ليبيون .. خطرها على متلازمة ” دانيال درنه ” ..

بقلم// عبد الله عثمان

ليبيون .. خطرها على متلازمة ” دانيال درنه ” ..

(1)

– على “الآثار النفسية” المتوقعة على “الناجين ” من “صدمة” إعصار درنه ..

– على حالة “الإنكار النفسي ” في علم النفس المسماة  “Denial” التى تتشابه حروفها مع حروف اعصار “Daniel “ ..

– على حالة “الإنكار النفسي ” التى تعتبر وسيلة من أكثر وسائل الدفاع النفسية شيوعا .. وتستخدم كآلية دفاعية نفسية افترضها المحلل النفسي سيغموند فرويد ، ووصفها كحالة يواجه فيها الشخص حقيقة غير مريحة مطلقا ، فلا يستطيع تقبل الواقع ويرفضه بدلا من ذلك ، ويصر على أنها ليست حقيقة رغم وجود الأدلة الدامغة علي صحتها .. كما يتضمن الإنكار أيضا رفض تصديق أحداث أو وقائع ثبتت صحتها .. أو رفض معلومات مؤكدة .. وهذا بدوره يخلق حالة من تجاهل بعض المعلومات التي قد تكون مفيدة ضمن جملة المعلومات المرفوضة ..

– على حالة “الإنكار النفسي” باعتبارها آلية دفاعية للعقل غير الناضج .. لأن الإنكار يتعارض مع القدرة على التعلم من الواقع والتعامل معه .. ولأنه يمكن استخدامه بسهولة لخلق نظريات غير قابلة للدخض .. حيث أن أي شيء يقوله أو يفعله الناقد لدحض نظرية ما يمكن تأويله ليس علي أنه دليل على أن النظرية خاطئة .. ولكن باعتبار هذا الناقد “في حالة إنكار” ..

(2)

– على “الآثار النفسية” المتوقعة على “المسؤولين الليبيين” على اسباب وآثار  “صدمة” إعصار درنه عليهم  ..

-على ملاحظة اصابتهم بالانواع “الكمية ” لحالة الإنكار النفسي الثلاثة التى تتدرج من :

الإنكار البسيط : بانكار حقيقة واقعية  وعدم تصديق حدوثها ..

الى إنكار التقليل : بالاعتراف بالحقيقة ، ولكن يقلل من شأنها ، فينكر جديتها أو خطورتها بمزيج من الإنكار والتبرير  ..

الى إنكار الإسقاط : بالاعتراف بالحقيقة وجديتها أو خطورتها، انكار المسؤولية عنها بالقاء اللوم على شخص ما أو أي شيء آخر ..

– على ملاحظة اصابتهم بالانواع “الكيفية ” لحالات الإنكار التى تتدرج بين :

إنكار “الحقيقة ” : بتجنب الافصاح عن الحقيقة أو الواقع  .. واستخدم الأكاذيب لتجنب الحقائق الذي يعتقد أنها قد تكون مؤلمة له أو لغيره ..

الى إنكار “المسؤلية” : التى تكون من خلال “اللوم ” بتحويل الذنب إلي شيء آخر أو شخص آخر .. او  .. “التقليل” بمحاولة لجعل آثار أو نتائج عمل معين تبدو وكأنها أقل ضررا مما هي عليه في الواقع .. او .. “التبرير” بجعل قرارتهم تبدو جيدة بسبب تصورهم لما هو “الحق” في هذه الحالة  ..

الى “إنكار التأثير” : بتجنب التفكير في الأذي أو الضرر الناتج عن قراراتهم وسلوكياتهم تجاه الآخرين، بمعني إنكار العواقب، وهو الإنكار الذي يجنبهم الشعور بالذنب، وقد يمنعهم من تكوين الإحساس بالندم أو التعاطف مع الآخرين، ولذا فإن إنكار التأثير يقلل أو يزيل الإحساس بالألم أو الضرر من القرارات السيئة ..

الى “إنكار الدورة” : باستخدام عبارات مثل “لقد حدث ما حدث”.. وتجنب النظر في ما ترتب علي القرارات السابقة .. واهمال النظر في طريقة ونمط صنع القرار لديهم الذي يكرر سلوكياتهم الضارة ..

(3)

– على “الآثار النفسية” المتحققة على “عينة من الناجين من سكان درنه ” من الذين عانوا  “صدمة” إعصارها .. في ما كتبه :

أ. عادل الطلحي

طالب دكتوراه الخدمة الاجتماعية الاجتماعي بعنوان :

تجربتي كاخصائي إجتماعي في درنة  ..

خلال قيامنا بتوزيع الاغاثة على بعض الأسر داخل مدينة درنة  في اليوم السادس من حادثة الفيضان كنت ضمن فريق من  مؤسسات المجتمع المدني .. وبحكم كوني وتكويني كشخص مهني يتعامل مع الحدث بعيدا عن توفير الاحتياجات الاساسية كماء والغذاء والسكن وهذه الاحتياجات الاولية التي يحتاجها الانسان كما هو معروف لدى السلم الهرمي لنظرية ماسلو للاحتياجات .. كان تعاملي ياخذ الطابع المهني باعتباري متخصص في مجال الخدمة الاجتماعية والتي من طبيعة عملها تركز على اعادة بناء وترميم الانسان نفسيا واجتماعيا . لقد وقعت أمامي ثلاثة مواقف سوف اسردها عليكم :

1 . الموقف الاول :

عندما ذهبنا الي بيت أحد الناجين لتقديم بعض الاحتياجات الضرورية خرج علينا رب الاسرة طلب منا ان نعطه ثلاث اكياس قطن اطفال و علب حليب .. وعندما طلبنا دخول لكي نري الاطفال تفاجئنا بان زوجته تقول لنا بان اطفالها قد ماتوا هم ثلاثة وان زوجها مازال يعتقد بان اطفاله موجودين معه في البيت حتي انهم اثناء تناول وجبة الغداء كان يقول لزوجته نادي علي الاطفال حتي ياكلوا معنا .. وعن سبب صبرها و قوة صلابتها النفسية تقول بسبب كنت احفظ القرآن قبل الحادثة وهذا ما جعلني اؤمن بأن كل شيء قضاء وقدر من الله تعالي واختبار وابتلاء ..

2 . الموقف الثاني :

عند وجودنا بالقرب من المستشفي شاب يبدو عليه التعب و الحزن و اثناء سؤالي رويء لنا قصته بأنه عندما بدأ السيل يرتفع ومحاولة أمه واخواته الخروج قال لهن لا تخرجن واقفل عليهن الباب بالمفتوح وهو كان يعتقد بانهن في امان وسلام ..ولكن للاسف اخذ السيل البيت كله .. وهو يقول ويردد علينا هل عندكم مفتاح نبي نفتح على أمي واخواتي هو يعاني من صدمة حادة.  

3 . الموقف الثالث :

رجل في الخمسينات من عمره يجلس امام البحر منذ اول يوم من الحادثة بعد جرف السيل زوجته وابناءه و كان وقت حادثة مسافر خارج درنة وقد جلب لابناءه الحقائب المدرسية و ملابس .. عندما اقتربنا منه كان يقول لنا انتظر في اولادي حتي اذهب بهم الي المدرسة ..

امام هذه الوقائع الثلاثة التي ذكرتها للاسف نحن لم نصل الي المعني الحقيقي للفاجعة و ما تركته في نفوس الناجين من صدمات و اثار نفسية حادثة واعتقد ان مهمتنا كمختصين  في مجال التدخل النفسي والاجتماعي يتجاوز مهمتنا جمع البيانات فقط رغم انها مهمة ولكن نحتاج الي تنفيذ برامج تدخل مهني و جلسات نفسية علاجية .. واعتقد اننا لابد ان نركز تركيزا مهما حول اعادة ترميم البشر قبل  الحجر  والمواقف التي ذكرتها هي خير دليل على هول الفاجعة و ما تركته من صدمة حادة في نفوس ذوي الضحايا ..

انتهى الادراج ..

ولم تنته حكاية الفاجعة ومضاعفاتها ..

والله المستعان ..

Exit mobile version