“1”.. يعجبني هذا التاريخ ( 11 الفاتح ) ، أحببته منذ 22 عام ، واحببته قبل 34 عام حيث جاد الجنوب السخي ــ عندما كنا أخوة متحابين في الله والوطن ــ على الشمال الذي يتهدده الملح فأكرمه بماء عذب تدفق في أول رحلة للنهر الصناعي العظيم الى خزان اجدابيا فروى مدينة أنهكها العطش ، وغسل الشاعر ” غير الوفي ” جمعة أبوخبينة ــ أصيل مدينة اجدابيا ــ لأول مرة جلده بالماء العذب..
[. 2. ]. … يوم 11 ـ 9 ـ 1989 تدفقت مياه النهر الصناعي العظيم بعد ان قطعت الاف الكيلومترات الى خزان اجدابيا الذي شُيد على منطقة مرتفعة فأرتسم كبحيرة جميلة أبتلعت في جوفها في مرة واحدة أكثر من 4 ملايين متر مكعب من المياه العذبة التي ترويك من العطش وتغنيك عن الأكل..
وعلى ضفاف البحيرة ثنى الشاعر الكبير جمعة ابوخبينة ركبته وظل يُطبّل حتى الصبح ، ويوجه رسالة وفاء تلو آخرى الى القائد معمر القدافي رحمه الله..
[. 3. ] … ومن تجليات الشاعر الفارس “ابوفراس الحمداني :
( ياليلة لست انسى طيبها أبدا … كأن كل سرور حاضر فيها )
ومن تجليات الشاعر جمعة قوله :
أصحاب عهد لصار الندا تاجدنا ….. ان طاح العرق في العين دون بلدنا
إحنا ناسك ، نحنا فدا راسك ….احنا حراسك
نحنا وين تزعل نشعروا بإحساسك….. ورضاك وين ماترضا يكون رضانا..
ومع فجر يوم 12ـ9ـ1989 غادر الشاعر والغاوون ، وغسل جلده لأول مرة بالماء العذب وأستسلم لنوم عميق..
[. 4. ]. … بعد 22 عام وثلاثة شهور ركب الشاعر جمعة الطائرة متوجها الى الدوحة، وبدلا من الوقوف على ضفاف خزان اجدابيا ويشهر بندقيته للدفاع عنه وقف على ضفاف ( لايــــــان رز ) في الدوحة وتقيأ يقول :
باسمي وباسم الوفد نشكر رجالها ….. واميرها صاحب الصيت الزين
قطر المحبة مانقص مكيالها ………… معانا من اول يوم متفقين ..!
وأختتم قائلا :
تحية اجلال وفخر وجهناها …………… نيابة على جملة الليبيين
عرفان بالجميل وراي من عقالها ……. شيوخ العشاير فيه متفقين
وان شاءالله تجونا بعد فك عقالها ……. واحنا بدولة الدستور محتفلين
ليبيا اللي لو كان ماصبالها ………… الشيخ حمد رانا من المنسييـــــن
تحرك العالم لين غير حالها ………..وراضت بعد جفلة وظلم سنيــــــن !
اكراما لقطر واميرها وابطالها ………هاذي قصيدة قلتها في الحين..!
ثــــــم ، غادر الشاعر جمعة الى غرفته ، شعر بأنتفاخ في بطنه ، وأخذ يتقلب على فراشه بسبب التخمة المفرطة وهو يضــــرط ، وظل يضـــرط حتى اليوم ، وسّّمي ذاك العام بعام ( ضرط بوخبينة )..
[. 5. ]. … الحمد لله ان التاريخ يسجل ولاينسى ابدا ..
وآه ياليبيا ياحبيبتي ، ” كم اناديك وفي لحني حنين ودعاء …….
يارجائي كم عذبني طول الرجاء ) ، وكم يعذبنا قلة الوفاء ..
وكم يؤلمنا تنافر المسؤولين وتعدد الحكومات في وطن يغرق ومأساة شرقنا الحبيب اليوم شاهد على ذلك ..
[. 6. ]. … اللهم كن عوناً لأهلنا في شرق الوطن الذين واجهوا طيلة اليومين الماضيين ظروفا مناخية غير معتادة ..
اللهم عوض الوطن خيرا في من ماتوا غرقاً …
عزاؤنا ان هذا الشعب اظهر اليوم انه جسد واحد اشتكى منه عضو في الشرق فتداعى له سائر الجسد في الشرق والغرب ، في الشمال والجنوب بالسهر والحمى ..
اللهم كن في عون ليبيا يامعين ..
