أسامة الشحومي يكتب// الغموض الذي يحيط بشركة الكهرباء وحقيقة النمو
في ظل الغموض الذي يحيط بأداء الشركة العامة للكهرباء منذ العام 2010، يزداد الفضول والقلق حول واقع الطاقة الكهربائية في ليبيا. الشركة، التي لم تقدم تقارير شفافة عن أدائها منذ أكثر من عقد، كان آخر ما عُرف منها هو تقدير نمو الطاقة الكهربائية المنتجة بنسبة 9% سنويًا.
بالرغم من النزاعات وعدم الاستقرار السياسي الذي خيم على ليبيا، والذي يجعل الافتراض بنمو سنوي قدره 9% لإنتاج الطاقة الكهربائية متفائلًا بشكل كبير، قررت تجاوز هذه العوامل مؤقتًا للتحقيق في الزيادة الضخمة في تكاليف وقود محطات إنتاج الكهرباء، التي ارتفعت من 600 مليون دولار في عام 2010 إلى حوالي 7 مليار دولار في عام 2023.
باستخدام صيغة الفائدة المركبة لحساب الطاقة الكهربائية المنتجة على أساس نمو سنوي متوقع بنسبة 9% منذ عام 2010، توقعت أن تكون الطاقة المنتجة في عام 2023 حوالي 99,816 جيجاوات.ساعة. (الطريقة الحسابية التي اتّبعتها مرفقة بالصور)
بعد تقدير زيادة في أسعار الوقود، وجدت أن التكلفة الإجمالية لإنتاج هذه الطاقة يجب أن لا تتجاوز 3 مليار و 679 مليون دولار، وهو ما يقل بكثير عن المبلغ المعلن البالغ 7 مليار دولار.
هذا الفارق الكبير يلقي بظلال من الشك حول الشفافية والكفاءة في إدارة موارد الشركة، ويشير بما لا يدع مجالًا للشك إلى احتمالية وجود شبهات فساد وتهريب للوقود يتم عبر الشركة العامة للكهرباء بمساعدة أشخاص بارزين في الحكومة. هذه النتائج تؤكد بشدة على ضرورة إجراء تحقيقات شاملة وعميقة للكشف عن أي أنشطة غير قانونية، وتعزيز الرقابة والشفافية في القطاع.
