ليبيا مستقر للمليشيات المتغولة في البلاد وموطئ قدم للجماعات الإرهابية
بعد أكثر من عشر سنوات تحولت ليبيا إلى مستقر للميليشيات التي تغولت في ليبيا، وباتت تسيطر عليها بشكل أو بآخر، وتتحكم في كل مفاصل الدولة وقراراتها.
المليشيات المتحكمة في طرابلس، تفرض قوانينها وأحكامها، وأصبحت تتصارع وتتقاتل في وسط المدن وبين الأحياء مسقطة ضحايا من المدنيين، وذلك لأسباب شخصية ومصالح تخص المليشيات نفسها ولا علاقة لها بالمواطن أو بالدولة، ومع ذلك نجد أن كل منها يرفع شعار تحرير المنطقة، والسيطرة عليها لصالح المواطن.
في كل مرة تقع الاشتباكات يعلق المدنيين في منازلهم أو في بعض الأماكن التي يحتمون فيها من طلقات الرصاص، وتطول الساعات حتى تصل فرق الإغاثة لإخراجهم من أماكن الاشتباكات، يحصل كل ذلك والضربات مستمرة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
طلقات وأعيرة النيران التي تطلقها قواذف تلك الأسلحة والتي كثيرا ما تكون عشوائية لا تفرق بين أهداف معتدية أو أهداف مدنية، فكثيرة هي الخسائر التي سُجلت في الممتلكات الخاصة والمرافق العامة.
وعلى الرغم من عدم مرور أسبوعين على ليبيا وخاصة طرابلس إلا وتندلع اشتباكات تتباين حدتها بين القوية والمتوسطة إلا أن الجهات المسؤولة لم تتخذ أي إجراءات عملية للحد منها ووقفها، حتى قرار المجلس الرئاسي بحل جميع التشكيلات المسلحة، لم يتخذ طريقه للتنفيذ، وهذا ما يعكس سيطرة وسلطة المليشيات على قرارات الدولة وعدم الاعتراف بها.
صراع حكومات
أما رئيس حكومة الوحدة المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، الذي تعهد مرارا وتكرار بضمان عدم نشوب أي اقتتال في عهده، فإن طلقات الرصاص المتكررة هي خير من يمكنه الرد عليه، خاصة وأن عناصره ذاتها هددت بالحرب في حال محاولة رئيس الحكومة المرتقبة فتحي باشاغا محاولة دخول طرابلس.
وبالتالي فإن الحرب التي يترقبها الكثيرون، هي صراع سيطرة بين باشاغا والدبيبة، هذا بالإضافة الاقتتال الذي يشب بين المليشيات المختلفة لأسباب واهية.
من جانب آخر يعتبر غياب الأمن والقانون في ليبيا فرصة لم يفوتها الإرهابيون من التنظيمات المختلفة، حيث أصبحت البلاد مركز تجمع لهم مرة في سرت، وأخرى في درنة وثالثة في الجنوب، وحتى إذا جرى قتال عناصر منهم والقضاء عليها، فإن خلايا تلك التنظيمات الإرهابية لازالت منتشرة في أنحاء مختلفة من البلاد.
المجتمع الدولي
ووسط كل ذلك يقف المجتمع الدولي عند حد الشجب والإدانة والاستنكار والدعوة للحوار من أجل الوصول لمسار سياسي مرضٍ لكل الأطراف ويحقق أمل الشعب الليبي في انتخابات حرة ونزيهة.
هذا المجتمع الدولي الذي كان قد تعهد بحياة ديمقراطية، وبلد مزدهر آمن، يقف اليوم متفرجا على دولة تنهار وأبناؤها يقتتلون من أجل مصالح في النهاية تخدم أطماعهم في الكعكة الليبية.