نظمت وزارة الثقافة والتنمية المعرفية بطرابلس احتفالية إشهار وتوقيع كتاب “تاريخ هيرودوتوس” النص الكامل عن الكتب التسعة من تاريخ هيرودوت الذي نقله عن اللغة الإغريقية مباشرة للغة العربية الباحث الأكاديمي الدكتور محمد المبروك الدويب، أستاذ اللغات القديمة بقسم التاريخ والآثار بكلية الآداب جامعة طرابلس.
وأعطى الباحث الأكاديمي الدكتور محمد المبروك الدويب، نبذة عما يحتويه الكتاب الواقع في 685 صفحة من القطع المتوسط والصادر في طبعته الأولى عن وزارة الثقافة لعام، وذلك وسط حضور كبير من الكتاب والمثقفين والبُحاث والمهتمين بتاريخ الثقافات القديمة.
وأشار الدويب، إلى أن هيرودوت يعد مؤسس تاريخ البشر أو كما يُعرّف بأبو التاريخ وهو من أنزل التاريخ من السماء إلى الأرض وعمله معروف ما له وما عليه ويتضمن الكتاب عدة موضوعات منها : القوة الفارسية كيروس بابل “أشوريا”، قمبيزك مصر حملة الفرس على مصر حرب سكيثياك، ليبيا تراقيا الماراثون/ هزيمة الفرس/ بقية تاريخ الفرس/ انسحاب الفرس مهزومين وغيرها من الموضوعات المتصلة بأغوار حوادث التاريخ القديم.
وأضاف أن هذا العمل له عدة مخطوطات وتحقيق هذه المخطوطات تم من قبل مؤسسات مختلفة في العصر الحديث حتى وصلتنا مطبوعة، وأهم هذه المؤسسات جامعة أكسفورد التي أعتمدنا على نسختها الأصلية في الترجمة من اليونانية القديمة، موضحا بأن اللغات اليونانية تنهض على ثلاث مراحل لغة قديمة وهي التي كتب بها هيرودوت والآخرون مع الاختلاف في اللهجات فهنالك من كتب بلهجة أخرى أصعب من لهجة هيرودوت وطبعة أكسفورد هي أدق الطبعات وحققت عدد كبير من المخطوطات مما جعل الاعتماد عليها دقيقا.
وشارك الدكتور عبد العزيز الصويعي، بورقة أكد فيها أن بداية العلوم كانت عند قدماء الإغريق بدءا من الهرطقات التي تميل للسفسطائية أكثر منها للواقع ثم بدأت تتحسن وتتحدد ملامحها وتكلم بها “هوميروس” مشافهة في القرن التاسع أو الثامن قبل الميلاد وتناولها “هيرودوتس” بالكتابة والتدوين في القرن الخامس قبل الميلاد وكلاهما ذكر ليبيا بل أن فيلسوفهم “أرسطو” قال فيها مقولته الشهيرة “من ليبيا يأتي الجديد”.
فيما لفت الدكتور الصويعي من جانب آخر أن اللغة روح تتنفس من خلالها وتنمو بواسطتها إلا أن الترجمة من لغة إلى لغة ثانية وثالثة قد تُضعف تلك الروح وتبدد أنفاسها بين اللغات فتبتعد عن معانيها الأصلية، وأوضح بأن معرفته بالإنتاج الإغريقي الكلاسيكي كانت عن طريق كتاب “نصوص ليبية” للأديب الراحل علي فهمي خشيم.
من جهة أخرى قدم الدكتور محمد علي عيسى، قراءة نقدية عن الكتاب معتبرا أن كتاب تواريخ هيرودوتس من المؤلفات القديمة الجديرة بالعناية وترجمة الدكتور الدويب من اللغة الأم للمؤلف من الإغريقية للعربية إنجاز مهم، معددا محتويات الكتاب من مقدمة وتمهيد وأقسامه.
وأضاف أن هيرودوتس قد أطلق على كتابه الأول اسم الحورية كليو وهي ملهمة التاريخ وتمثل في الفنون كسيدة تحمل لفافة ورقية مفتوحة، وأردف أن هيرودوت استعمل في كتابه هذا عبارة البربر بكثرة وكان يقصد بالبربر كل من لا ينتمي إلى الجنس الإغريقي، فضلا عن تناوله لمجموعة من الموضوعات المتشعبة كحديثه عن الصراع بين الإغريق والفينيقيين من جهة والإغريق والفرس من جهة أخرى، ثم وزعت نسخ من الكتاب على الحضور لتنطلق مراسم التوقيع ممهورا بكلمات الإهداء.