“الرؤساء ليسوا ملوكا والمدعي ليس رئيسا” وبهدلة ترمب الليلة
بقلم/ مصطفى الفيتوري
سيمثل اليوم الرئيس السابق ترمب امام المحكمة في واشنطن ليواجه 4 تهم وجهها له المحقق الخاص جاك سمت في قضية أقتحام أنصاره لمبنى الكنجرس يوم 6 يناير 2021 لمنع المصادقة على بادين كرئيس للولايات المتحدة. لسوء حظ ترمب سيمثل امام القاضية تانيا تشتكن وهي ليبرالية عينها أوباما في ذلك المنصب. في عام 2021 مثل ترمب امامها في محاولة منه لمنع لجنة تحقيق الكنجرس من الوصول الي وثائق معينة في البيت الأبيض أثناء رئاسته فرفضت القضية وقالت له قولتها المشهورة “الرؤساء ليسوا ملوكا والمدعي ليس رئيسا” وكان ترمب وقتها خارج البيت الأبيض!
وبحلول الساعة 8 الليلة سيشاهد العالم ترمب يمثل امام المحكمة للمرة الثانية. مثوله اليوم إجرائيا اذ سيقدم معلوماته الشخصية لتأكيد هويته من قبيل أسمه وعنوانه ورقم هويته وسواها وسيتم أخد بصماته طبعا. تحقيقات لجنة الكنجرس اكتملت بتلكيف المحقق الخاص جاك سمت بالتحقيق في الأمر وقد وصل الي توجيه أربع تهم لترمب ولهذا سيمثل امام المحكمة اليوم.
أحالة القضية للقاضية تنايا تشتكن كان صدفة وليس امرا مبيتا. القاضية نفسها معروفة بأحكامها القاسية بحق بعض ممن تورطوا في الهجوم على الكنجرس في يناير 2021 ويبدو أن القاضية تشتكن متهيبة ومستعدة لمواجهة ترمب. ففي مداولتها امس في قضية أخرى لا علاقة لها بترمب قالت للمحامي “لم أنم منذ ان تم تكليفي بقضية ترمب” فرد عليها المحامي بالقول “خودي بالك من نفسك” فردت مازحة سأحاول مضيفة ” سأبقي خياراتي مفتوحة أذ أن فكرة مغادرة المدينة تبدو فكرة جيدة” وهو أشارة غير مباشرة لما قد يحدث لها من أنصار ترمب.
طبعا هذة ليست القضية الأخيرة لترمب ولكنها الثالثة اذ مازال امامه قضيتين كبيرتين: الأولى موضوع التلاعب في سجلات شركات ودفع مبلغ لعاهرة محترفة وتسجيله على أنه نفقات عمل والثانية قضية الوثائق السرية التي نقلها من البيت الأبيض بعد مغادرته. أشتهرت القاضية تشتكن بعملها في المحاماة الشعبية لأكثر من عقد من الزمن حيث دافعت عن الكثير من البسطاء والمسحوقين. ولهذا لا يتوقع ترمب أي لين منها كونها مشهورة بأنها في قضايا أقتحام الكنجرس أصدرت احكاما أكثر قسوة مما طلبه الإدعاء وهو أمر غير شائع.
العجيب والغريب أن ترمب مازال يواصل حملته التمهيدية للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري كمرشحه للرئاسة العام المقبل وهو الآن يتصدر قائمة المتنافسين بفارق ضخم يتعدى 30 نقطة من أقرب منافسيه وهو ديس سانتس حاكم فلوريدا. ويظهر من أستطلاعات الرأي أن توجيه التهم اليه منذ العام الماضي وحتى اليوم انما يزيد من شعبيته. ولكن طبعا لا تصدق استطلاعات الرأي دئما ففي عام 2016 اجمعت كلها تقريبا على فوز هلري كلنتن على ترمب! الظريف أن القانون والدستور الأمريكيين لا يمنعان المتهم ولا حتى المدان من خوض الأنتخابات ويمكنه ان فاز أن يصبح رئيسا وحدث أن حاول لندن لاروش الفوز بالرئاسة اكثر من مرة وأخرها وهو في السجن عام 1992!
محاكمة ترمب لن تتم في وقت قريب وقد لا تكون القاضية تشتكن هي نفسها من سيترأها! وقد تتم بسرعة كما يرغب المحقق الخاص جاك سمت! سنرى ربما بداية العام القادم!
تسحرني أمريكا ولهذا أتابع شئونها أحيانا بدقة أكثر من مواطنيها أنفهسم! رغم عهرها وجبروتها وظلمها الا انها تقدم نموذجا فريدا في الحكم والقضاء معا!