الغويل: ما حدث في 2011 كان حربًا أهلية وليس ثورة والمخابرات الفرنسية دعمت فبراير
أوضح الباحث السياسي حافظ الغويل، أن الأحداث التي وقعت في ليبيا عام 2011 لم تكن ثورة، بل حربًا أهلية. وأشار إلى أن العنف بدأ من اليوم الأول في بنغازي، حيث نفذ المتمردون عمليات انتحارية واقتحموا معسكرات السلاح، مما أدى إلى تدخل خارجي لاحقًا.
وأكد الغويل، خلال مشاركته في “بودكاست الأحرار”، أن الرئيس الفرنسي الأسبق ساركوزي كان المحرك الأساسي للتدخل الغربي في ليبيا، حيث دفع مخابرات بلاده للتدخل ودعم الأحداث الداخلية. وأضاف أن موقف ساركوزي كان متشنجًا وشخصيًا تجاه القائد معمر القذافي، إذ تبين لاحقًا أن المخابرات الفرنسية دعمت الحراك منذ ما قبل 17 فبراير.
وكشف الغويل، أن القذافي عرض مغادرة المشهد وترك الأمر لسيف الإسلام مع إجراء انتخابات لاحقة، إلا أن وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك هيلاري كلينتون رفضت العرض. وأرجع ذلك إلى تشدد ساركوزي وإصراره على استمرار العمليات العسكرية، دون قبول أي تهدئة.
وشدد الغويل، أن الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما اعترف فيما بعد بأن ساركوزي كان المحرك الأساسي لما جرى في ليبيا، ولأسباب خاصة.
وبخصوص فبراير وقياداته، انتقد الغويل قيادات فبراير لعدم امتلاكهم رؤية سياسية واضحة، مشيرًا إلى أن معظمهم كانوا من المتطرفين الذين أغرتهم السيطرة على السلاح. وذكر أنه تحدث مع قيادات فبراير عن ضرورة وقف القتال ونزع السلاح، إلا أنهم رفضوا بدعوى أن الشباب سيسلمون أسلحتهم خلال شهر، وهو ما لم يحدث.
وتابع الغويل، إنه نصح محمود جبريل بأن ما حدث في ليبيا يشبه قطارًا انطلق بسرعة نحو الاصطدام بالحائط، وشدد على ضرورة بناء مسار جديد لتجنب دخول البلاد في نفق مظلم. مضيفا: قيادات فبراير وصفته بالتشاؤم، إلا أن كل توقعاته تحققت، بما في ذلك تلاشي الدولة الليبية وتحولها إلى دولة فساد.
واختتم الغويل أن المجتمع الليبي تحول إلى مجموعات من الفاسدين، حيث أصبح الفساد واستغلال المناصب والواسطة ظواهر منتشرة. مضيفا: الغرب لن يُخرج ليبيا من الأوضاع التي تعانيها، والتغيير يتطلب مبادرة داخلية من الشعب الليبي.