ليبيون .. خطرها على درنه ..

ليبيون .. خطرها على درنه ..

بقلم/ عبد الله عثمان

– على درنة “المكلومة” :

التى هاجم عائلاتها وابنائها النيام “اعصار غادر ” في لحظة حلم وترقب ..

– على درنة “المؤمنة بالقضاء والقدر ” :

التى تترحم اليوم على ارواح كل من فقدوا في مأساة اعصار دانيال .. وتدعو لهم بالرحمة والمغفرة .. وتتمنى لجرحاه الشفاء العاجل ..

– على درنة “الثقافة والأدب ” ..

التى كانت تفتخر بحصول فرقها المسرحية الخمسة على التراتيب الاولى في المهرجانات الوطنية ..

– على درنه ” العلم والسياسة ” :

التى قدمت الى ليبيا صفوة من خيرة علمائها ومثقفيها وشعرائها وسفرائها ..

– على درنة “التحضر والاندماج ” :

التى نجحت في صياغة “هوية حضارية ” خاصة .. تجمع بين مكونات وقبائل جاءت اليها هاربة من مراع متناحرة .. غربا وشرقا ..

– على درنة “الهادئة الوادعة ” :

المستلقية بين : بحر لاقرار له .. دأبت على اتقان لعبة “تدجين” كل من جاء منه اليها غازيا .. وجبل أخضر مستقر .. قبلت “احتضان ” كل من جاء اليها منه مهاجرا او لاجئا …

– على درنة “الحيوية المتدفقة” ..

التى “تتناغم” حياة اهلها مع مناظر تدفق “شلالها” الذي يسر الناظرين .. ويعزف اصوات تساقط رذاذ مياهه معزوفات تطرب السامعين ..

– على درنة “التراثية الحالمة ” :

التى تحتفظ باستعادة “العبق ” الأندلسي .. وتفتخر بالانتماء اليه .. حين تصر اغلب عائلاتها على الاحتفاظ بمفاتيح “دورهم ” في الأندلس ..

– على درنة “المعطرة ” بالياسمين :

التى تفتخر بانتمائها الى “الياسمين” .. الذي تزرعه في كل شبر من مساحات فناءات بيوتها ..

– على درنة “اللينة البليغة ” :

التى تطوع اللغة لتكون “الأحن” على آذان السامعين ..

– على درنة “المضيافة الكريمة ” :

التى “تشرهب” بزوارها .. وتعبر لهم عن ذلك بإزالة كل حواجز اسوار بيوتها امامهم لتسهيل عبورهم اليها ..

– على درنة “المتأسلمة ” :

والتى تسلل – ذات تيه – الى براحات التسامح فيها صيغ التراث العنيفة المغلقة المتسلحة .. ولتتعايش- الى حين- مع اوهام الأممية الاسلامية ..

– على درنة “المتنورة ” :

التى لم تلبث الا أن استعادت رشدها .. ولفظت من لاينتمي الى طبيعتها المسالمة المتسامحة المتنوعة .. مع قبولها واستعدادها لدفع “الثمن الباهض ” من دماء “آل الحرير” من ابنائها ..

– على درنة “الخيرة” :

التى اتاحت أزماتها وكوارثها – اليوم – الفرصة للتعبير عن “عمق وأصالة ” الخير في النفوس الليبية .. وعرضية كل ماعداه .. حين هب كل شعب ليبيا لنجدتها في محنتها ومساعدتها لتجاوز ما ألم بها ..

– على درنة “العميقة” :

التى تشكر “اعصار ” دانيال اليوم .. فبالقدر الذي غمرتها سيوله “بألم الفجيعة والفقد ” .. فإنه كان مناسبة لإتاحة الفرصة المناسبة لإبراز وإيقاظ وتنبيه الليبيون الى أصالة معدنهم .. وتفاهة خلافاتهم .. وأهمية وضرورة تلاحمهم وتضامنهم .. في مواجهة التحديات التى تعترضهم جميعا .. ودون فرز او تصنيف حسب اصطفافاتهم أو ألوانهم السياسية ..

– على درنة “الوطن ” :

التى تصر أن تعطينا “اعظم درس ” في أزمتها ومحنتها وليس في ظروف استقرارها ودعتها .. والمتمثل في :أن ليبيا ستظل “اسطورة طائر الفينيق ” ..التي .. وكلما امعنوا في حرقها .. كلما عادت لتنهض من جديد ..

والله المستعان ..

Exit mobile version