تقرير تركي: زيارة بيرنز تمهد لطبخة سرية لليبيا تتجاوز عقيلة والمشري وتحولها لقضية أمنية
قال تقرير تركي، إن الولايات المتحدة بصدد إعداد طبخة جديدة للوضع في ليبيا، تتحول من خلاله البلاد إلى قضية أمنية وليست سياسية.
ولفت التقرير، الذي نشرته وكالة الأناضول التركية، تجنب مدير المخابرات الأمريكية، ويليام بيرنز خلال زياته الأخيرة لليبيا وهو أهم مسؤول أمريكي يزور ليبيا منذ 2011، لقاء كل من رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، ورئيس مجلس الدولة “الاخواني” خالد المشري، فيه إشارة إلى احتمال توجه واشنطن نحو تهميش الرجلين، وتحميلهما مسؤولية عدم الاتفاق على قاعدة دستورية تفضي إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة.
وأوضحت “الأناضول”، إن لقاء بيرنز اقتصر على شخصيتين رئيسيتين في المشهد الليبي الحالي، هما الدبيبة وحفتر. واضاف التقرير، إنه على عكس ظهوره الرسمي مع الدبيبة وعدد من المسؤولين الليبيين، إلا أن بيرنز تجنب أي إعلان أو ظهوره في صورة مشتركة مع حفتر. ما أعطى انطباعا بأن واشنطن لا تعترف بشرعية حفتر كقائد عام للجيش، لكنها تقر به كأمر واقع في المنطقتين الشرقية والغربية.
ونوهت الأناضول، إلى إعلان الولايات المتحدة وحلفائها ضرورة البحث عن “آليات بديلة”، حال فشل مجلسي النواب والدولة في الاتفاق على قاعدة دستورية، وهو ما حدث فعلا، ما سيدفع واشنطن للتحرك نحو إيجاد خيارات بديلة.
وتابعت الأناضول، إن مكافحة الجماعات الإرهابية ما زالت أولوية أميركية، رغم تراجعها أمام التهديد الصيني والروسي؛ لذلك تركز واشنطن على ليبيا ضمن رؤية أشمل في صراعها مع روسيا، خاصة في الحرب الأوكرانية وتداعيتها على أمن الطاقة العالمي. مشيرة: إلى ليبيا أصبحت قطعة أساسية ضمن لعبة الشطرنج التي طرفاها واشنطن وموسكو، نظرا لوجود فاغنر بها، وامتلاكها أحد أكبر احتياطيات النفط والغاز في أفريقيا. ومصلحة واشنطن ألا يؤدي انهيار العملية السياسية في ليبيا إلى اندلاع حرب جديدة يكون فاغنر طرفا فاعلا فيها، وأن يستمر تدفق النفط والغاز الليبيين حتى لا يعمق أزمة الطاقة في أوروبا، مع تراجع إمدادات الطاقة الروسية خاصة بعد قرار تسقيف أسعارها.
وأردف تقرير الأناضول، أن الانتخابات كانت ثالث محاور مناقشات بيرنز في ليبيا، حيث تسعى واشنطن إلى تقريب وجهات النظر بين الدبيبة وحفتر لتشكيل حكومة مشتركة تشرف على الانتخابات، بعيدا عن أي دور للبرلمان بغرفتيه.
وخلص التقرير، أن هناك طبخة أميركية تحضر في سرية شديدة، تضمن استمرار وقف إطلاق النار وتدفق النفط والغاز، وإنهاء نشاط فاغنر وتشكيل سلطة تنفيذية تسيطر على كامل ليبيا وقادرة على إجراء الانتخابات وتأمينها.