تقرير يرصد المأساة: الليبيون في الجنوب يعانون التهميش والتردي والأوضاع المعيشية الصعبة وكل صنوف التهريب
رصد تقرير نشرته وكالة الانباء اليبية “وال”، الحالة المتردية التي يعيشها الليبيون في الجنوب، حيث تعيش الكثير من المدن والقرى والبلدات في الجنوب الليبي أوضاعا معيشية صعبة في بيئة قاسية صحراوية.
وأكدت العديد من الشهادات التي نشرتها “الوكالة”، أسباب المعاناة إلى التهميش منذ عقود خلت، وتفاقم الصراع على السلطة حاليا، والانقسام السياسي، وعمليات التهريب الواسعة، والجريمة المنظمة، وانتشار السلاح.
وقال أحد المواطنين في تصريح لـ (وال) إن الكثير من الوفود الحكومية والرسمية زارت في السابق وحاليا هذه المنطقة وغيرها من المناطق في الصحراء الليبية وأطلقت الكثير من الوعود إلا أن الأوضاع بقيت على حالها.
ويعاني الجنوب الليبي، المتاخم للصحراء منذ عقود من التهميش ويعتبر اليوم أكثر المناطق الليبية تأثرا بالفوضى الأمنية وحالة الانقسام السياسي التي تعصف بالبلاد. حيث تشكو هذه المناطق بالفعل من انعدام الاستقرار والنزاعات الأهلية والقبلية ونقص الخدمات الأساسية وتفشي التهريب وانهيار البنى التحتية وضغط الهجرة غير الشرعية.
وعلى الرغم من الخيرات والثروات التي يزخر بها باطن الأرض في الجنوب إلا أن السلطة الحاكمة في السابق إلى حد ما، والحكومات المتعاقبة منذ 2011 إلى حد كبير، أهملت هذه المنطقة وتركتها فريسة للنزاعات والتهريب.
وأرجع مصدر مسؤول في أوباري، السبب الرئيسي في الأوضاع الصعبة التي يواجهها الجنوب بعد غياب سلطة الدولة والاحتقان السياسي والصراع على السلطة، إلى عمليات التهريب الواسعة، مؤكدا أن عمليات التهريب واسعة ولا تقتصر على أشياء معينة فتشمل تهريب الحبوب والبنزين والدقيق والمواد الغذائية، والسلع المعمرة عبر الجغبوب إلى دول الجوار مثل النيجر وتشاد والسودان وحتى مصر.
واستطرد المصدر قائلا أن تهريب السلاح عملية رائجة في الجنوب خاصة على مستوى الجغبوب والكفرة وعبر السلاسل الجبلية على ضهور الإبل مؤكدا أن تهريب السلاح والذخائر يتم علنا بسبب سطوة المهربين الذين يسيطرون اليوم على الأوضاع في المنطقة الجنوبية بالكامل.
وتواجه مدن الجنوب اليوم أوضاعا معيشية صعبة وتحديات خطيرة بسبب انعدام الوقود وغاز الطهي وشح المياه الصالحة للشرب ونقص الأدوية وتردي الاتصالات وانهيار البنية التحتية الطرقية وتعطل معظم الخدمات وشلل المؤسسات الاقتصادية وتفاقم البطالة والفقر.
وهو ما يمثل وصمة عار في جبين مختلف الحكومات الانتقالية بعد نكبة فبراير 2011، وفي وجه حكومة الدبيبة الموجودة اليوم.