الدكتور عبد الله عثمان يكتب: خطرها على “دروس” المونديال العشر ..
ليبيون..
الدكتور عبدالله عثمان يكتب: خطرها على “دروس” المونديال العشر ..
(1)
درس “المال” ..
إله العالم الجديد ..
من خلال رصد تأثير المال على طريقة اختيار الدولة المستضيفة لنهائيات كأس العالم .. دون اعتبار لتاريخ لكرة القدم فيها .. او مستوى تصنيف الدوري المحلي او مساهمته في الفوز بالمسابقات او في تحصيل الالقاب العالمية .. ولم تنجح الا في تحقيق السوابق التاريخية ( مثل سابقة أول منظم يحتل الترتيب الأخير ويخرج من الدور الاول بصفر من النقاط مهزوماً في كل مبارياته وليس لديه من أهداف الا هدف يتيم لايعادل ثمن ماصرف من مليارات للوصول اليه ) ..
(2)
درس “الاقتصاد ” ..
بين الهدر والفساد .. والرشد والمسؤولية ..
من خلال رصد تأثير تجاهل الدولة المستضيفة لحسابات الربح والخسارة ” قصيرة او طويلة المدى التى تريد او تنتظر تحقيقها” باستضافة مثل هذه الفعاليات العالمية .. حسابات الربح والخسارة التى تشكل “المدماك الرئيسي ” الذي يحرك عالم كرة القدم مهما استخدمت من شعارات .. كإنعكاس للتنافس حول المكاسب والربح في عالم رأسمالي معولم …
(3)
درس “التسليع ” ..
بين واقعية “الرسملة” المتوحشة .. وتسامي”قيم” الغايات النبيلة ..
من خلال رصد تأثير تحول مثل هذه المهرجانات الرياضية الى “مزادات واسواق نخاسة بشرية ” .. يتم فيها استخدام المبالغ المهولة لشراء كل السلع المعروضة في سوق الممارسة الرياضية ( الفيفا .. الفوز بالاستضافة .. تجنيس اللاعبين .. بذخ وتكلفة الملاعب .. استيراد جمهور المشجعين .. امتلاك قنوات البث الحصرية .. تجنيد الاعلاميين وتحويلهم الى مرتزقة ) .. ومن خلال اشاعة ثقافة “الارتزاق ” التى تفتقر الى “الروح الوطنية” اللازمة للحماس والدفاع عن كرامة الدولة .. فمن يقبض الثمن مقدمًا ليس في حاجة الى تقديم التضحيات بعد ذلك ..
(4)
درس “السياسة” ..
بين التشارك والتعاون .. والطمع والنكاية ..
من خلال رصد تأثير “العقد السياسية” التى تحكم الموقف منه من قبل حكومات بعض الدول التى تسعى لإستضافته .. عقد الدور والحجم والجغرافيا والمناخ والحسابات الاقليمية .. وحين تنحصر رغبتها الاستضافة في هدف توجيه رسالة الى المنافسين سياسيا او اقتصاديا او اقليميا : اننا الأكثر تأثيرا وحضورا عالميا .. وهو أمر طبيعي اذا كان يتناسب بعقلانية ومسؤولية مع الثمن المدفوع من أجل الوصول اليه ..
(5)
درس “العولمة ” ..
بين “خصوصية” المحلية .. و”عمومية” العالمية ..
من خلال رصد تأثير الاختلاف بين “الموهبة الكروية” التى تصنعها شوارع الدول الفقيرة .. وبين “تروستات الصناعة الكروية ” التى تستقبلها مؤسسات الدول الاوربية في اباحة “الهجرة” هذه المرة .. والذي يلاحظ في انعدام العلاقة “حد التناقض” بين مستوى الدوريات الرياضية المحلية للدول المستضيفة والدوريات الاوروبية والعالمية .. وبين مستويات مواهب اللاعبين المحليين مع مستويات مواهب لاعبي الدول التى تستضيف البطولات العالمية .. وليتم تسويق “وهم التنافس الشريف ” عن طريق هيمنة الصورة باحتكار حقوق البث الرسمية للمباريات وجنى ارباحها لصالح المنظمة الاحتكارية .. وتقديم الحقيقة بقلب وقائعها ..
(6)
درس “الهوية ” ..
بين اوطان “العيش الكريم ” .. واوطان “الشعور التاريخي المفارق بالإنتماء اليها ” ..
من خلال رصد تأثير أغلب لاعبي “الاندية الاوربية” من بلدان العالم الثالت ( امريكا اللاتينية وافريقيا والدول العربية الأفقر ) .. والذين يلعبون لدى اندية تحولت الى “شركات متوحشة” تستثمر في اقدامهم وعرقهم وجهدهم .. اولئك الذين يتنافسون كل “اربعة سنوات ” تحت رايات بلدانهم .. ولتبدو هذه النهائيات كما لوكانت تعبير عن الصراع والتنافس بين لاعبي اندية البلدان الاوربية بعد “اعادة تنسيبهم” وتوزيعهم على رايات “بلدان الاصول ” التى ينتمون اليها .. وبعضهم لم يولد فيها .. اضافة الى حضور “التعاطف” القومي بين الدول التى تنتمي الى قومية واحدة او حتى القاري بين فرق دول القارة الواحدة والتى تعتبر جماهير مشجعيها ان من استمر في التصفيات يمثلها ..
(7)
درس “الهوس والانفعال ” ..
بين الحضور والغياب ..
من خلال رصد تأثير عواطف وانفعالات الجمهور والسياسيين واللاعبين والمدربين والمعلقين وحتى “الباندا سهيل وثريا ” .. والتى تحول مناسبات “الفرجة” والاستمتاع الى حفلات “زار وشطح” يسودها تغييب التعقل والتفكير المنطقي العقلاني في تقييم جدوى الحدث او جمالية صور ظهور او مشاركات (الفرق /المذاهب) بالاتجاه الى التعصب لها وتقديسها وتضخيم الانتصارات “اليتيمة” لها .. وكأنها تتويج مستحق وعريق .. وتجاهل ماعداها من خسارات مقنعة متعددة ..
(😎
درس “الانسانية ” ..
بين المتعة والإخفاق ..
من خلال رصد تأثير الحزن الشديد على خروج اغلب الفرق التى تم التكهن بأنها ستصل الى الادوار النهائية او انها ستفوز بالكأس .. وخروج الفرق الكبيرة امام الفرق الصغيرة التى كانت تتكهن بأنها ستفوز عليها .. والدفع “القسري” ببعض اللاعبين للمشاركة في المباريات رغم عدم جاهزيتهم الصحية .. وتقديمهم “كأكباش فداء ” في حالة الاخفاق والخسارة ..
(9)
درس “الايديولوجيا” ..
بين الخصوصية والعالمية ..
من خلال رصد تأثير الرغبة في التمسك “بالشعارات والرموز ” التى تنتمي الى ثقافة بعينها .. والتعصب لها وتسويقها وكأنها ثقافة “عالمية ” ينبغي لها ان تسود وتنتشر .. دون اعتراف وتقدير او احترام واعتبار للخصوصيات الثقافية المختلفة للبلدان التى لاتنتمي الى ثقافتهم .. هذا اذا لم تتعارض او تتناقض معها .. وخاصة ثقافة شعوب البلدان المستضيفة لها ..
(10)
درس “الهيمنة” ..
بين “الفيفا” ومن “تستعبدهم ” ..
من خلال رصد تأثير تحول ( الفيفا ) الى رمز للهيمنة الغربية في عالم كرة القدم .. والذي يعبر عنه طريقة صرف مواردها المالية الهائلة .. وطريقة تداول موقع “امينها العام” منذ تأسيسها بين الأوربيين .. فيماعدا “برازيلي” واحد ( من الفرنسي روبرت غورين .. الى الانجليزي دانيل بورلي ولفول .. الى الهولندي كورنيليس أوغست هيرشمان .. الى الفرنسي جول ريميه .. الى البلجيكي رودولف سيلدرايرس .. الى الانجليزي آرثر دريوري .. الى السويسري إرنست ب تومين .. الى الإنجليزي ستانلي روس .. الى البرازيلي جواو هافيلانج .. الى السويسري جوزيف بلاتر .. الى السويسري جياني انفانتينو ) ..
والله المستعان ..