تليجراف تحذر: روسيا تعزز نفوذها في ليبيا والسودان لدعم أجندتها بشمال إفريقيا
حذر مقال نشرته صحيفة تليجراف، أن روسيا تعزز موقعها في شمال إفريقيا من خلال دعم حفتر، الذي يسيطر على أجزاء من ليبيا، وحصل على دعم اقتصادي وعسكري من الكرملين، يسعى لترسيخ سلطته في شرق وجنوب ليبيا.
ولفت المقال الذي طالعته الجماهيرية”، أنه بفضل هذا الدعم، تمكن حفتر من الاستحواذ على بعض حقول النفط الحيوية في البلاد، ما يضعف حكومة طرابلس المدعومة من الأمم المتحدة.
وأشار المقال الذي كتبته، هارييت بالدوين، عضو مجلس العموم البريطاني ووزيرة الخزانة في حكومة المعارضة، أن روسيا، عبر شركات مثل مجموعة فاغنر العسكرية، تُستخدم ليبيا كنقطة انطلاق لتوسيع نفوذها في المنطقة. ومن خلال التنسيق الوثيق مع حفتر، سمحت هذه الشركات لروسيا بتحقيق تقدم استراتيجي يمكن أن يهدد استقرار شمال إفريقيا وجنوب أوروبا على المدى الطويل.
وحذرت بالدوين، من خطورة تزايد النفوذ الروسي في ليبيا وتأثيراته الخطيرة على أوروبا، معتبرة أن هذا الموضوع يشكل أحد أهم القضايا بالنسبة للغرب حاليًا.
وتطرقت بالدوين، إلى أزمة إغلاق الحقول والموانئ النفطية، مشيرة إلى عجز المؤسسة الوطنية للنفط وضعف حكومة الوحدة “التطبيع”، كما اعتبرت أن تعيين بن قدارة رئيسًا لمجلس إدارة المؤسسة، ضمن إطار المحاصصة القبلية وتبادل المنافع بين الأطراف المتحكمة في الشرق والغرب، هو من الأسباب الرئيسية لتفشي الفساد وسوء إدارة القطاع الذي يشكل 95% من إجمالي الواردات.
وأضافت أن، روسيا تلعب دوراً حيوياً في دعم قوات الدعم السريع شبه العسكرية، التي تسببت في زعزعة استقرار البلاد. وقد تم نقل أسلحة وذخائر ووقود إلى قوات الدعم السريع عبر الحدود السودانية التي يسهل اختراقها، ما يساهم في استمرار الحرب الأهلية هناك. مؤكدا: أن تحركات روسيا هذه تأتي في إطار استراتيجيتها الأوسع لتعزيز نفوذها في إفريقيا.
وتابعت في أبريل الماضي، تم الكشف عن نقل مقاتلين من ليبيا إلى النيجر، وذلك في إطار مساعي روسيا لتوسيع نفوذها في القارة. مثل هذه التحركات تهدف إلى خلق تحالفات جديدة مع الحكومات العسكرية في إفريقيا، ما يهدد بعزل الغرب من المنطقة وتعزيز علاقات الدول الإفريقية مع روسيا.
وشدد المقال، أن تمدد روسيا في ليبيا والسودان يمثل تهديداً مباشراً لأمن واستقرار جنوب أوروبا.
وواصل إنه ومع استمرار الصراعات الداخلية وتزايد النفوذ الروسي، يجب على الدول الغربية التحرك سريعاً لاحتواء هذه الأزمة. واتخاذ خطوات حاسمة لوقف تمدد حفتر ودعم السلام في السودان. مضيفا: الفشل في القيام بذلك قد يؤدي إلى هيمنة روسية على مناطق استراتيجية حيوية مثل البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، ما يهدد بتغيير ميزان القوى في المنطقة.