تقرير// تصاعد التوترات في صحراء الحمادة يهدد الاستقرار النفطي ويكشف أهميتها الاستراتيجية
يشهد قطاع النفط في ليبيا توتراً جديداً مع تصاعد الصراعات بين المجموعات المسلحة المتناحرة في صحراء الحمادة.
وهذا التصعيد، وفق تقرير غربي طالعته “الجماهيرية” يُلقي الضوء على الانقسامات السياسية في البلاد والمخاوف بشأن السيطرة على المناطق الاستراتيجية، خاصة بعد الأنباء عن صفقة تطوير حقل الغاز NC-7 المثير للجدل.
وكانت قد اندلعت اشتباكات بين قوات اللواء 444″ المتحالف مع حكومة التطبيع بقيادة الدبيبة، و”حرس المنشآت النفطية” الموالي لبنغازي، حيث يتهم الطرفان بعضهما البعض بمحاولات توسيع النفوذ في المنطقة. وتقع هذه الاشتباكات قرب حقول هيدروكربونية رئيسية، بما في ذلك NC-7، وهو محور صفقة تطوير بمشاركة شركات مثل إيني الإيطالية وتوتال إنرجيز وأدنوك الإماراتية.
ووفق التقرير، وكما لفت جليل حرشاوي، زميل مشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، فإن قوات حرس المنشآت النفطية، تشرف رسمياً على حماية المنشآت النفطية ولكنها تعمل في الواقع كأداة في الصراعات السياسية. فرعها الجنوبي الغربي، المكون بشكل رئيسي من قوات الزنتان، تربطه علاقة وثيقة بقوات حفتر.
ومن جهة أخرى، يرتبط اللواء 444 برئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة ويعمل على توسيع نطاق نفوذه في منطقة الحمادة.
وفي 9 نوفمبر، اتهمت قوات حرس المنشآت النفطية اللواء 444 بمحاولة “الهجوم على المنشآت النفطية”، وهو ما أثار اشتباكات جنوب بلوك NC-8. وردت قوات الحرس باتهام اللواء بالسعي للسيطرة على الحقول ضمن “مؤامرة مدعومة من أطراف أجنبية”، متعهدة بالتصدي بقوة لهذه المحاولات.
وتبرز الأزمة الحالية، وفق التقرير مدى هشاشة القطاع النفطي الليبي، حيث يعيق عدم الاستقرار خطط ليبيا لرفع إنتاج النفط إلى مليوني برميل يومياً بحلول 2025. كما تهدد هذه التوترات بتكرار سيناريوهات الإغلاق السابقة، التي خفضت إنتاج البلاد بشكل كبير.
ومن ناحية ثانية، كانت قد أثارت التقارير عن صفقة تطوير حقل NC-7 معارضة قوية من مجلس النواب، الذي دعا إلى وقف المفاوضات واعتبرها “إهداراً” للموارد الوطنية. الصفقة التي أضافت شريكاً تركياً بحصة 10% رفعت إجمالي المخصصات الأجنبية إلى 40%، وهو ما وصفه وزير النفط السابق محمد عون بأنه “انتهاك للقوانين الليبية“.
لكن ورغم التركيز على حقل NC-7، تُعد منطقة الحمادة نقطة استراتيجية تربط بين طرابلس وفزان والحدود الجزائرية. كما تحتوي المنطقة على العديد من الحقول الهيدروكربونية، مما يجعلها هدفاً رئيسياً للفصائل المتصارعة.
وحذر التقرير، أن التوترات في الحمادة تُشير إلى استمرار تعقيدات الصراع في ليبيا، حيث تستخدم الموارد النفطية كأداة ضغط بين الأطراف المتناحرة، ما يُبقي مستقبل الإنتاج النفطي الليبي رهيناً للاستقرار السياسي.