كنا في ليبيا الجماهيرية نؤثر العقل والفكر على كل ماعداه .. حيث يسمو الإنسان عن الرغبات الدونية .. كيف لا والعقل هو ماكرم الله به الإنسان ليتفكر في ملوكته ويتدبر حياته ويدرك أبعاد كل ماخلق الله وماسنه من فرائض.
حتى أن القرآن الكريم كانت أول آياته “إقرأ” وذلك يعني الحض على العلم وطلب المعرفة لأن القراءة هي السبيل إليها..
وأكدت كلمات الله التامات أن العلم هو مايرفع الإسان درجات (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)، وهذا دليل على رفعة المتعلم ..
وتبعا لذلك كان المعلم الذي يعيد تهذيب الانسان ويتعامل مع عقله .. يسهل عليه تلقي المعارف ويذلل له ماصعب منها ..
وقيل في المعلم مالم يقل في غيره:
قف للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم ان يكون رسولا
فالمعلم يؤدي رسالة عظيمة لأنه يؤدي رسالة ويهئ الجيل للغد .. ومن هذا المنطلق اعتمدت ليبيا الجماهيرية .. التي تعتمد قيم الانسان عيدا للمعلم وجعلت العاشر من الربيع/ مارس يوما للإحتفاء به ..
بعد أن إنتكبت البلاد وعادت للخلف عقودا إثر ماحاق بها في العام 2011 سقط كل شئ بما فيها قيمة الانسان ولم يعد للمعلم مكانته الأولى فغاب عيده بعد أن صار إحترامه فعل ماض ..
وصار حقه منّة يزايدون بها عليه ..
وبدلا عن ذلك خرجت علينا ظواهر استهلاكية .. كثرت البازارات والمولات وهي التسمية التي استوردوها لمسمى الاسواق .
طمس يوم المعلم مقابل يوم الكسكسي .. وصارت البطن قبل العقل .. ولازال التراجع مستمرا.