الدكتور عبد الله عثمان يكتب: ليبيون ..خطرها على حروب “المهندسين” والإعلام
على الموافقة على ما أدرجه د وليد عبدالحي كمحاولة لتقييم الهجوم الإيراني على إسرائيل مع ابداء بعض الملاحظات عليه ..
أولا /
انعدام المفاجأة :
– وجود مبرر منطقي ومقبول لايران للقيام برد فعل بعد الاعتداء المخالف للأعراف الدولية على بعثتها الدبلوماسية في سوريا ..
– افقد الاعلان بحتمية الرد والهجوم ووقته القريب القدرة على إلحاق الخسائر .. واعطى إسرائيل وحلفائها الوقت والفرصة للاستعداد لصده ..
– بعد المسافة بين ايران واسرائيل ( 1728 كم ) وعبور بعض الدول التى لاتوافق عليه جعل من الهجوم يمكن ان يتم رصده وضئيل التأثير ..
ثانيا /
القوة المستخدمة في الهجوم :
– تضارب المعلومات حول اعداد القوة المهاجمة وعدد الاهداف التي تعرضت للضرب وحجم أضرارها والتحفظ في نشر صور حول أضرارها ونتائجها ..
– إعلان إسرائيل انها صدت 99% من القدرة الهجومية عليها ( داخل إسرائيل وخارجها ) .. وإعلانها وصول 7 صواريخ بالستية من 120 صاروخ باليستي أطلق عليها ..
– إعلان ايران بتضرر اهداف عسكرية حددتها لهجومها وقاعدة عسكرية ( ربطتها بحادثة دمشق ) .. وتدمير موقعين عسكريين مهمين ..
ثالثا /
الآثار المادية والمعنوية :
– مساهمتها في وضع قواعد جديدة للاشتباك ..
– تحذير لاسرائيل بأن التهديد يمكن ان يتحول لتنفيذ فعلي وليس كما كان الامر سابقا ( القول باننا نرد ولدينا القدرة على الرد بغض النظر عن النتائج ) ..
– سقوط نظرية التفوق العسكري الاسرائيلي في المنطقة .. وان إسرائيل لم تعد هي من يهاجم فقط .. وانها “انكشفت ” ومازالت تحتاج إلى غطاء دولي واقليمي ( المشاركة الأمريكية والإنجليزية والفرنسية المعلنة وبعض الدول العربية في صد الهجوم ) حتى تستطيع العيش بسلام في منطقة تعاديها ..
– جدة مقولة الصراع “المباشر” بين ايران واسرائيل .. وليس عبر وكلاء او حلفاء بالانتقال من حروب “الظل ” إلى الحروب المباشرة .. وان الأراضي المحتلة من اسرائيل يمكن ان تكون ساحة معركة مباشرة وليس شن حروبها في أراضي دول اخرى كما تفعل منذ اكثر من نصف قرن ..
– المضاعفات الجانبية المحلية : الخسائر المادية لاسرائيل ( تكلفة التصدي للصواريخ تتجاوز مليار دولار في ليلة واحدة ) والحالة النفسية والهلع والاضطراب في المجتمع الاسرائيلي .. ووقف حركة الطيران المدني والشلل في بعض القطاعات ..
– المضاعفات الجانبية الدولية : ارتفاع اسعار النفط، واضطراب حركة التجارة الدولية وارتفاع تكاليف الشحن البحري وتكلفة التامين عليه .. والتوترات في الشارع السياسي عالميا والخوف من اقحام كثير من دول العالم في مشاكل جديدة ..
– امكانية تأثير هذا الهجوم على الانتخابات القادمة في عدد من الدول وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل ..
رابعا /
التوظيف السياسي للحدث :
– هناك تفهم “وليس قبول” لرد الفعل الإيراني لدى الدوائر الدبلوماسية الغربية على اقل تقدير .. لان الفعل الاسرائيلي – قصف بعثة دبلوماسية – فيه قدر من الشذوذ عن النمط السائد في المواجهة والحروب بين الدول ..
– الفعل الايراني تحاشى تماما الاهداف المدنية خلافا لطريقة اسرائيل التي تجعل من الأهداف المدنية هي المفضلة لها في حروبها المتعددة ..
– سيكون من نتائج هذا العمل المزيد من الضغط على اسرائيل للعمل على اعادة الهدوء الى قطاع غزة، البديل الاقل ثمنا للجميع من الانجرار خلف “اوهام نيتنياهو“..
– هناك رغبة في التوقف عند هذا الحد من منظور غربي وصيني وروسي وبعض العربي ( لأن بعض الدول العربية تريد ان يتم توريط الولايات المتحدة في مواجهة مباشرة مع ايران )، وهو مايعني مزيد من دعم جهود وقف اطلاق النار في غزة،وهو هدف يعزز من قيمة الفعل الايراني.
خامسا /
المعالجة الاعلامية العربية للمواجهة ..
– الإعلام الرسمي : يعكس المواقف السياسية للدول من حرب غزة ومن ايران ..
– الاعلام الوكيل : يتدرج بين تضخيم مباشر لنتائج الحدث وآثاره من قبل الإعلام الموالي لموقف ايران ( الميادين مثالا ) .. او .. التقليل من اهميته وتأثيره باثبات ان نتائج الهجوم الايراني هي لصالح اسرائيل من قبل الاعلام المعادي لايران ( قناة العربية مثالا ) .. او تحجيم الاداء الايراني او محور المقاومة من قبل الإعلام المكلف بمهام متفق عليها استراتيجيا “وبذكاء ومهنية ” مع امريكا واسرائيل ( الجزيرة مثالا ) ..