36 عامًا على العدوان الأمريكي على ليبيا 15 أبريل 1986.. درس غالٍ في الوطنية والدفاع عن السيادة
لم تكن الغارة الأمريكية العدوانية على ليبيا 15 أبريل 1986، مجرد عدوان جديد على الجماهيرية العظمى، تحت راية القائد الشهيد، معمر آنذاك فقط. ولكنها كانت محاولة فاشلة انكسرت على أبواب الجماهيرية وقوة وإرادة قائدها الشهيد والشعب الليبي البطل قبل نحو 36 عاما.
فقد ساق الرئيس الأمريكي والممثل السابق، رونالد ريجان، عدة أكاذيب لتسويق عدوانه وتبريره على ليبيا آنذاك. مثل الزعم أن ليبيا على علاقة بالتفجير، الذي طال ملهى لابيل الليلي، في العاصمة الألمانية برلين، والذي أودى بحياة بعض الجنود الأمريكان المترددين عليه.
لكن هذه لم تكن الحقيقة، بل كذبة سافرة، بعدما أثبتت الكتابات والوثائق والمعلومات، التي تم نشرها في الإعلام الأمريكي والألماني ذاته بعد سنوات من الحادثة، أن ما قاله ريجان كان محض أكاذيب للعدوان على ليبيا.
وقد كانت ليبيا ضمن دول اخرى مستهدفة، آنذاك من قبل الولايات المتحدة، لمعارضتها السياسات والخطط الأمريكية الاستعمارية في الوطن العربي وأفريقيا، ولدورها المؤثر في دعم حركات التحرر وثورات الاستقلال، في أنحاء عدة من العالم وخصوصا في فلسطين.
كما كشفت الوثائق الأمريكية ذاتها بعد العملية بسنوات، أن الطائرات التي استخدمت في الإغارة على باب العزيزية ومناطق أخرى في ليبيا في 15/4/1986، سبق وقامت بتدريبات انطلقت فيها من قاعدة لووير هايفورد البريطانية، وعبرت الأطلسي لتقصف أهدافا منتقاة في جزيرة مهجورة اسمها نيوفاندلاند في شرق كندا بنجاح في شهر التمور/ اكتوبر 1985 أي قبل وقوع حادث ملهى برلين وقبل 6 أشهر من الغارات على ليبيا. بما يؤكد أنها كانت عدوانا أمريكيا همجيًا دبر بليل للانتقام من ليبيا وقائدها المهيب، معمر القذافي.
وفي فجر 15 أبريل 1986، قامت نحو 66 طائرة أمريكية، انطلق بعضها من قواعد بريطانية، بشن غارة وقصف أهداف في العاصمة الليبية طرابلس، ومنطقة بنغازي.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، لاري سبيكس، أنذاك، أن الهجوم كان يستهدف مواقع عسكرية رئيسية، ولكن التقارير أكدت أن الصواريخ ضربت أيضا ضاحية بن عاشور، وهي ضاحية مكتظة بالسكان في العاصمة طرابلس. كما تم قصف المجمع السكني، الذي يقيم فيه الزعيم الراحل معمر القذافي، بما يؤكد أنها كانت مدبرة لاغتيال الزعيم القذافي، وإنهاء دوره التاريخي وإعادة احتلال ليبيا بعد نحو 16 عاما من طرد القواعد العسكرية الأمريكية والبريطانية والإيطالية على يده في عام 1970.
وبالرغم من أن الغارات الأمريكية العدوانية على ليبيا، أسفرت عن استشهاد وإصابة 45 من أفراد الشعب المسلح ، و130 مدنيا ليبيا بينهم أطفال ونساء ، ولكن إرادة ليبيا لم تنكسر. وتعرضت جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، لقصف صاروخي ليبي ردًا على الغارات الأمريكية .
وقال القائد معمر القذافي آنذاك، أنه لو كانت لدينا صواريخ ذات مدى أطول لكنا قد اطلقناها. وكانت تلك في الحقيقة، هى المرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية التي يتم فيها قصف أوروبا ، وإطلاق صواريخ على دولة عضو في حلف الأطلنطي. فلم يتراجع القائد الشهيد أو ينثني عن الاصرار أن تكون لليبيا، إرادة حرة مستقلة والتمسك بمباديء ثورة الفاتح العظيم في التحرر والسيادة والكرامة الوطنية.
وأثبتت الغارات الامريكية في 15 ابريل 1986، أنها كانت محاولة عدوانية سافرة لاغتيال القائد معمر القذافي وأفراد عائلته. فبعد 33 سنة على العدوان الأمريكي، كشفت صحيفة التايمز البريطانية في مارس 2019، عن تقرير سري حول عدوان الناتو على ليبيا 2011 “نكبة فبراير”، وقالت الصحيفة في تقريرها، إنه منذ ابريل 1986، أي قبل حوالي ربع قرن، على الحملة الجوية المدمرة التي قادها الناتو عام 2011 على ليبيا ، والتي حولتها إلى “خراب”، كانت هناك محاولة لاغتياله في أبريل 1986، بعد اتهام الاستخبارات الليبية بالتورط في تفجير ملهى ليلي في برلين الغربية في تلك الفترة، قتل فيه جنديان أمريكيان وامرأة تركية.
وعليه.. فـ 15 أبريل 1986 محطة تاريخية هامة، يتذكرها الشعب الليبي، ويتذكر معها أيام الاستقلال والكرامة والعزة، والوقوف بوجه الولايات المتحدة الأمريكية، للدفاع عن ليبيا ومقدراتها وثرواتها عكس ما حدث بعد نكبة فبراير، وضياع سيادة الوطن وعودة 10 قواعد استعمارية جديدة لتجثم على قلبه في الشرق والغرب والجنوب.