ليبيون .. خطرها على “تديين” السياسة .. وليس “تسيس الدين” ..
على وفاة “السياسي / الفقيه ” : د. يوسف القرضاوي ..
– على معطى” تديين السياسة” .. الذي يؤدي الى الكثير من الخلط والتشويش .. وربما يكون هو سبب اﻹرهاب والعنف والفتنة والقتل .. والذي يفسر طريقة التعامل مع “المختلفين” سياسيا على انهم “مخالفين” دينيا .. أي أن يتم التعامل معهم “ككفار” وليس كأصحاب “رأي” مختلفين .. ومايستتبع ذلك من فتاوى قتالهم والجهاد فيهم كأعداء للعقيدة والدين ..
– على اهمية أن تدشن النخب نهضة بلدانها بالتأسيس لممارسة السياسة بدون تديين .. حماية وحفظ الدين قبل السياسة .. ﻷن أهداف وقواعد السياسة وميكانيزماتها وأساليبها “المدنسة أحيانا ” تختلف جذريا عن أهداف وقواعد وأساليب ومقاصد وقيم الدين “المنزهة والمقدسة ” دائما ..
– على “التطاول ” على الدين .. الذي يرتبط ببعض حالات ازدرائه .. من خلال الاستخفاف بالمقدس وتوظيفه خارج مجاله الرمزي والروحي .. بتفسير الدين وتوظيفه ليتناسب مع غايات واهداف السلطة واحتياجاتها المتغيرة .. ولو كانت مخالفة لأبسط قواعد ومباديء ومقاصد الدين والشريعة .. وهي “صيغ” إيمان أسوأ من الإلحاد .. ويصبح فيها استغلال الدين “كفرا متدينا ” ..
فلسبعة عقود ..
كان د . يوسف القرضاوي المعبر “الأبرز” عن النموذج الجديد لعلماء “فقهاء” الجماعة والحزب والتنظيم” في مواجهة علماء “فقهاء الأمة وعموم المسلمين” ..
ولسبعة عقود ..
كان د . يوسف القرضاوي “يجوب” العالم الاسلامي لخدمة إسلام “الفرقة الناجية ” المفرق العنيف .. وليس “إسلام أمة الاسلام والمسلمين” الموحد الجامع المسالم ..
ولسبعة عقود ..
كان د . يوسف القرضاوي المعبر الأبرز عن “السياسي /الفقيه ” الذي يعارض سياسات بعض الدول لصالح دول أخري .. والذي يتنقل بين “مضافات واستوديوهات” الدول التى تستضيفه .. وليعارض سياسات الدول التى تختلف معها او تعاديها ..
ولسبعة عقود ..
كان د . يوسف القرضاوي يحاول ان “يستنسخ ” تقليد “ولاية الفقيه ” الشيعي .. ليحاول ان يلعب دور “الولي الفقيه ” السني ..
ولسبعة عقود ..
كان د . يوسف القرضاوي يحاول استغلال كل مظاهر الاحتجاج “العفوية” على اي سلوك يشوه الدين او رفضا لضنك اوضاع معيشية .. الى “مناسبات جهادية مقدسة ” لاسقاط النظم السياسية التى يعارضها (( عندما سعى إلى تحويل المظاهرات الغاضبة من الرسوم الدنمركية 2006 إلى مظاهرات لإسقاط الأنظمة )) .. او لتأييد النظم التى يواليها (( خطبته الشهيرة في ميدان التحرير بعد عودته الى مصر بعد ثورة يناير المصرية .. )) ..
ولسبعة عقود ..
كان د . يوسف القرضاوي يصدر ويعلن “المواقف والفتاوي ” حسب طلب اصحاب دار الضيافة : ايديولوجياتهم وسياساتهم ومصالحهم ومدفوعاتهم ..
فهو الذي لم ينبس ببنت شفة حول سياسات امريكا او العدو الصهيوني ولم “يفتى” بشرعية جهادهم ومقاومتهم .. بل انه صاحب الفتوى الشهيرة في تأييد تدخلهم بالاول “بأنه و بعث محمد لوضع يده بيد الناتو” ..
وهو الذي “حرم” الخروج على طاعة الرئيس الراحل محمد مرسي .. وبعد سنوات من “تحليل” الخروج على الرئيس الراحل محمد حسني مبارك ..
وهو الذي “أنزل” في منشوره الله وجبريل والملائكة والنبي ليؤيدوا الرئيس رجب طيب أردوغان في المحاولة الانقلابية ضده .. ضمن صراع سياسي تركي تركي ..
وهو الذي “حرم” مقاطعة قطر .. وبعد سنوات من “الافتاء” بمقاطعة سوريا ومصر وليبيا واليمن .. بل دعا الى البحث عن “افضل السبل” لقتل رؤسائها وقادتها وزعمائها ..
وهو الذي “افتى” بعدم اهمية “فريضة الحج” على خلفية القطيعة بين قطر والسعودية .. وليضحى “بركن من اركان الاسلام” استجابة لاتجاه بوصلة الخلاف السياسي بين الدولتين ..
وبالرغم من انه وخلال هذه العقود السبعة :
كانت مسيرة د . يوسف القرضاوي الطويلة تتأرجح بين التسامح والتشدد .. وبين الانفتاح والانغلاق .. وبين الحوار والإقصاء ..
فهو الذي “تبنى متأخرا ” المراجعات ضد الفكر التكفيري القطبي .. دون ان يعتذر عن تكفير فرج فوده .. او يسحب فتواه الاى أدت الى اغتياله ..
وهو الذي “دعا متأخرا ” الى تخفيف بعض جوانب تطرف الصحوة .. دون ان يمنعه ذلك من سحب دعوته الى شرعنة العمليات الانتحارية في سوريا او الإعتذار عنها ..
الا ان ..
الخيط الناظم لمسيرة د. يوسف القرضاوي “هو اعتناقه وتجسيده لمقولات :
الفقه في خدمة الجماعة .. الحزب .. التنظيم .. وليس خدمة الشعب او الأمة او الانسانية ..
والدين في خدمة السياسة .. وليس خدمة الأمة او المجتمع او الدولة بالدعوة الى التسامح والتعايش .. والخير والسلام .. ومقاومة الظلم والفساد ..
اليوم وهو بين يدى أله عادل لايظلم عنده أحد .. سيقتص لكل من كانوا “ضحايا” خطاباته وتحريضه وفتاواه …
لا نقول الا ..
عليه من الله مايستحق ..
والله المستعان ..