استقبال حافل وجده الإرهابي عبد الحكيم بلحاج في مطار معيتيقة بعد هروبه من طرابلس عام 2017، في ظل التغاضي عن مذكرة القبض الصادرة في حقه.
بلحاج وصل طرابلس قادما من قطر التي فر إليها وإلى تركيا بعد ثبوت تورطه في هجمات على منشآت
عمومية ليبية وارتكابه جرائم زعزعت استقرار ليبيا، فكانت هذه الجرائم سببا في إدراجه من عام 2017 على قائمة الإرهاب للدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وكذلك على قائمة مجلس النواب الليبي.
وأصدر مدير مكتب التحقيقات بمكتب النائب العام الليبي الصديق الصور، في 2019 مذكرة بالقبض وضبط
وإحضار عدد من الأشخاص، من بينهم الإرهابي عبدالحكيم بلحاج أمير الجماعة الليبية المقاتلة الإرهابية.
مذكرة الصور التي وجهها في ذلك الوقت لرئيسي جهازي المخابرات الليبية والمباحث العامة، تضمنت الإشارة
إلى الهجوم الذي تم من قبل مجموعات مسلحة على الحقول والموانئ النفطية، وبلاغات مرتبطة بالهجوم
على قاعدة تمنهنت وتدخلات لهؤلاء المطلوبين في قتال بين بعض القبائل، وجرائم قتل وخطف وحرابة طالت عددا من الليبيين جنوب البلاد من قبل عناصر فصائل المعارضة التشادية الموجودة.
من جانب آخر يواجه بلحاج اتهامات مباشرة بسرقة كميات كبيرة من الذهب والاستيلاء على أموال طائلة من
المصارف الليبية عقب إسقاط النظام في ليبيا، كما أن هناك العديد من الأدلة التي تثبت إيداعه مليارات الدولارات في المصارف التركية، كما أن بلحاج متورط في بحماية الردع ومليشيات طرابلس.
وفي هذا الصدد كشف «راديو فرنسا الدولي» العامل تحت إشراف الخارجية الفرنسية والمقرب من وزارتي
الدفاع والداخلية حجم ثروة بلحاج ومصادرها، مؤكدة في تقرير لها أن هذا الإرهابي أصبح واحداً من بين 100 ليبي اغتنوا بعد إسقاط الدولة بثروة قدرها مليارا دولار.
جاءت هذه البيانات التي كشف عنها الراديو الفرنسي إثر تقرير استقصائيا حول عبد الحكيم بلحاج، موضحة أنه وفقا لقائمة ال 100 غني لليبيا الجديدة التي تناولها التقرير، كان نصيب بلحاج ملياري دولار.
وأشار التقرير الاستقصائي إلى أن بلحاج أسس في 2013 شركة طيران الأجنحة، وذلك بعد حصوله على 750
مليون دولار من دولة قطر لشراء طائرات تقطعت بها السبل في مالطا لعدم حصوله على إذن لها بدخول
طرابلس، مضيفا أن «بعد ذلك بعام تشكل تحالف من الميليشيات المتطرفة التي غزت العاصمة طرابلس
ودمرت مطارها الرئيسي واحتلت المقرات و بقي هذا المطار معطلاً حتى الآن فيما افتتح مطار امعيتيقة امام
الطيران المدني وتمكن بلحاج من إدخال طائراته إلى طرابلس بينما يعمد رجاله بشكل غير مباشر على دفع
المسافرين للسفر عبر شركته عبر التعمد في تأخير رحلات الشركات الوطنية وتخريب المعدات».
وفي سياق ذي صلة قال موقع ويكيليكس أن بلحاج تمكن سنة 2011 من السيطرة مع شخصين آخرين على مبلغ قدره 75 مليون دولار.