اعتقلت سيارات معتمة، المواطن الليبي والضابط في جهاز الأمن الخارجي سابقا، مسعود أبوعجيلة المريمي، وسلمته لطائرة هيلكوبتر أمريكية في مطار معيتيقة، في إنتهاك واضح وصريح لسيادة البلاد.
وأكدت مصادر مطلعة، أنه تم نقل العميد في جهاز الأمن الخارجي سابقا، مسعود أبوعجيلة، من قبل قوة عسكرية أمريكية إلى مكان غير معلوم، بعد أن تم تسليمه من قبل إدارة الاستخبارات العسكرية، التابعة لحكومة الوحدة المؤقتة.
وأوضحت المصادر، أن عملية القبض تمت من قبل مجموعة تتبع إدارة الاستخبارات العسكرية، ومجموعة تابعة لجهاز دعم الاستقرار برئاسة غنيوة الككلي، وبتعليمات مباشرة من الدبيبة بصفته وزير الدفاع، لمدير إدارة الاستخبارات العسكرية، ناجي التبو.
ولفتت المصادر إلى أن وزير الخارجية بحكومة الوحدة المؤقتة، نجلاء المنقوش، أوفت بتعهداتها لبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وساهمت في خطف المواطن الليبي أبو عجيلة مسعود من بيته في طرابلس.
من جهتها، أكدت عائلة أبوعجيلة مسعود المريمي قيام جهة مجهولة بالهجوم على بيته في منطقة المشروع بأبوسليم بطرابلس واقتياده إلى جهة غير معلومة.
وقد تواصل أفراد من عائلة المريمي مع موقع “الجماهيرية”، حيث أكدوا أن سيارتان مصفحتان توقفتا أمام البيت عند الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل ترجل منها أثنين واقتحموه بأسلحتهم ولم يتمكنوا من التعرف عليه او تمييزه وظل الثالث الذي دلهم على مكان البيت داخل السيارة قبل تغادر إلى جهة غير معلومة.
ويعتقد أفراد العائلة بأن الخطف قد يكون من وراءه مليشيات غنيمة او جهة أخرى تتلقى تعليماتها من وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش التي تبرعت بتقديمه لسلطات خارجية بريطانيا لتحقيق معه في قضية أقفلت وفق القانون والاتفاقيات الدولية.
من جهته، حذر مستشار الأمن القومي، إبراهيم بوشناف، من إثارة قضية لوكيربي مجددا، داعيا إلى الاصطفاف لمنع ذلك بعيدا عن الصراع السياسي، حيث قال في منشور عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” إنه إذا أثيرت القضية من جديد وأصبحت موضوعا لتحقيق جنائي ستُدخل ليبيا في عقود من الاستباحة.
وأضاف بوشناف، أنه قبل مغادرة الرئيس دونالد ترامب البيت الأبيض، أثار المدعي العام في عهده وليم بار أمرا يتعلق بقضية لوكيربي، ما راج من أنباء حينها أنه يطالب السلطات بتسليم المواطن الليبي بوعجيلة مسعود بزعم أن له علاقة بتلك القضية.
وأوضح بوشناف، أنه تم تشكيل فريق قانوني وسياسي يتبع مكتب وزير الداخلية لمتابعة مستجدات الطلب لأنه على علم بتفاصيل الاتفاق الذي أنهى النزاع مع الولايات المتحدة، وتابع كان أساس عمل الفريق أن ليبيا تمسكت بأن أساس التسوية ينحصر فقط في مسؤوليتها المدنية عن أفعال تابعيها دون المسؤولية الجنائية، وشملت التسوية أيضا أن أية مطالبات بعد تاريخ التوقيع توجه إلى حكومة الولايات المتحدة.
وقال بوشناف، إنه راجت تصريحات منسوبة وزير الخارجية بحكومة الوحدة المؤقتة نجلاء المنقوش، عن الموضوع ذاته العام الماضي، حيث تم مخاطبة رئيس الوزراء بكتاب لم يخرج عن مضمون ما سبق في هذا الإدراج.
يشار إلى أن وزيرة الخارجية، نجلاء المنقوش، قالت في حوارها مع قناة “بي بي سي” البريطانية، العام الماضي، إن ليبيا يمكن أن تعمل مع الولايات المتحدة على تسليم رجل مطلوب في تفجير لوكيربي العام 1988، وأن حكومة الوحدة المؤقتة تتفهم ألم وحزن أسر الضحايا، لكنها بحاجة إلى احترام القوانين.