ليبيون .. خطرها على الجيش الليبي (2) ..
بقلم// عبد الله عثمان
– على معركة فصائل قواته في جنوب طرابلس ، بعد اقل من عشرة أيام من احتفاله بعيده (83) ، التي دحضت شعارات رئيس حكومته بأنه : لاحرب بعد اليوم ..
– على “ليبيا الجديدة ” التى تحولت الى ساحة للصراع بين “المليشيات” التي تحتكر السلاح وتحتكر استخدام العنف خارج شرعية وسيطرة الدولة ومؤسساتها ” المفقودة ” أو “المختطفة” او “الخاملة ” ..
– على “ثقافة العصابة ” .. التى تحكم رغبة نخب “الدولة الليبية الجديدة” في تحويلها الى “دولة فاشلة ” حين تستعيد وتستلهم حالة “كولومبيا ” .. التى يسيطر على كل ما فيها عصابات “المال والسلاح والمخدرات ” .. والذي أدى تلقائيا الى سيطرتها على كل مايتعلق بالشأن العام السياسي والاقتصادي والاستراتيجي في ” ليبيا الجديدة” ..
– على حلول عقيدة “العصابة “بديلا لعقيدة “المؤسسة” .. والتي تشرعن وتعترف واقعيا “بالجماعة المسلحة ” التى تأتمر وترتهن لقناعات وتوجهات “آمريها” ولا تجرم أو ترفض علاقاتهم المحلية بأطراف الصراع السياسي وبتوجيهات القوى الإقليمية والدولية التى تخدم سياساتها واستراتيجياتها ..
– على ظاهرة انتشار “الثقافة المليشياوية” .. المتمثلة في انتشار استخدام السلاح خارج سيطرة الدولة ، وخارج بنية ومهام وقرارات مؤسساتها الشرعية وعدم احترام مهمتها ومهنيتها و تراتبيتها ..
– على ظاهرة الإساءة الى “الوظيفة العامة السياسية او الإدارية او الأمنية والعسكرية ” ، والتى رسخها استخدام وكيفية وطريقة تصرف من يتولونها مع التكليفات بوظائفها او مع المال العام “المستباح” لصالح الهدر والفساد والنهب والإثراء السريع ..
– على معارك “الأمراء ” التى تخاض وفقا لحدود مناطق سيطرتهم ونفوذهم وعلاقاتهم واصطفافاتها ، من اولئك الذين يديرونها بعقلية “العصابات المسلحة ” التى تنطلق من تحديد “حدود مناطق النفوذ والسيطرة” انطلاقا من حدود البوابات والإستيقافات والغنائم المترتبة على ذلك ..
– على طرابلس ” غير المتخارجة ” التى لم يهاجمها “الخوارج ” هذه المرة .. بل طرابلس “المتداخلة” التى انطلقت شرارة صراعها هذه المرة بين فتاوي”ربيع المدخلي ” و ” محمد هادي المدخلي ” .. والتى افقدتها “معارك الأمراء ” كل أمل في تحقق مقولة امكانية أن يكون لليبيا “جيش وطني ليبي موحد ” يمكن ان يشكل “الملاذ الضامن والآمن ” الذي يمكن ان يعول عليه الشعب الليبي في اخراج بلاده من كل ماتعانيه من تحديات وتهديدات تتعلق بالمحافظة على مؤسسات الدولة وسيادتها ومواجهة المخاطر التى تهدد وحدتها ووجودها ..
– على استحالة التفكير في نمو وتطور “ثقافة المؤسسة ” العسكرية – وقبل الإقرار عمليا “بوجودها” – من دون الاجابة عن الأسئلة المتعلقة بما ماحدث خلال اليومين السابقين :
1- كيف يمكن أن يتم اعتقال “آمر لواء” يرافق رئيس حكومة في طائرته الخاصة لزيارة بين مدن ليبية ، ومن دون أن يمارس هذا الرئيس صلاحياته في “حماية مرافقه ” اذا كان لايوافق على سبب وطريقة إعتقاله .. وماهو رد فعله على ماتسرب من تهديد له ” بأنه يمكن أن ينظم الى من يدافع عنه” .. معتقلا أو سجينا ..
2- وهل استقبل ” أمراء هذه الوحدات ” الاوامر بالخروج من ثكناتهم والانتشار في الأحياء السكنية والسيطرة على مفارق الطرق والشروع في إطلاق النيران العشوائية من الرؤساء والوزراء الذين يتبعونهم ، حتى يمكن لحججهم في الإدعاء بأنهم قوات ” نظامية منضبطة ” مناط بها تنفذ مهام أمنية يجيزها لها القانون أن تكون منطقية ومقنعة ..
3- وهل استلم “نائب آمر لواء 444 ” التعليمات بإستخدام القوة من القائد الأعلى للقوات المسلحة – وهو المجلس الرئاسي هنا- والشروع في نشر القوة وفتح النيران على الذين يحتجزون آمره ، حتى يمكن القول أنهم قوة “نظامية” تنفذ مهام عسكرية وأمنية يجيزها لها القانون ..
4- وهل استلم “آمر قوة الردع ” التعليمات من القائد الأعلى الذي يتبعه – وهو المجلس الرئاسي هنا – بالرد على من يهاجمه وفتح النيران عليهم ، وحتى نقتنع أنهم قوة “نظامية” مناط بها تنفيذ مهام أمنية يجيزها لها قانون انشائها ..
5- وهل يتبع هولاء “الأمراء ” من اللوائين الجهات الحكومية الرسمية المعتمدة ، التى يقبضون منها مرتباتهم ومصاريفهم وذخيرتهم وآلياتهم .. ام انهم لايعترفون بها حين يتخذون مواقفهم ويشنون معاركهم وفقا لأجندات وتواصلات اقليمية تتجاوز السيادة الوطنية ..
6- وهل يستطيع “المجلس الرئاسي” الذي شنف آذاننا بتكرار اعضائه لملكيتهم “صفة” القائد الاعلي للجيش الوطني أن يمارسوا “مهمته ” بأن يصدروا اوامر أو قرارات ملزمة لكل الذين يتقاتلون من “قواتهم” ويأمرونهم بالتوقف عن عن القتال ..
7- وهل بستطيع “رئيس حكومة الوحدة الوطنية” الذي شنف آذاننا بتكراره “صفة” وزير الدفاع وأن يمارسوا “مهمتهم ” بإصدار الأوامر والقرارات الملزمة لكل الذين يتقاتلون اليوم ” من الذين “يتبعونهم نظريا ” .. ولايأبهون بمايصدر عنهم “عمليا ” .. بأن يأمرونهم بالتوقف عن قتال بعضهم البعض ..
8- وهل يمكن تجاهل ” مشهدية ” تحول المجلس الرئاسي ورئيس الحكومة الوحدة الوطنية ووزير الدفاع وحتى نائيه – ووزير الصحة للمفارقة – الى “اعيان وشيوخ قبائل ” يمارسون الوساطة بين قوات تتبعهم”يتأملون” منها وليس “يأمرونها” بأن تتوقف عن مثل هذه الانتهاكات والجرائم والتصرفات ..
9- وهل يستطيع أي من اعضاء المجلس الرئاسي او الحكومة أن يكلف لجنة للتحقيق في ماحدث لتحديد المتهم والضحية وفرض الروادع والعقوبات ، بأن يحيل من قام بهذه الأعمال المخالفة الى التحقيق والعقاب .. ولكي نقتنع ان “القانون ” هو الفيصل في القيام بمهامهم ، وان اعمالهم لاتتم بالمخالفه له .. وانهم قوات يمكن الاعتماد عليها في تأمين تنفيذ “اسطوانات” الامن والأمان والقدرة على اجراء “وتأمين الانتخابات” ..
10- ومن سيتحمل مسؤولية “تفسير دوافع واحداث وتوابع ونتائج” الخسائر البشرية والمادية ” لاعمال القتال بين قوة تابعة لوزارة الدفاع “شكليا ” مع قوة تابعة للمجلس الرئاسي “شكليا ” .. ولاتتبع أي منها كليهما “عمليا وسياسيا ودستوريا ” ..
11- وهل كان تسليم آمر اللواء 444 الذي يتبع “نظريا” وزارة الدفاع الى قوة “جهاز دعم الاستقرار” الذي يتبع “نظريا ” وزارة الداخلية كافيا لإقناع المواطنين المتفرجين بأن هذا التسليم قد تم وفقا للتقاليد والقواعد والقوانين العسكرية المعتمدة في كل بلدان العالم ..
12- وهل تم التحقيق معه حول التهم المنسوبة اليه خلال فترة ايقافه ، وهل تم اطلاق سراحه بسبب انتفاء التهم الموجهة اليه ، وهل اتخذت كل هذه الاجراءات من الشرطة العسكرية او المدعي العام العسكري او المحاكم العسكرية المخولة او المكلفة بذلك ..
والأهم :
1- لماذا لم يتبرع أحد من “الكهنة” الذين يفضلون مناقشة قضايا الاحتفال بشرعية العصيدة او الإزار او الحلق وتحفيف اللحى او هلال العيد ، للصدح بحرمة الدم بين الأخوة او لتوضيح مدى شرعية استخدام الشعار “الله أكبر ” في معركة بين مسلمين موحدين من ابناء البلد الواحد .. وعلى أي من المتحاربين سيصدرون الفتاوى الدينية ومنها فتوى “قتال الصائل ” والتى تصنف الضحايا بين خوارج او شهداء ..
2- ومن سيقنع امهات وآباء (( 232 )) قتيل ومعاق وجريح من العسكريين والمدنيين الأبرياء الذين اصيبوا خلال (24) ساعة – ومن كل الأطراف -بأنهم ضحوا من أجل معارك واجبة ومقدسة .. معارك تستوجب وتستحق دفع هذا الثمن الباهض لتضحياتهم او مهامهم ..
3 – وهل يمكن القول أننا شعب “سوي ” حين نشهد اطلاق مختلف انواع الرصاص الحي في الهواء الطلق “ابتهاجا” بإطلاق سراح آمر لواء تم ايقافه ، وليس “الحزن الشديد” على الثمن الذي دفع من أجل ذلك بمراعاة شعور اهالي الضحايا الأبرياء .. او من دفع ثمن ذلك دون ان يكون له علاقة به بفقدان الأرزاق وتضرر الممتلكات وتعطل الدراسة وتدمير الجامعة على الأقل ..
4 – ماهي الضمانات الكافية التي يمكن ان تجعل الليبيون يطمئنون الى ان هذه المشاهد لن تتكرر ، أو ان هذه الحرب العبثية ستكون الأخيرة .. او أن هذا المسلسل لن يكون “كالمسلسلات التركية ” التى تمتد لمئات الحلقات ..
ياصديقي ..
لا دولة .. دون معجزة ..