أعجوبة الدنيا الثامنة.. اليوم الذكرى 33 لتدفق أول رحلة لمياه النهر الصناعي العظيم لخزان اجدابيا
يوافق اليوم 11 الفاتح سبتمبر مرور 33 عاما على تدفق أول رحلة لمياه النهر الصناعي العظيم لخزان اجدابيا ليكون خطوة في طمأنة الليبيين بعدم تعرضهم للعطش لمئات السنوات.
هذا المشروع العظيم الذي اعتبره العالم أعجوبة الدنيا الثامنة وضع حجر أساسه القائد الشهيد معمر القذافي، عام 1984 لنقل المياه الجوفية إلى المناطق الزراعية والمدن كثيفة السكان في شمال ليبيا بتكلفة 35 مليار دولار.
ويتكون النهر الصناعي العظيم، من خطوط الأنابيب والقنوات الجوفية التي تجلب المياه العذبة عالية الجودة من طبقات المياه الجوفية في أعماق الصحراء إلى الساحل الليبي للاستخدام المنزلي والزراعة والصناعة، وتقوم فكرة المشروع على ضخ المياه الجوفية من وسط الصحراء عبر 4 أنابيب عملاقة لتحمل ما يوازي ضعف تدفق نهر التيمز الذي يمر بلندن، من الجنوب إلى الشمال الليبي.
كما يتكون النهر من 1300 بئر يبلغ عمق أغلبها 500 متر، وتمتد الأنابيب لمسافة 4 آلاف كيلومتر من الجنوب الشرقي والغربي إلى الشمال لنقل 6.5 مليون متر مكعب من المياه يوميا إلى المدن الرئيسية الكبرى مثل مدن الزاوية وطرابلس وبنغازي وطبرق وسرت وإجدابيا.
ووصف النهر الصناعي العظيم، بأنه أكبر مشروع ري في العالم، حيث وفر منذ عام 1991 مياه الري والشرب التي تشتد الحاجة إليها في المدن المكتظة بالسكان والمناطق الزراعية في شمال ليبيا، والتي كانت في السابق تعتمد على محطات تحلية المياه وعلى طبقات المياه الجوفية القريبة من الساحل.
وقد خططت الحكومة الليبية في البداية لإقامة مشاريع زراعية واسعة النطاق في الصحراء حيث تم العثور على المياه، ولكن تم تغيير الخطط في أوائل الثمانينيات وتم إعداد التصاميم لشبكة ضخمة من خطوط الأنابيب التي تمتد إلى الساحل.
وبدأت هيئة “النهر الصناعي العظيم”، التي أنشأتها الحكومة لإدارة المشروع، المرحلة الأولى في عام 1984، فقد تم حفر المئات من آبار المياه في حقلي تازربي وصرير حيث تم ضخ المياه من عمق حوالي 500 متر تحت الأرض عبر خط أنابيب مزدوج إلى خزان في أجدابيا، والذي تلقى أول مياهه في عام 1989، وتم الاحتفال رسميا بإنجاز المرحلة الأولى من النهر الصناعي العظيم في بنغازي في عام 1991.
كما وبدأت المرحلة الثانية من النهر في غرب ليبيا بتزويد طرابلس بمياه الشرب في عام 1996، وتستمد مياه المرحلة الثانية من 3 حقول آبار في منطقة جبل الحساوينه، حيث يضخ أحد خطوط الأنابيب المياه من قصر الشويرف إلى ترهونة في منطقة جبل نفوسة، وقد تم الانتهاء من المرحلة الثالثة من النهر الصناعي العظيم في عام 2009 حيث تم تقسيمها إلى جزأين وإضافة ما مجموعه 1200 كيلومتر من خطوط الأنابيب.
وكان الجزء الأول بمثابة توسعة للمرحلة الأولى وأضاف 700 كيلومتر من خطوط الأنابيب ومحطات الضخ الجديدة لزيادة إجمالي قدرة الإمداد اليومية إلى 3.68 مليون متر مكعب 130 مليون قدم مكعب، وقدم الجزء الثاني من المشروع 138 ألف متر مكعب إضافي 4.9 مليون قدم مكعب يوميا لطبرق من الآبار في واحة جغبوب، واستلزم بناء خزان جنوب المدينة و 500 كيلومتر من خط الأنابيب.
ويشمل المشروع أيضا مرحلتين إضافيتين الرابعة والخامسة، والتي تشمل تمديد نظام المرحلة الأولى من النهر جنوبا إلى حقول الآبار في منطقة الكفرة،” ومد خط أنابيب من آبار قرب غدامس في الصحراء الغربية إلى مدينتي الزاوية والزوارة الساحليتين غربي طرابلس، فضلا عن مد خط أنابيب يربط بين أنظمة المرحلة الأولى للنهر والمرحلة الثانية وستبلغ السعة الإجمالية لمجمع مياه البحر المتوسط مع جميع المراحل التي تم بناؤها حوالي 6.5 مليون متر مكعب 230 مليون قدم مكعب من المياه يوميا.
يشار إلى أن مشروع النهر الصناعي يتعرض منذ العام 2011 لعدد من الاعتداءات من مجموعات خارجة على القانون أو الأهالي بهدف إجراء توصيلات غير قانونية، ما يتسبب في قطع المياه عن عدد من المدن والأحياء.