العام الجاري، حيث تستمر تدفقات تعزيزات عسكرية روسية ضخمة إلى مجموعة من القواعد العسكرية التابعة لقوات حفتر.
وأضاف صادق، خلال مداخلة هاتفية له، أنه من المؤشرات الملفتة في هذا السياق هو تسلّم موسكو قاعدة جوية كاملة من حفتر على الحدود الجنوبية للبلاد، مما أثار انتباه المحللين السياسيين والمهتمين بالشأن الأمني، ويغير موازين القوى أمام الجماعات الإرهابية والحركات المسلحة المتمردة في المنطقة.
وتابع صادق أن روسيا شرعت مؤخرًا بتعزيز وجودها العسكري في ليبيا بموافقة حفتر، حيث تحصّلت على قاعدة معطن السارة التي ظلت مهجورة لسنوات في الصحراء قرب الحدود مع تشاد والسودان.
وأوصح أن منطقة السارة تعتبر ذات أهمية استراتيجية كبيرة، إذ استُعملت خلال النزاع الليبي – التشادي في الثمانينيات، والآن تشهد عملية روسية ضخمة من شأنها أن تترك أثرًا كبيرًا على نفوذ روسيا في منطقة الساحل الإفريقي.
وأوضح صادق أن روسيا تقوم بنقل أنظمة دفاع جوي متقدمة وأسلحة من مواقعها في سوريا بعد سقوط نظام الأسد إلى ليبيا، وأن طائرات شحن روسية قد نقلت معدات متطورة للدفاع الجوي، مثل أنظمة الاعتراضS-400 و S-300، إلى قواعد في الشرق.
وأشار إلى أن الفنيين الروس حاليًا يقومون بعملية إعادة تأهيل قاعدة معطن السارة، حيث يعملون على استعادة المرافق الأساسية مثل مدارج الطائرات والمستودعات، ومن المتوقع أن تتحول هذه القاعدة إلى نقطة مركزية لوجستية للعمليات الروسية في إفريقيا، مما يساهم في تسهيل تدفق الإمدادات إلى مناطق مختلفة في الساحل.
ولفت إلى أن روسيا تقوم بزيادة وجودها العسكري بشكل ملحوظ منذ نهاية العام الماضي، حيث عززت نفوذها في أربع قواعد جوية رئيسية: الخادم في شرق البلاد، والجفرة في المنطقة الوسطى، وبراك الشاطئ قرب سبها في الجنوب الغربي، والقرضابية في سرت بوسط البلاد.
كما لفت إلى استلام روسيا لقاعدة عسكرية جوية بليبيا أصبح أمرًا لا مفر منه، وذلك مع تزايد تدفق المعدات والأسلحة الروسية إلى البلاد، حيث تأتي هذه الخطوة لتسهيل توزيع هذه الموارد العسكرية القيمة، والتي يمكن أن تلعب دورًا رئيسيًا في تأمين الحدود ومحاربة الإرهاب.
كما أشار إلى أن تعزيز النفوذ العسكري الروسي في إفريقيا من خلال ليبيا قد يسهم في تقديم دعم عسكري وتقني أكبر للدول مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو، في سياق جهود مكافحة الإرهاب والتصدي للجماعات المتمردة والانفصالية، مثل الجماعات الأزوادية وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين التي تُعتبر إرهابية، مما يساعد على تقليل التهديدات التي تواجه أمن واستقرار دول الجوار.
ومن المثير للاهتمام أنه منذ الثامن من ديسمبر الماضي، وخصوصًا بعد انهيار نظام بشار الأسد في سوريا، شهدت الرحلات الروسية إلى ليبيا نشاطًا ملحوظًا. حيث رصدت شركة “ماكسار” عبر الأقمار الصناعية صورًا لقاعدة الجفرة الجوية، والتي أظهرت طائرة من طراز IL-76، يُعتقد أنها تنقل عسكريين ومعدات من سوريا إلى ليبيا.
وأشارت الصحيفة أيضًا إلى أن روسيا تهدف إلى تعزيز وجودها في ليبيا، وقد درست إمكانية تطوير منشآتها في مدينة طبرق لاستيعاب السفن الروسية، حتى مع وصول عدد من السفن والفرقاطات العسكرية إلى الميناء المذكور، حسبما أكدت مصادر موثوقة. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت البيانات الملاحية من منظومة “فلايت رادار” أن طائرات شحن عسكرية روسية من طراز “إليوشن 76 تي دي” قامت بالعديد من الرحلات إلى قاعدة الخادم الجوية شرق بنغازي، وذلك بعد فترة قصيرة من انهيار نظام الأسد