في مثل هذا اليوم عام 86 أستيقظ الليبيون على مشاهد الدمار في مدينتي طرابلس وبنغازي أثر الغارات الأمريكيةفي الليلة السابقة وادت الغارات الي مقتل وجرح قرابة 100 من المدنيين ومن أشهرهم يومها بوزيد دورده وكان وزيرا حينها ومن أشهر المباني المدنية المدمرة بيت معمر القذافي شخصيا في محاولة لإغتياله وهو رئيس دولة في سابقة في تاريخ العالم المعاصر أن تقوم دولة عظمى بمحاولة أغتيال رئيس دوله وأسرته في بيته بناءا على تهم ملفقة لم يتبث صدقها حتى يومنا هذا. نجا معمر القذافي ليلتها وأُصيب بوزيد ودخل المستشفى وزاره القذافي في المستشفى لاحقا.وحرصت ليبيا حتى عام 2011 على أحياء ذكرى العدوان كل سنة في احتفال أمام بيت القذافي الذي سُمي “البيت الصامد”وفي الذكرى الـ20 عام 2006 شارك كل من النجم الأمريكي ليونيل ريتشي (Lionel Ritchie)…والأسباني خوسيه كارريرس(Jose Carreras) في أحياء المناسبة حيث غنوا للسلام من طرابلس.في سنوات لاحقة (أظن عام 1988) تم نصب تمثال امام بقايا بيت القذافي المدمر في باب العزيزة تخليدا لذكرى الغارة كما درج الليبيين على تسميتها (وصورته مرفقة) ولكن بعد وصول همج المرتزقة الي باب العزيزية في أغسطس عام 2011 تمت ازالة التمثال بمساعدة قوات قطرية وأختفى ليظهر في مصراتة وفي الصورة المرفقة يقف بقربه في شماتة ظاهرة السفير الأمريكي (2011) لدى ليبيا جين كرتز. الجملة التي أوردتها في البداية التي تقول “العدوان الأمريكي الأطلسي البربري الفاشل” كانت منقوشة على رخامة ومعلقة على الواجهة الغربية من النصب التذكاري لشهداء الهاني وكان الموقع أول مكان يزوره كبار زوار الدولة منذ عام 86 بمن فيهم الرؤساء قبل ان يتحولوا الي بقايا بيت معمر القذافي في باب العزيزية.بعد عام 2011 وأغتيال القذافي ووفاة بوزيد رحمهما الله وبعد أن تحول النصب الي مكب للقمامة ومقيل للكلاب (2011ــ 2023) قرر الدبيبة صيانته وتم ذلك ولكن تم حذف تلك اللوحة الرخامية وبقيت فقط الأخرى التي تخلّد معركة الهاني الشهيرة ضد غزاة اخرين وهم الطليان الذين داقوا مرارة الهزيمة في الهاني في أكتوبر عام 1911 8/9 غني عن القول لماذا تم حذف اللوحة الخاصة بالغارة الأمريكية ذلك أن ليبيا وبعد أن عاد اليها الإستعمار الغربي بأشكال وصور مختلفة صارت بالكامل تقريبا تابع للغرب وخاصة أمريكا ولا يجب أن يكون هناك اي أثر يشير الي الإحتلال والإجرام الأمريكي قبل عام 1969 او بعده بما فيها غارات عام 1986 التي نحيي ذكراها اليوم. طبعا الهدف هو محو التاريخ بما فيه من أحداث خاصة المهمة منها. وليبيا منذ عام 2011 تخلت عن أحياء كل الأحداث المهمة التي مرت بها من 1969 الي2011 وكأنها لم تحصل.فتم مثلا أعادة تسمية ملعب 11 يونيو بأسم ملعب طربلس وكذلك ملعب 28 مارس في بنغازي.
الهدف طمس التاريخ كوقائع تمهيدا لتتفيهها كقيم وطنية. واليوم لا يعرف الجيل الجديد اي شئ عن الغارة ولا عن الحصار فكل هذة وغيرها الكثير غير موجودة في مناهج المدارس وان وجدت فغالبا ما تكون محرفة.
