عمرو فتح الله يكتب// لماذا انهارا سد درنة؟
–يحمي مدينة درنة إثنان من السدود الركامية، الأول يقع على بعد 13 كم واسمه “سد بومنصور” وسعته التخزينية 22.5 مليون متر مكعب، والثاني يقع على بعد 1 كم من المدينة واسمه “سد البلاد” وسعته التخزينية 1.5 مليون متر مكعب.
–شيّدت هذه السدود في أعوام (1970-1972) لحماية المدينة من جريان وادي درنة، بعد فيضان سنة 1956 وفيضان 1959 الذي كان كارثيا، ولعب السدان دورا مهما في حماية المدينة من فيضان سنة 1986.
–بلغت كمية الأمطار الساقطة على درنة يوم الأحد فقط أكثر من 200 ملم.. ما يعني هطول 200 لتر من الأمطار لكل متر مربع (تخيلوا الكمية المهولة!!!).
–في فيضان سنة 1986 كانت كمية الأمطار المسجلة 50 ملم، ما يعني أن عاصفة سبتمبر 2023 قد تكون الأقوى في تاريخ المدينة الحديث.
–متوسط ما تستقبله مدينة درنة من الأمطار طيلة عام كامل = 260 ملم، ولكنها استقبلت يوم الأحد كمية مشابهة في 24 ساعة فقط.
–استقبل حوض وادي درنة 115 مليون متر مكعب من المياه، ولتقريب المفهوم فإن خزان المياه 1000 لتر الموجود فوق سطح منزلك = 1 متر مكعب. أي أن المياه التي كانت في الوادي تعادل 115 مليون خزان مياه منزلي
–هذه الكميات الضخمة ليس بمقدور “سد بومنصور” تحملها لأنها تفوق سعته التخزينية بـ5 أضعاف فانفجر، وبالتالي فإن “سد البلاد” الأصغر منه سينفجر تباعا.
–حذرت دراسة نشرت عام 2002 في دورية المنصورة الهندسية استعمل فيها نموذج رياضي للتنبؤ والمحاكاة، من أن انهيار السد يشكل خطر محتملا على مدينة درنة.
–قامت شركة STOCKY السويسرية سنة 2003 بإجراء دراسة لسدود درنة لصالح وزارة الزراعة الليبية آنذاك، وقدمت في الدراسة مقترحات لإجراء تعديلات تصميمية لحماية السدين من الانهيار.
–ينتقد بعض المهندسين الجيولوجيين مكان إنشاء سد درنة، لأنه يقع على أرض باطنها كهوف وفجوات ويعتبرون أن الأرض غير مؤهلة لإقامة سد مائي نظرا لانجرافات التربة.
–ينتقد آخرون الدراسة التي قامت بها شركة HIDROPROJECT اليوغوسلافية سنة 1972 قبل بنائها السد، بسبب اعتمادها على بيانات جيولوجية وهيدرولوجية ومناخية لسلسلة زمنية قصيرة في ذلك الوقت ما أدى إلى وضع تقديرات غير دقيقة.
–تشكوا إدارة السدود بالهيئة العامة للمياه وطوال سنوات من غياب الصيانة والاهتمام بالسدود في كل ليبيا، لكن الحكومات المتعاقبة خاصة بعد عام 2011 لم تخصص لها أي ميزانيات للصيانة.
-الجفاف الذي مرت به البلاد خلال السنوات الماضية بسبب التغير المناخي أعطى أمانا زائفا بأن زمن الفيضانات قد ولى، ولكن العواصف والأعاصير وحوادث التطرف المناخي هي التأثير الحقيقي لهذه الأزمة التي يغفل عنها الجميع.