علي الهلالي يكتب: في (اوستيكا) كل الحكاية
كان اليوم الذي حمل الترتيب السادس والعشرين من الشهر العاشر ذات زمن يوم (الله لاتعوده) .. كان يوما اسود من كل سواد .. كان الحزن فيه هو الحاضر الاوحد بعد ان طرد من البلاد ونفوس العباد كل بارقة امل ..
اسبغنا عليه ذات زمن كنا فيه سادة (الحداد) .. فحري بتلك الذكرى ان نعيش حزنها ونستذكر فيها ابائنا واجدادنا الذين حملوا (الموزر) و(البوصوانة) ليواجهوا بها آلة الحرب التي دفع بها جراتسياني لتمكنه من وضع قدمه النجسة على هذه الارض الطاهرة .. لكن المعادلة لم تكن متكافئة فالجنرالات الايطاليين الذين كانت نياشينهم تزين صدورهم لم يتصوروا ان الليبي (الجعان العطشان) كان يفضل الموت الف مرة على ان يدوس تراب بلاده (اجنبي معفن) ..
خرج الليبيون للدفاع عن الارض والعرض لانها مقدسات لايمكن التنازل عنها او التراخي في حمايتها او المساومة عليها .. قاتلوا حتى اخر رمق واستشهد من اختاره الله الى جواره وبقى من كتب الله له الحياة منهم بعد معارك كان من المستحيل ان يتوقع ليبي فيها ان ينجو من آلة الموت التي جلبها الفاشيست ليستعبدوا بها هذا الشعب ويضعوا ايديهم على بلد توهموا انه سيكون لهم الشاطىء الرابع .
كانت العقيلة احدى محاولات الطليان للقضاء على المقاومة وحين لم تجدِ بدأوا في محاولة افراغ البلاد من اهلها واسروا كل من استطاعوا اسره من المجاهدين بعد ان نفذ باروده القليل وكانت اوستيكا هي المنفى الذي ساقوا اليه من تمكنوا من النيل منه بعد قتال عنيف .. وحملت سفنهم ابائنا واجدادنا ليموتوا حزنا والما وحسرة على وطن واهل غادروهم مكرهين بقوة الحديد والنار ..
السادس والعشرون من اكتوبر هو يوم لابد ان نستذكر فيه هذه الجريمة التي ارتكبتها ايطاليا الفاشية في حقنا وحرمتنا من اهلنا ..
وعندما كان زمن الرجال كنا نحي هذا اليوم ونستذكر فيه اهلنا وجريمة الاستعمار .. وكانت هناك زيارات حتى لتلك المقابر التي ضمت اجداثهم .. واجبرنا ايطاليا ذات زمن كنا فيه سادة على ان تعتذر عن كل ما ارتكبته من موبقات في حق ابائنا واجدادنا .. لكن مالذي حصل في الامر ؟
هل انتفت الجريمة حتى انه ماعاد لها من ذكر ؟ ام ان ابائنا واجدادنا ماعادوا يعنون لنا شيئا ؟
